مقالات

البنك الزراعي.. التفكير خارج الصندوق

رذاذ المطر

عمار الضو:

يمضي الموسم الزراعي في البلاد وتدخل العين الثانية من خريف هذا العام وتمتد معاناة المزارعين في ظل غياب رؤية الدولة وضعفها البائن والواضح والممتد تجاه قضايا المزارعين واهمها التمويل الزراعي الذي لم يتجاوز 10% من المخصص لتغطية المساحات المقترحة.

والفوضى التي تضرب  الدولة من قمة الهرم مرورا بوزير المالية د.جبريل إبراهيم ومحافظ بنك السودان المركزي دفعت قيادة البنك الزراعي لاقامة ملتقى كبير أو تظاهرة مصرفية بكريمة في الولاية الشمالية احتشد لها وتداعي مدراء الافرع في الولاية ورئيسي قطاع نهر النيل والشمالية بحضور وتشريف نائب المدير العام للبنك الزراعي الدكتور عز الدين فقيري ومساعد المدير العام للتمويل وهذه التظاهرة والاحتفالية لم تكن بغرض ،بحث أمر التمويل للموسم الحالي أو الدخول في شراكة مع المزارعين تستهدف طي الازمة وضخ السيولة لدرء الخطر القادم والفجوة الغذائية وتدراكها بالانتاج بعد خروج سنار والجزيرة، الملتقى أو الاجتماع مخصص لتقييم التحصيل وأداء الفروع! تخيلوا تفكير وتخطيط قيادات هذا المصرف العريق وهو يجتمع قياداته والعدو يستهدف تجمعات الحكومة واحتفالاتها بالمسيرات في كل الولايات تجتمع قيادات البنك لتقييم تجربة التحصيل ومديونيته ترتفع الي اكثر من ١٢٨ ترليون ويعتبر ذلك فشلا ذريعا لكل القطاعات والأفرع وهم يعجزون عن التحصيل والمطالبات .

ماذا أعد البنك وفعل للحاق بالموسم الزراعي بالقضارف وهي ولاية آمنة ومن أكب. ولايات السودان إنتاجا وتعول عليها الدولة في الانتاج ونسبة التمويل لم تتجاوز 10% فبدلا من تلك النسبة كنا نتوقع أن ترتفع إلى اكثر من مئة في المئة وتتضاعف.

كل هذه الفوضي العارمة وعدم إدراك الخطر ومتطلبات المرحلة القادمة وحوجة الدولة لم يحرك سكون الفريق إبراهيم جابر ، مسؤول الملف الاقتصادي بمجلس السيادة ومحافظ بنك السودان ووزير المالية عن مايصبو اليه البنك العاجز والغائب عن مسؤليته تجاه المزارعين.

الزراعة مواقيت إن لم نتدارك هذه الأزمة والفوضى المصرفية والازمة الزراعية فاننا بلا شك نواجه خطر المجاعة القادم والمخطط لفلاحة خمسة مليون فدان لم يتم بالتمني أين الاموال ياجبريل والمزارعين بين صعوبات التمويل وصراعات الاعسار كل الازمات والمخاطر تحيط بفلاح الارض فرض الجبيات واستمرارها بعدة مسميات علي المحاصيل والقود من المسؤول عن اغتيال المزارع، وتشييعه إلى مثواه الاخير؟.

ادركوا ذلك إن كنتم لاتعلمون فالجوع أخطر من الحرب ويحصد الأرواح بدون ساتر ودفاعات لاتحتاج إلى مواجهة واستنفار ومقاومة شعبية وقرارات جيايات ياجنرال الصمت والظهور المخجل والمخزي اين رؤيتك وهمتك لفلاحة المساحات المقترحة لقد اضحي الامر خطيرا وكارثيا لانشغال البنك الزراعي وقياداته باشياء وقضايا انصرافية ولا تريد أن تفكر خارج الصندوق والانهيار الاقتصادي يتهدد الجميع وارتفاع كلفة الانتاج تحاصر المزارعين كل ذلك يحتاج لحسم عاجل من قيادة الدولة فقد بلغ السيل الزبى ودق ناقوس الخطر والقادم أصعب.

كل المؤشرات ومعدلات هطول الأمطار تبشر بخريف مميز لا بد من استغلال ذلك ومعالجة كل قضيا الزراعة وحسم ملف التمويل، حتى بنك النيل المنقذ للموسم الماضي والذي ينتظره الكثيرون تأخر وأضحى غيابه مصدر قلق لكل المزارعين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق