مقالات

نخبة من قوى الاستنارة تضفي مشروعية تمزيق الوطن

بقلم/ الطاهر إسحق الدومة

مايحدث من حرب واختلاف رؤى وأفكار للتنظيمات السياسية والحركات المسلحة مخاض تاريخي خطير نابع من موروثات وقيم السودان (القديم الجديد).
الواجب على قوى الاستنارة التعامل بوعي في الاعتراف بما يجري أنه محصلة قيم ثقافية متجذرة لم يستطيع السودانيين منذ ظهور دولتهم الحديثة على يد محمد علي باشا،  التخلص من السلبيات في إطار عدم الاعتراف بالآخر إلا من خلال رؤية انتهازية في الاستحواذ على الحكم والثروة وبناء مجد تاريخي للنخب الاجتماعية والجهوية على حساب الفكر السياسي الحديث الذي فشل في (يمناه) و(يسراه) ومابينهما في بلورة مشروع وطني يرضي ويؤسس لدولة سودانيه ترضي كل الشعوب التي كانت منضوية في سلطنات ماقبل بزوغ دولة محمد علي باشا أو مايعرف بالحكم (العثماني المصري) كأغرب ائتلاف في التاريخ مابين مستعمر ودولة مستعمرة اتفقا على استعمار دولة بإيعاز من من منظومة إمبريالية أكبر أي الدول الأوروبية المستعمرة على أشلاء سلطنات ماقبل ١٨٢١م.
مايجري اليوم بكل من تباعد لقوى الاستنارة وهي تمضي سواء كان بعلم أو بجهل في إضفاء مشروعية الانقسام المجتمعي عبر الحرب القائمة كآخر شعرة معاويه متبقية بين السودانيين.
فالبيشي وكيكل وضرار وشيريا والمصباح ومناوي والبرهان وحميدتي وغيرهم هم يجسدون رأس الرمح لما يعتمل في أفئدة ثلة معتبرة من السودانيين تماهت فيه نظريات بعضا من التنظيمات الفكرية والسياسية وغدت تنظر اليهم بالغد في الأمل المشروع لتشكيل السودان القادم أما بالانتصار لأحد الأطراف أو التوافق لطلاق بائن بين المكونات الاجتماعية للدولة الموروثة.
مؤشرات التجسيد الفعلي لما هو قادم في التمزيق نابع من افتقاد قوى الاستنارة للشجاعة اللازمة في تجاوز الخروج من نفق التفكير المرحلي إلى الاستراتيجي للتوافق الوطني.
مشروعية النزوع للتمزيق فيما تبقى من السودان بعد انفصال الجنوب تجسده اليوم البندقية التي تجد مؤازرة من بعض النخب الفكرية والسياسية.

aldooma2012@gmail.com

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق