مقالات
دور الإعلام في التوعية بمخاطر آثار المناخ وأهمية التنمية المستدامة في الريف
طه هارون حامد:
يعتبر الإعلام أحد أهم الأدوات التي تلعب دورًا حاسمًا في نشر المعرفة وزيادة الوعي حول القضايا المختلفة التي تواجه المجتمعات. ومن بين هذه القضايا، تأتي مخاطر آثار المناخ وأهمية التنمية المستدامة في الريف. في ضوء التحديات البيئية الحالية، لذلك يجب تسليط الضوء على كيفية تأثير التغيرات المناخية على المجتمعات الريفية والحاجة إلى تبني ممارسات التنمية المستدامة لضمان مستقبل آمن ومستدام.
الإعلام وسيلة فعالة لنقل المعلومات والمعرفة حول المخاطر المناخية. يمكن لوسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون، والإذاعة، والصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا كبيرًا في توعية الجمهور بالعواقب المحتملة للتغيرات المناخية، من خلال تقارير مفصلة وتحقيقات استقصائية، يمكن للإعلام أن يسلط الضوء على الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والجفاف، حرائق الغابات، القطع الجائر وتأثيراتها على المجتمعات الريفية.
لذلك، يمكن للإعلام أن يلعب دورًا في نشر التوصيات والإرشادات حول كيفية التكيف مع هذه التغيرات المناخية.
على سبيل المثال، يمكن للإعلام تقديم نصائح حول الزراعة المستدامة، والحفاظ على الموارد المائية، واستخدام الطاقة المتجددة. من خلال زيادة الوعي، يمكن للإعلام أن يشجع على تبني ممارسات أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
أهمية التنمية المستدامة في الريف
تشكل التنمية المستدامة في الريف أحد العوامل الأساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. تعتمد المجتمعات الريفية بشكل كبير على الموارد الطبيعية مثل المياه، والأرض، والغابات، ولذلك فإن التنمية المستدامة تهدف إلى استخدام هذه الموارد بطريقة تضمن استمراريتها للأجيال القادمة.
تساهم التنمية المستدامة في الريف في تحسين مستوى المعيشة من خلال توفير فرص العمل، وتعزيز الأمن الغذائي، وتقليل الفقر. بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسات التنمية المستدامة تسهم في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل التلوث، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومكافحة التغيرات المناخية.
يمكن للإعلام أن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التنمية المستدامة في الريف من خلال نشر قصص النجاح والممارسات الجيدة.؛الحكايات وضرب الامثلة والاحاجي المطارحات الشعرية المباريات المحلية (الدوبيت -المصارعة والرقص الشعبي ..الخ ، و على مبادرات المجتمع المحلي(كالنفير ) التي تعمل على تحسين الزراعة،وادخال بنك البذور وإدارة الموارد الطبيعية، واستخدام الطاقة المتجددة. من خلال عرض هذه القصص، يمكن للإعلام أن يشجع المجتمعات الأخرى على تبني ممارسات مماثلة والمحاكاة والتنافس لذلك، يمكن للإعلام أن يساهم في نشر الوعي حول أهمية التعليم والتدريب في تحقيق التنمية المستدامة. من خلال برامج تعليمية؛ وورش تدريبية، يمكن للمجتمعات الريفية اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لتبني ممارسات مستدامة.
التحديات التي تواجه الاعلام التوعوي، نقص التمويل والموارد اللازمة والمعينات اللازمة لإنتاج محتوى إعلامي عالي الجودة.،و قد يواجه الإعلام تحديات في الوصول إلى المناطق الريفية النائية حيث يكون الوصول إلى التكنولوجيا والمعلومات الهامة بسبب انقطاع التيار الكهربائ وعدم توفرالطاقة البديلة وربما وعورة بعض المناطق .
وربما تكون هناك تحديات مرتبطة بالوعي والثقافة المحلية. في بعض الحالات، قد تكون المجتمعات الريفية غير مدركة لأهمية التغيرات المناخية والتنمية المستدامة لانشغالها ببعض الامور ، مما يجعل من الصعب تحقيق التأثير المطلوب.
للإعلام دورًا حيويًا في التوعية بمخاطر آثار المناخ وأهمية التنمية المستدامة في الريف. من خلال نشر المعرفة وزيادة الوعي، يمكن للإعلام أن يسهم في تحقيق تغييرات إيجابية تساعد في حماية البيئة والمحافظة علي الارض المستخلف فيها والمطالب باعمارها عملا بقوله تعالي( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الريفية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الدور يتطلب مواجهة التحديات وتوفير الدعم و المعينات اللازمة للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية.