محمد الصادق:
حدثني محدثي أمس من العاصمة الإدارية بورتسودان وهو من قدامى المحاربين فى قوات الجمارك، ودار بيننا نقاش طويل ومستفيض حول الجمارك ودورها العظيم الذي تلعبه فى رفد خزانة المالية بالأموال التي إذا ما أحسن إستغلالها تسهم فى بناء سودان لا يقل جمالا عن بقية دول العالم التى تطورت وانطلقت بكل قوة، وساعدهم فى ذلك العمل المتواصل لأجل أوطانهم بمنتهى الصدق والأمانة ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.
قال محدثي مشيرا لما سطرته عن قضية الفريق حسب الكريم آدم، إنها تستحق الوقوف والنظر اليها بمنتهى الحرص والمراجعة خاصة أنه كان فى حالة مرض ولكي لا تكون سابقة خطيرة في قوات الجمارك التي عرفت بالعدل والمساواة بين الناس وهي التي فيها الحق يعلو ولا يعلى عليه.
وذكر لى أن احد الضباط كان يتحاور معه حول ما سطرته وقال له من المفروض ألا يكتب الكاتب عن المؤسسة، فقاطعته قائلا أنا أكتب عن الجمارك وإنجازاتها وعملها المجيد قبل أن يكون مديرها الفريق صلاح الشيخ، مرورا بكل المدراء وآخرهم الفريق حسب الكريم والذي أشهد الله أننى لا أعرفه ولم التقه أبدا، وكتبت عن الظلم الذى حاق به ولم أكتب عن الجمارك المؤسسة التى هي عندى واحدة من أكبر المؤسسات أو الوحدات أو السلطات التي تدر أموالا طائلة للدولة ويعجبني جدا إخلاص الغالبية العظمى من المنتمين لها وهم يخلصون لها العمل ويحققون النجاح تلو النجاح.
لكن ما حدث للفريق حسب الكريم أمر عجيب وغريب والأغرب منه أن ما حدث له رغم تناول الكثير من الصحفيين لمظلمته إلا أنه لم يجد أذنا صاغية أو ينبري له أحد قيادات المجلس السيادى ويحقق فيما نشر ليقف جانب الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه.
إننا لا نزال حتى الآن ننتظر إنصاف الرجل الذي قدم الكثير جدا من النجاحات وحقق أعلى ربط إيرادات، وأنصف كل مظلوم وشهد لنجاحاته الأعداء قبل الأصدقاء .
نحن لم ولن نسيئ لأحد، فقط طالبنا ونطالب أن يرد الظلم عن القائد الذى أعطى ولم يستبق شيئا، ولكن ما سمعناه من حديث حول الشخص الذى يصدر القرارات من خلف الوزير ويسبب له كل المشكلات وللوزارة هو أمر عجب لم نعرف له سبب.
وهنا يحق لنا أن نتساءل ماذا فعل الوزير للشخص الذى يتحدث ويخاطب ويفعل كل ما في وسعه؟ وهل سيترك له الحبل على الغارب؟ وعبارة الحبل على الغارب هذه تذكرنى الرئيس الراحل نميرى رحمه الله فقد كان يرددها كثيرا . لن نترك الحبل على الغارب.
نحن من أكثر الداعمين لقوات الجمارك ومن أكثر المعجبين بكل ضباطها وجنودها وبما يحققونه من نجاحات متوالية، ولكننا لا نريد أن يكون من بينهم ( كرزاي) جديد أو شخص عنيد أو من بينهم المؤمن بالشيوخ لأجل البقاء ولكي يطيب له الجلوس، لكننا نريد للجميع الصدق في العمل والابتعاد عن الظلم، فمن ظلم اليوم لابد أن يظلم بمثلما ظلم طال الزمن أو قصر، كيف لا والظلم ظلمات يوم القيامة.
إننا كصحافة تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة أمام الله وعلينا أن نبصر الناس بالحقائق ونقدم الحلول ونقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت وما ضاع حق وراءه مطالب .
وبكره يا سودانا تكبر
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل، إن كان فى العمر بقية.. والله من وراء القصد.