مقالات

المناصير.. التهميش والإهمال

الرشيد طه الأفندي:

ظلت منطقه المناصير شمال السودان تعاني من التهميش الدائم والإهمال المتعمد منذ الاستعمار وخلال فترات كل الحكومات الوطنية المتعاقبة من الاستعمار وحتى حكومة البرهان.
وإن وجدنا العذر للاستعمار انتقاما من مقتل ثلاث من أكبر جنرالاته في المناصير من مجموع خمس قتلوا في السودان، ما بال الحكومات الوطنية،  هل تهمش وتهمل المنطقة إنتقاما وتعاطفا مع المستعمر أم ماذا؟.
مع هذا التهميش جاءت كارثة سد مروي التي دمرت كل شيء وأي شيء وأهلي دائما يقولون سد مروي اللعين يطلقون عليه اللعنه وسد الرباء لأنه جاء عليهم بكارثه كبرى أحالت حياتهم إلى جحيم لأنهم فقدوا المأوى والمسكن وفقدوا اغنامهم ومواشيهم وجميع مرافقهم وخدماتهم وأصبحت المنطقة بين ليلة وضحاها أثرا بعد عين.

الغريب في الأمر أن المناصير وافقوا على قيام السد باعتباره مشروعا حيويا ومهما جدا لنهضة وإعمار وتنمية السودان، وقد تعود أهلى دوما على التضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن ونهضته،  لكن كان عشمهم أن تتم الدراسات بالشفافية المطلوبة حيث لا يضيرهم شئ لكن للأسف لا دراسة ولا اهتمام كل الدراسات التي تمت كانت دراسات موجهة مدفوعه القيمة بما يرضي ويحقق أمر القائمين على السد الذي كان امبراطورية يقوده امبراطور كان يقال له الفتى المدلل لكن الآن (دنيا زايلي ونعميكي زايل) لا يسأل ولا يحاسب بنص القوانين التي تمت سمكرتها بعناية تحت خدمته وبهذا ضاع المناصير وضاع منهم كل شيء.

كتبنا مرارا وتكرارا عن المناصير ولعنة السد وما تم فيه من ظلم وإجحاف وتلقينا الكثير من التهديدات والإغراءات التي لن تمنعنا من الكتابة حتى يتم انصاف أهلى وإرضاءهم.
ما دفعني للكتابه الآن يبدو أن نفس العصابة ما زالت تتحكم في تشغيل السد فتحا وإغلاقنا لبوابات السد.

عندما تنحسر مياه البحيرة وينخفض المنسوب يزرع المناصير الجروف بنبات الذره بكميات كبيرة نسبه لخصوبة التربة و الطمي الذي تخلفه البحيرة لكن عندما ييوشك  ان يستوي ويعجب الزراع ويغيظ الكافرين فجأه يرتفع منسوب البحيره ويغرق جميع هذه المحاصيل ويلحق اضرارا كبيره جدا ويتكرر هذا الامر سنويا في نفس المواعيد كانه شيء مدروس ومقصود مرتب له ويعتقد الاهالي ان المسؤولين من تشغيل السد يقومون بإغلاق أبواب السد قصدا وعمدا نكايه بهم لاغراق المحصول والحاق الضرر بهم.
بغض النظر عن صحه الاعتقاد وقصده وظنهم ما الذي يمنع المسؤولين من تشغيل السد ان يملك أهالي المنطقه خطوط الكنتور وارتفاع البحيره وانخفاضها باليوم والشهر مع التجديد المستمر للمعلومات هذا إذا كانت هناك مسؤوليه وتعاون بحيث لا يتضرر الاهالي
ونسأل عن ما هو دور الولايه في هذا الأمر وهل تتابع وتحس بما يعانيه المناصير موسميا الذين هم تحت رعايتها ومسؤوليتها.
الحقيقة ان هذه الولايه برغم كل هذا تتجاهل المناصير وتهمشهم دائما وهذا أمر آخر سنعود إليه لاحقا إن كان في العمر بقية.
كلام أخير
لا تشغل بالك كيف سينتهي الباطل لأنه زائل لا محالة، اشغل بالك كيف ستدافع عن الحق لأنه باق رغم أنف الظالمين.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق