مقالات

حميدتي والبحث عن “الشرعية الدولية” وغياب الشرعية السياسية المسنودة جماهيريا

برير إسماعيل:

الجنجويدي حميدتي سليل المدرسة الكيزانية الإجرامية و البحث عن (الشرعية الدولية) بسبب غياب الشرعية السياسية المسنودة جماهيرياً.

على ذكر (الشرعية الدولية) أخلاقياً لا يمكن المساواة ما بين الجنجويد الذين يهاجمون المواطنين المدنيين في قُراهم و حلاَّلهم و مدنهم و أراضيهم و بيوتهم و هؤلاء المواطنين الذين يدافعون عن وجودهم كما في حالة المواطنين في مدينة فاشر السلطان الباسلة بفضل نضالات و تضحيات مواطنيها. و لو كانت لدينا في السودان قوى سياسية و مدنيَّة محترمة لنفسها و لشعوبها لوقفت جميع مكوِّناتها ضد الجنجويد بعد أن فشلت ما تُسمى بالمؤسسة العسكرية السودانية في الدفاع عنهم وهم يواجهون المليشيا الجنجويدية التي صنعها الكيزان و بالطبع هذا هو العار الأكبر الذي تواجهه الآن هذه المؤسسة العسكرية الفاشلة في القيام بمهامها الوطنية بسبب طبيعة تكوينها.

لا يمكن لأي فصيل سياسي في أي من الدول الموجودة في العالم أن يعتمد على إكتساب (الشرعية الدولية) للجلوس على كراسي السلطة من قبل أن يكسب الشرعية الجماهيرية و هذا بالضبط ما ظلَّ يفعله الجنجويدي حميدتي بعد أن سعى لتحويل أجندة حركته السياسية الجنجويدية الإجرامية التي أسسها الكيزان لحركة تحرر سودانية ذات أجندة سياسية وطنية و لكنه فشل في هذا المسعى بسبب ثورة الوعي السودانية التي ثارت ضد الكيزان وجنجويدهم.

الساسة المدلسون الذين يتحدثون عن رغبة الجنجويدي حميدتي في تحقيق السلام سقطوا أخلاقياً لأنهم لاذوا بصمت القبور عندما هاجمت المليشيا التي يقودها الجنجويدي حميدتي مدينة فاشر الصمود والتصدي للعدوان بسبب نضالات مواطنيها وكان الهدف الإستراتيجي من هذا العدوان الغاشم و من جميع الاتجاهات هو تحقيق نصراً عسكرياً يرفع به الجنجويدي حميدتي سقفه التفاوضي في مؤتمر جنيف في يوم 14 أغسطس 2024م و لو سقطت الفاشر اليوم في يد مليشيا الجنجويد الإجرامية سيكتب التاريخ بأن مواطنيها و مقاتليها الأحرار دافعوا عنها بكل بسالة و لم يستبقوا شيئاً و سيكتب التاريخ بأنهم لم يهاجموا أحداً في أماكن تواجده و لكنهم دافعوا عن حقهم المشروع في الوجود و لذلك لهم التحية والتقدير و الإحترام ولشهدائهم أعالي الجنان.

ذات الساسة المدلسين الذين يتحدثون صباح مساء عن رغبة الجنجويدي حميدتي في السلام سكتوا أيضاً عن الكلام المباح عندما إجتاحت مليشيا الجنجويد الكيزانية الصناعة الدقلوية القيادة و الأماراتية الدعم اللوجستي القُرى والحلاَّل و الفُرقان في الجزيرة لتعز مَنْ تشاء و تذل مْنَ تشاء من المواطنين المدنيين الأبرياء الذين ثاروا ضد الكيزان وجنجويدهم في ظل الغياب الكامل لمؤسسات الدولة العسكرية و الأمنية و الشُّرطية المنوط بها الدفاع عن مواطنيها وهنا سيكتب التاريخ خذلان الدولة لغالبية مواطنيها الذين واجهوا العدو الجنجويدي الذي صنعته مؤسسات ذات الدولة. يا للخزي و يا للعار للكيزان الذين أسسوا هذه المليشيا الجنجويدية الإجرامية لمحاربة المواطنين السودانيين الذين ثاروا في الهوامش و الأطراف السودانية بسبب المظالم التاريخية المعروفة تلك المظالم التي إكتشف عيال دقلو وجودها فجأة و بقدرة قادر بعد حرب 15 أبريل 2023م أي بعد أن وصل عيال دقلو لرتبة فرقاء في هذه المليشيا الجنجويدية و كنزوا الذهب و الفضة و الأموال و أنفقوا كل ذلك في قتل المواطنين المدنيين الأبرياء.

على ذكر بحث الجنجويدي حميدتي عن (الشرعية الدولية) فغالبية مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة تعلم علم اليقين بأن الإدارة الأمريكية الإمبريالية التي تريد أن توهم الناس بأنها مع حقوق الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية و السلام و العدالة لم تفعل الأمر نفسه مع الشعوب الأخرى المضطهدة التي ظلت تعاني بسبب الأنظمة الشمولية و الديكتاتورية و الأسرية المدعومة من قِبل القوى الإمبريالية الكبرى في العالم.

ذات الإدارة الأمريكية الإمبريالية التي تدعي الآن بأنها تقف ضد الكيزان في السودان و بالتالي ضد حركة الإسلام السياسي الدولية كانت علاقتها مع كيزان السودان سمن على عسل قبل إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة في عام 2018م بعد تراكم نضالي سِّلمي و مُسلح قدَّمت خلاله الحركة الجماهيرية السودانية و قواها السياسية و المدنيَّة العديد من التضحيات . و معلوم أن السلطات الكيزانية الإجرامية كانت قد سلَّمت الشبكة الخاصة بالتنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين للإدارة الأمريكية مقابل تجاهل جرائمها ضد مواطنيها في السودان و كادت ذات حركة الأخوان المسلمين في السودان أن تسلم حليفها أسامة بن لادن للإدارة الأمريكية لو لا أنها كانت تريده حراً طليقاً لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية الرخيصة الخاصة بها و بالطبع بعد ذلك حدثت الحرب الأمريكية في أفغانستان ضد حركة طالبان بإسم مكافحة الإرهاب كهدف معلن و بينما الهدف الحقيقي هو المصالح الأمريكية البحتة و الدليل على ذلك هو أن ذات الإدارة الأمريكية كانت قد سلَّمت أفغانستان لحركة طالبان الإرهابية المجرمة و كأن شيئاً لم يكن بعد أن دفع الشعب الأفغاني ثمن التلاعب بمصيره بإسم (الشرعية الدولية) و بإسم مكافحة الإرهاب الذي يجب أن تحاربه الشعوب المتضررة منه لا أن تحاربه الدول الكبرى مثل الإدارة الأمريكية نيابة عن هذه الشعوب لأنها لن تفعل ذلك لمصلحة هذه الشعوب بالرغم من عدالة ووجاهة القضية.

(الشرعية الدولية) التي يعول عليها الجنجويدي حميدتي و أمثاله من المجرمين و الديكتاتوريين إتضح بأنها أكذوبة كبرى أثبتها الواقع المزري المعاش لغالبية الشعوب التواقة للحرية و السلام و العدالة بعد أن خذلتها ذات (الشرعية الدولية) و ذلك لأن الدول الكبرى ظلت تتعامل مع شعوب الأرض المقهورة كفيران للتجارب و هدفاً لمغامراتها السياسية من أجل تحقيق مكاسبها و مصالحها و في المجمل لا يمكن أن تقوم لأي شعب من شعوب الأرض أن ينهض و يتقدم في كل أمر إذا لم يملك هذا الشعب زمام أموره لتكون لديه قيادة سياسية و مدنيَّة منتخبة ديمقراطياً و يكون لديه بلداً محترماً بين عضوية الدول المكوِّنة لما تُسمى (بالأمم المتحدة) التي درجت حيتانها الكبيرة على أكل أسماكها الصغيرة التي تقودها القيادات السياسية الفاقدة للشرعية الجماهيرية كما في الحالة السودانية على سبيل المثال لا الحصر.

الهدف الإستراتيجي من كل هذه الزوبعة السياسية الأمريكية الخاصة بمؤتمر جنيف هو إعادة تسويق الكيزان و الجنجويد سياسياً تحت ذريعة تحقيق وقف الحرب و السلام و هذه بالطبع جريمة في حق الثورة السودانية المجيدة و خيانة عظمى لدماء الشهداء.

لا يقبل المنطق و بعد كل التضحيات العظيمة التي قدَّمتها الحركة الجماهيرية السودانية في الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة ضد الكيزان و جنجويدهم أن يَسوُّق البعض سياسياً لحديث الجنجويدي حميدتي و بينما يراهن البعض الآخر على حضور أو غياب الجنرال السفاح البرهان لمنبر جنيف* !

فرض عين على كل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير أن تثق في الحركة الجماهيرية السودانية لأنها صاحبة الكلمة الأولى و الأخيرة و في هذا السياق تباً لجميع الذين ظلوا يراهنون على الكيزان أو على جنجويدهم أو على (الشرعية الدولية).

على ذكر ( الشرعية الدولية ) ! إذا كانت المليشيا الجنجويدية التي يقودها عيال دقلو ليست لديها من أي من الشرعيات الأخلاقية و السياسية و الدستورية و القانونية لأنها ببساطة شديدة أسسها الكيزان و أجازوها في برلمانهم المدنكل في عام 2017م فعن أية شرعية و قوانين يتحدث الجنجويدي حميدتي في حديثه الموجَّه للقيادات السياسية في (الشرعية الدولية) التي يريد أن يعتمد عليها من أجل العودة للسلطة بعد أن فشلت عودته المطلقة لذات السلطة عبر شرعية البندقية؟

الجنجا جنا الكيزان و كلاهما وجهان لعملة إجرامية واحدة و كامل المساندة للحركة الجماهيرية السودانية الثائرة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير و كامل التأييد لحق الحركة الجماهيرية السودانية في الدفاع عن النفس و العِرض و في المجمل كامل الدعم لحق المواطنين السودانيين في الدفاع عن الوجود ضد الهجمات الجنجويدية المتكررة تحت ذريعة محاربة الكيزان.

الثورة السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد و لا شرعية تعلو فوق شرعية الحركة الجماهيرية السودانية.

برير إسماعيل

13 أغسطس 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق