مقالات

للفساد أوجه عديدة

حد السيف

محمد الصادق:

عندما تسمع كلمة فساد يخطر إلى ذهنك مباشرة أنه فساد في المال، ولكن الحقيقية هى للفساد أوجه عديدة، فالذي يغش فى الإمتحان فاسد والذى يشتري المسروقات فاسد ومن يزيد أسعار بضاعته المخزنة بالأسعار الجديدة يعتبر فاسدا ومن يحلف القسم كاذبا لأنه قبض المال فهو أيضا فاسد ومن يخون الأمانة والعرض فاسد وإلخ… ولذلك نقول إن الفساد ليس فقط باختلاس الأموال وله أوجه متعددة.

البعض يعرف الفساد بأنه إنحراف أو تدمير النزاهة فى أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة وهو في مفهوم العامة التغيير من الحالة المثالية إلى حالة دون مثالية .
كذلك الفساد يكون فى استخدام السلطة الرسمية الممنوحة للشخص سواء فى مجال العمل العام أو الخاص أو النفوذ والتغافل عن تطبيق النظم واللوائح أو المحاباة وكل ما يضر بالمصلحة العامة وتعظيم المصلحة الشخصية .
إذا نظرنا إلى ما يحدث فى الوزارات والمؤسسات والشركات نتابع ونسمع عن الكثير من الفساد الذي فيه ما يتم إثباته بالأدلة والوثائق والبراهين وما لم توجد فيه أدلة، فمثلا ما حدث من إتهام لوالى كسلا السابق الذى أتهم ببيع قطعة أرض وصدر قرار أمر بالقبض عليه، وهو ما يذكرنا بالقرار الذى اتخذه وزير الداخلية بإعطاء إجازة مرضية لمدير عام الجمارك الفريق حسب الكريم آدم الشئ الذى يجعلنا نسأل هل هذا القرار الذى اتخذه الوزير هو حق كفله له القانون واللوائح والنظم ؟ أم أنه تدخل فى اختصاص ليس من إختصاصه ؟ فإذا كان هذا حق كفله له القانون فلا غبار عليه. أما إن كان ليس من حقه إتخاذ مثل هذه القرارات فيدخل ذلك فى حالة النفوذ وتصفية الحسابات وهو أيضا نوع من أنواع الفساد الذى نتحدث عنه والمسؤول الذى يأت بشخص فاسد ليدير مكتبه ويفعل ما يشاء بلا حسيب أو رقيب يكون فاسدا ويساعد فى الفساد .

وهنالك أيضا فساد إقصاء الكفاءات والمحسوبية والواسطة على حساب الغير وإستغلال النفوذ والإبتزاز والإستيلاء على المال العام ووضع الشخص المناسب فى غير المكان المناسب والتهاون فى تطبيق القوانين والتشريعات .
عليه إذا أردنا محاربة الفساد والفاسدين فلابد من الشجاعة فى التبليغ ومكافأة المخبرين عنهم وفرض العقوبات الصارمة ولتفعيل ذلك لابد من نشر الوعى وإنتهاج ثقافة النزاهة وروح المواطنة بين المواطنين والمسؤولين وبروز الوطنية وحب الوطن، فالصمت وعدم العزيمة بين الناس لمواجهة الفساد يشجع الفاسدين للاستمرار في فسادهم ولذلك المطلوب الوقوف بكل قوة في وجه هذا الفساد المتعدد الأوجه والطرق والإبتكارات .
وبكرة يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية.. والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق