م.جبريل حسن أحمد:
الكذب علي الشعب السودان ومغالطة المشاعر الوطنية بطريقة تأسى لها القلوب أصبح سلوك سلطة الأمر ببورتسودان. فالتعبير الحكومي المزعوم بوجود السلطة والحكومة تفضحه المواقف غير مسؤولة بغياب سلوك الدولة والسلطة الرشيدة تجاه قضايا الناس والشعب والتأكيد على أن هناك دولاب للعمل يسير الدولة ويفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية تحت مظلة قضاء وقانون تمارس فيه الهيئات التشريعية سلطاتها الرقابية في حق رعاية الشعب السوداني. في الوقت الذي أكثر من ثلثي مساحة الوطن خارج سلطة الأمر الواقع ببورتسودان .فضلا عن تشويه المشاعر الوطنية الرافضة لاستمرار الحرب بشروط لاتحفظ كرامة الشعب والوطن لان القيمة الحقيقية لحكومة وطنية رشيدة هو أن تتصدر قيمة الإنسان السوداني أولوياتها بعيدا عن الشروط السياسية أو سلوكيات لاقيمة لها غير مزيد من هدر دماء أهل السودان.
فالمسؤلية تقتضي البحث عن حلول منطقية قياسا على الأوضاع التي يعيشها الشعب وبعيدا عن المسار السياسي الذي يلي إيقاف الحرب بالأساس.
فمشاهد طوابير النازحين الطويلة التي تتحلق بالمطابخ الجماعية لمراكز الإيواء يعرف إلى أي مدى وصل الأمر بالشعب والوطن بعد أن ضاعت كرامة الإنسان باسم حرب الكرامة، وهي الأكاذيب التي صنعت جيوش من الذي يدعمون استمرار الحرب في سلوك يتعارض مع الدين والنفس السوية.
هذا السلوك تفضحه المطالبات المتعددة بإنفاذ إعلان جدة دون الحديث عن بحث الآلية التي تمكن الأطراف من تنفيذه. وهي واحدة من السلوكيات التي تتم بها مغالطة وعي الشعب السوداني في فهم طبيعة اتفاق إعلان جدة.
وهو سلوك معروف الانتماء سلوك امتد لأكثر من ثلاثون عاما تغيرت به بنية الدولة وهياكل الحكم لتطابق سلسلة عريضة من الفساد والمفسدين والفاسدين الذي خبروا التعامل مع الأزمات وسبل إدارتها فالأمر الآن واضح كما هي قناعة المجتمع الدولي لأن تيار الحرس القديم يسيطر على مفاصل المشهد ببورتسودان.
وكما هو واضح ضلوع دولة جارة فيما يجري بالسودان على المستوى السياسي والأمني لأن تأثير مجريات الأحداث يؤثر حتما على أمن البحر الأحمر من ناحية الأمن القومي، فالجار العزيز يقدم الوصفات السياسية والأمنية التي تنسجم مع خطته لصنع متغيرات دولية تغلق الباب أمام عملية التغيير التراكمي لمفاهيم تتعلق بالديمقراطية ونهضة بلادنا فالمد الثوري والذي سيغلق منافذ التهريب للسلع الاستراتيجية وبالتالي خسارة أسواق عالمية واسعة
والذي يسبقه تصحيح المسار الاقتصادي للدولة السودانية وفق أسس جديدة.
فالمأساة تكمن في أولويات ومسلمات خاطئة تشاطئ منظومة عريضة من الأفكار الرافضة للتعايش الوطني في ظل حقوق متساوية وهو التمييز داخل مكونات المجتمع السوداني الذي أحدث فوارق اجتماعية وسلوكيات عميقة في بنية الشعب السوداني والتي أوجدت حالة من الانقسام الحاد الذي نعيشه الآن على مستوى السوشيال ميديا وهي جزء من السلوك الشيطاني الذي ظلت تمارسه الانقاذ بدعم قيم خاطئة تتعلق بجماهيرية الأفراد الهدف منها غلق مساحة التفكير العقلاني تجاه القضايا الحية لمكتسبات الأمة السودانية وهي المأساة التي تتشكل الآن باسم الكرامة والوطن والدين.. وهو التجريد من القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية مقابل سلطة زائفة دفع مقابلها الشعب السوداني أغلى الدماء.
تشكراتي
م.جبريل حسن أحمد
gebrelhassan@gmail.com