مقالات

ودأحمد والعبابدة والتعدين

سيف الدين أبونورة:

لايعرف قدر الرجال إلا الرجال،  وأبناء الأصول يعرفون قيمة القبائل والمجتمعات، وهنا نقول شكرا للأستاذ الصحفي بكري المدني، على ما كتبه  من حديث مقدر في حق قبيلة العبابدة وفي ذلك بعد حديثه لا يجوز الحديث فقد كفى وأوفى.

فقط نود التعليق على بعض القضايا الاي سلط عليها الضو في مقاله بعنوان: (أقبضوا ودأحمد وحاكموا المقبوضين وأطلقوا سراح العبابدة) وبما أنه قد أثار قضية ودأحمد فهذه فرصة لإعطاء لمحة تاريخية لهذه القضية ونوضح منذ البداية أنها ليست مشكلة شخصية خاصة بودأحمد أو قبلية خاصة بالعبابدة، وإنما قضية مناطقية لها صلة مباشرة بالتعدين -آثاره وفوائده- تشمل مناطق تضم مكونات قبلية ومجتمعية مختلفة بينها مكون العبابدة.

وعموما فإن مشكلة التعدين بالنسبة لشمال وشرق السودان، تنطبق عليه مقولة (زي إبل الرحيل شايلة السقا وعطشانة) والعطش هنا يشمل المرض الناتج من مخلفات التعدين والظلم والحرمان من التمتع بالحق في استخراج المعدن النفيس والاستفادة من ما يسمى بالمسؤولية المجتمعية للشركات والمستثمرين تجاه المجتمع المحلي.

أما العبابدة ومناطقهم التاريخية التي وصفها الكاتب بالمثلث والتي هجروها بسبب الجفاف وظلوا منتشرين في مختلف مناطق السودان وهنا زاد تهميشهم ولا أزيد، وعند ظهور الذهب فيها لم بجنوا منه إلا الخراب، وظلت إدارتهم الأهلية وكل الحادبين على تواصل مع الدولة على كافة مستوياتها ومع الشركات وكبار المعدنين فلم يجدوا إلا التجاهل الذي ولد لديهم الغبن.

أغلب العبابدة وأنا منهم لا يعرفون ودأحمد بصفة شخصية نسبة لصغر سنه، ولكننا نعرف أهله أبناء عمومتنا الشناتير، فهو شاب تفتحت عينيه على الظلم البائن في ملف التعدين ومضافا إلى ذلك حماس الشباب الثائرين المنخرطين بقوة في المقاومة الشعبية مساندا للجيش.

سبق أن ترحمنا على الذين استشهدوا ودعونا للمصابين بعاجل الشفاء وطالبنا الدولة بضرورة إشراك المجتمع في مثل هذه المشاكل خصوصا وأن شعب نهر النيل مترابط.

هذه القضية ومثلها قضايا مطلبية أخرى مرتبطة بالحقوق والواجبات وكانت هنالك محاولات لحلها قبل استفحالها.

الشرطة عالميا جهاز مدني وفي السودان لها تاريخ وخبرة وعلى مستوى نهر النيل لديها قوات مشهود لها بالكفاءة وحسن التعامل مع قضايا المواطن، هذه القضية انتقلت إلى مربع العدالة نتمنى الاستعجال في تنفيذ القانون بعيدا عن المتاجرة بها في مواقف سياسية أو استخدامها لصالح أو ضد مكونات قبلية.

بورتسودان/ ٣١/ أغسطس ٢٠٢٤م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق