منوعات وفنون

صحفية” اختارت وزوجها تحويل القفر اليباب إلى اخضرار يسر الناظرين

بقلم/ صديق رمضان:

تسلط تجربة الصحفية “رباب على” رئيس القسم الإقتصادي بصحيفة الانتباهة وزوجها “عزالدين الرضي”، الضوء مُجدداً على نماذج عملية تعزز إمكانية الكثير من الأسر السودانية بالمدن والأرياف الاكتفاء ذاتياً من الخضروات والفاكهة بزراعتها في حيازات صغيرة للاستهلاك وبغرض تحويلها إلى مصدر دخل.

وبعد أن اجبرت الحرب الصحفية الإقتصادية رباب علي، وزوجها على مغادرة حي الدروشاب بالعاصمة الخرطوم استقر بهما المقام في “مروي شرق” بشمال السودان في بيت أسرة شريك حياتها الرضي، وفي تلك الانحاء من السودان فإن مساحات المساكن تبدو كبيرة نسبياً عطفاً على توفر المياه وارتكاز المواطنين على خبرة تراكمية في الزراعة.

فكان أن قررا بوصفهما من النازحين عدم الجلوس على رصيف البطالة والاستسلام لفقد الوظيفة وانتظار مايجود به الأهل من ميسوري الحال داخل وخارج السودان، اختارا تحويل مساحات داخل وخارج البيت من قاحلة وقفر يباب إلى اخضرار يثمر خيرا لهما ولغيرهما.

انهمكا بسلاح العزيمة والإيمان بالله وبأدوات بدائية لاستصلاح الأرض تمهيدا لزراعتها ورغم مشقة ذلك في ظل درجات حرارة مرتفعة معظم ساعات اليوم تمكنا من زراعة أنواع من الخضروات منها “خضرة، رجلة، بامية، أسود ، شطة، جرجير”.

وبعد فترة من المتابعة فقد اينع غرسهما وتحولت الأرض التي كانت بالأمس مجرد مساحة تتعرض للإهمال مثل ملايين الافدنة في السودان إلى أرض تنتج خضروات على درجة عالية من الجودة الطبيعية الخالية من المعالجات الكيمائية.

لم يكتفيا بتوفير ماتحتاجه أسرتهما للخضار بل ذهبا بعيداً في مشروعهما حينما قررا أن يكون شفيعا لهما يوم العرض الأكبر بمد أكثر من 20 أسرة نازحة بالخضروات بصورة منتظمة دون مقابل ابتغاء الأجر .

ولأن النجاح يقود دوماً إلى مزيداً من النجاحات إذا توفرت العزيمة وتجدد الطموح فقد تمددت المساحة واتجها لغرس أشجار تكون بمثابة استثمار مستقبلي لهما منها المانجو، الزونية، الليمون، السدر الجوافة، والحنة، واليوم فإنهما باتا أكثر ارتباطا وجدانيا بالأرض وكأن لسان حالها يردد:”سندق الصخر حتي يخرجٌ الصخر لنا
زرعا وخضرا ونرود المجد حتي يحفظ الدهر لنا
إسماً وذكري، وذلك بعد أن إشتعلت الحقول بجهدهما قمحا ووعداً وتمني والكنوز أنفتحت امامهما في باطن الأرض تنادي”.

ولو فعل 25٪ من الذين نزحوا من العاصمة إلى الولايات مثلما فعل عزالدين المرضي وزوجته الزميلة رباب لما امسك الغلاء بتلابيب المواطن واحاط به احاطة السوار بالعصم، وهي تجربة تؤكد ماهو مؤكد أن الزراعة هي رافعة نهضة هذه الدولة الغنية إذا وجدت الإهتمام.

كما أن ذات التجربة لها بعد إجتماعي تتمثل في أن التفاهم والاحترام والوعي بين الزوج وزوجته يقود دائماً إلى حياة مستقرة ذات أثر إيجابي يتخطى محيطهما”ماشاء الله”.

صديق رمضان
يوليو 2024

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق