مقالات
اللقاء مع البرهان.. توقعته مختلفا
بقلم/ بكري المدنى:
المخابرات العامة أعدت الزمان والمكان وانصرفت بأدب مثل كل حال تقوم فيه بكل الأعمال و(تخلي الشكر لغيرها).
المخابرات اليوم أكثر مؤسسة تتعامل بمسؤولية و بحساسية عالية وهى وراء كل عمل فيه -رقشة- وأمام أي مبادرة للإعلاميين والفنانيين والرياضيين وغيرهم ولها مع ذلك على الأرض مقاتلين في الحرب والمخابرات في كل ذلك تكتفى في النهاية بالنتائج ولا تبحث عن الشهادات
الرئيس القائد البرهان بدا واضحا وجاهزا وفي لياقة كاملة للقاء الصحفيين والفورة مليون كما قال.
الحقيقة كنا في حاجة لهذا اللقاء
فنحن نخوض اليوم حرب الإعلام فيها متهم بالتقصير وكان اللقاء -في وجود وزير الاعلام- فرصة لفتح الجرح وتنظيفه بالماء والملح.
فعلا -نحن نخوض حربا صماء/بكماء تغيب فيها المعلومة الشكلية عن الرأي العام حول الموقف العملياتي ومسار الخدمات وانسياب السلع.
نخوض حربا يحتاج فيها الصحفيون للمعلومة التفصيلية حول ما يجري خلف الكواليس وذلك حتى يتم اصطحابهم للخطوط المطلوبة لصناعة وتوجيه الرأي العام بما يخدم خطط الدولة في الحرب والتفاوض.
كان مطلوبا من اللقاء أن يغطى بعض من هذا وغيره فالصحفيين ليسوا تنسيقية قبائل ولا جمعية دراميين ولا اتحادات رياضية -مع تقدير الأدوار – فلقد وجدنا لنسأل ونناقش-لماذا لا تتقدم القوات في مواقع ضعف المليشيا في الخرطوم وغيرها ولم تأخر تحرير مدني وكيف صمدت الفاشر والأبيض وبابنوسة بينما سقطت الفولة وسنجة بسهولة ؟!
وجدنا نسأل ونناقش -لماذا انخفض زخم المقاومة الشعبية بينما تمدد تجنيد الحركات ؟!
وجدنا لنسأل ونناقش-ما الذي يدور في الكهرباء ؟ والجهاز المصرفي ؟ وفي الموانيء وما هو وضع المخزون الاستراتيجي من الحبوب ومن الدواء ؟
يقيني أن الزملاء الذين جاءوا من الخارج للقاء الرئيس وجدوا فرصا أفضل منا في الإستماع وفي الحديث بعكسنا حيث غلب البعض منا -وليس الكل -الحماس بالحدث و الإنفعال باللحظة على موضوعية الحديث وتحول اللقاء الخاص الى ما يشبه المهرجان العام.
شخصيا لا ألوم أحدا فلقد تم اختياري وإخطاري بالحديث في لقاء الرئيس قبل يوم وذكرت بالمشاركة قبل ساعات ورفعت كلتا يدي- في الأثناء- للمحاولة ولكن الكثرة حجبت إلتقاط الإشارة وربما في اللقاء الثاني حسبما وعد الرئيس.