مقالات

مبارك الفاضل.. ما فضل شيئ

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
إفادات مبارك عن دمج قوات الحركات المسلحة فى الجيش غير صحيح

الجيش لم يوافق على تحييد المدن من القوة العسكرية ما عدا الشرطة

وصف زيارة آبى أحمد بأنها بغرض التمويه للمخطط غير لائق

لقاء أي مسؤول سوداني للمبعوث الأمريكي في مطار بورتسودان انتقاص للسيادة

مطالبة “الدعم السريع” بتولي هيئة الأركان مقابل تولي الجيش لمنصب القائد العام هى من توصيات ورشة الاتفاق الإطاري

استخدام مبارك لمعلومات سرية للترويج السياسي جانبه الصواب

فيما يلى تلخيص لإفادات وتصريحات السيد مبارك الفاضل  المهدي، رئيس حزب الامة فى مقابلة مع الاستاذ سعد الكابلي كما وصلتني وبنفس الترتيب من أحد الاصدقاء من قيادات حزب الأمة.

قال السيد مبارك الفاضل: (هنالك مخطط لغزو من الشرق يلتقي بغزو الغرب وتحول الحرب في السودان إلى حرب إقليمية لذلك ارتفع الاهتمام الدولي والإقليمي بقضية الحرب وضرورة وقفها، من المهم جداً أن يشارك الجيش السوداني في مفاوضات جنيف لأنه يمتلك اتفاق جدة الذي ألزم المليشيا بالخروج من المنازل والأعيان المدنية وأفشل مخطط المليشيا بالإستيلاء على السلطة وتدمير الجيش ، مؤتمر القاهرة نقطة تحول مهمة لأنه وضع أساسا لفصل القضية السياسية من القضية العسكرية ووضع أساسا لتجاوز الإقصاء في الحياة السياسية السودانية، زيارة آبي أحمد للسودان كانت بغرض التمويه للمخطط وقيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية لم ينقطع تواصلها مع الإمارات وتطورت إلى زيارات إلى أبوظبي، مفاوضات جنيف ترقية لمنبر جدة لمستوى دولي والجيش يدرس الرأي العام العسكري ويتواصل ليستفسر عن تفاصيل الدعوة وموقع اتفاق جدة وهذا من حقه لكنه في النهاية سيذهب جنيف، سألت القيادة العسكرية عن وضع الحركات المسلحة وأكدت لي أنها دمجتهم وتم تقييم أصولهم في العربات والمعدات وتم سدادها من خزينة الدولة لذلك موقفهم المطالب بأن يكونوا جزءا من التفاوض بشكل منفصل غير صحيح ، لاعتبارات قواعد السلامة الامريكية طلب المبعوث الأمريكي ومديرة المعونة أن تكون لقاءاتهم مع المسؤولين في مطار بورتسودان،  وكان على البرهان أن يقبل طلبهم ويرسل لهم وزير الخارجية و أحد مساعديه العسكريين ولا يذهب بنفسه، الجيش يجب أن لا يتردد في الذهاب إلى جنيف لأنه سيكسب لأنه سيكون المستفيد الأول، مطالب (الدعم السريع) في اللقاءات السرية في المنامة وعمان كانت حول مشاركته في هيئة قيادة الجيش والأمريكان يريدون من مقابلة البرهان أخذ الرأي في قضايا أساسية سوف تبحث في جنيف، في مفاوضات جدة المليشيا قالت إنها ستخرج من المنازل مقابل ارتكازات في الشوارع وعلى الجيش الاستمرار في رفض ذلك والتمسك بمقترحه تحييد المدن من القوة العسكرية ما عدا الشرطة ).

انتهت إفادات مبارك الفاضل.

لا أحد يغمط السيد مبارك الفاضل حقه فى الإدلاء بما يراه ، وأن يقدم ما يشاء من النصائح للقيادة العسكرية على حد قوله ، وأن يرحب ويؤيد و يروج لملتقى جنيف كما فعل ويفعل الآن ، أما أن يذهب إلى نشر معلومات حصل عليها كما قال من القيادة العسكرية، ربما تضر بوحدة الجبهة الداخلية فهذا أمر مردود عليه ، فما كان للسيد مبارك أن يجلس فى مقعد الطرف الآخر رافضا لمشاركة الحركات المسلحة فى التفاوض ولو من باب التكتيكات التفاوضية، قافزا فوق الحقائق ، الحركات المسلحة انخرطت فى القتال بجانب الجيش، وكونت القوات المشتركة و هذا لايعني بحال أن هذه القوات تم دمجها.

و لا شك أن حديثه عن زيارة رئيس الوزراء الاثيوبى للسودان كانت بغرض التمويه للمخطط ، يتجاوز حقه كسياسى فى تقييم الزيارة الى الاضرار بالعلاقات بين البلدين ، و جانبه الصواب فى اعتبار ان جنيف ترقية لمنبر جدة لمستوى دولى ، مبارك يعلم ان امريكا انفردت برعاية المنبر و جاءت بالاخرين ليكونوا مراقبين ، بجانب ان وزير الخارجية الامريكى اعلن قيادته للمفاوضات بنفسه ، فهل هذه مفاواضات لوقف اطلاق النار ؟ و هو القائل ان الامريكان يريدون الاستفسارعن مطالب (الدعم السريع ) حول مشاركته فى هيئة قيادة اركان الجيش ، وهى كانت احد مخرجات ورشة الاطارى حول اصلاح الاجهزة الامنية و العسكرية والتى اوصت بان يكون رئيس الاركان من (الدعم السريع) فى مقابل ان يكون القائد العام من الجيش ،
اما قوله ان الجيش وافق على تحييد المدن من القوة العسكرية ما عدا الشرطة ، فهو حديث غير صحيح ، و يروج لمواقف تسبق جنيف ، الجيش تمسك بخروج ( الدعم السريع ) من المنازل و الشوارع و اخلاء الاعيان المدنية و المراكز الخدمية و لم يوافق على اخراج قواته من المدن ، وهو عمليآ غير ممكن ، فلا يمكن بحال تفكيك المطارات و القواعد الجوية و اخراجها من المدن ، الجيش طالب بتجميع قوات ( الدعم السريع ) فى معسكرات خارج المدن وحدد تلك المعسكرات ،
طالب مبارك الفاضل البرهان ان يقبل طلب الامريكان بأن تتم المقابلة مع المبعوث الامريكى و مديرة المعونة الامريكية و القائم بالاعمال فى مطار بورتسودان (لاعتبارات قواعد السلامة الأمريكية ) وكان عليه أن يقبل طلبهم ويرسل لهم وزير الخارجية و أحد مساعديه العسكريين ولا يذهب بنفسه.

وبغض النظر عن هذه القواعد، فإن هذه المقابلة بالطريقة التي اقترحها السيد مبارك،  فيها انتقاص لسيادة السودان وعدم اعتراف بمقر الحكومة وبالتالي عدم الاعتراف بالبرهان كرئيس لمجلس السيادة.

الأمريكان بدأوا التفاوض قبل موعده، اشتراط المقابلة فى المطار أحد أهم أجندة التفاوض، السيد مبارك لم يترك شيئا ليتم التفاوض عليه.
29 يوليو 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق