مقالات

مبارك الفاضل ورافعة قوز هندي

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

الإمارات هي الراعي الرسمي للمليشيا وتمتلك ( 100% ) من أوراق الحل

القوات المسلحة السودانية لم تعلن انها وقعت على اتفاق المنامة والحقيقة أنها لم توقع

مصفوفة الدمج في الاتفاق الإطاري تؤدي إلى جيش اغلبيته من (قوات الدعم السريع) فى غضون (10) سنوات

إجراءات الاتفاق الإطاري تتقاسم فيها المليشيا مع الجيش هيئة الأركان وقيادات الفرق و الأسلحة والشركات و الأصول 

أي اتفاق عن الدمج دون مصفوفة لا يعنى شيئا

‏ قال مبارك الفاضل إن (حديث نساء قوز هندي للبرهان مثل ضمير الأمة الصامت المطالب بنهاية للحرب التي أفقرت الشعب وشردته وقتلت أبناءه ، صرخت النسوة بعفوية يا برهان أوقف الحرب يا برهان نحن تيتمنا يا برهان نحن نايمين في الشارع يا برهان الحرب فاتت السنة يا جيشنا الفانا ، وصاحب ذلك البكاء الحار، ما صدحن به نسوة قوز هندي يعبر عن راي الاغلبية الصامت في السودان الذي عبر عنه بوضوح بيان مكتبنا السياسي في حزب الامة ونصح فيه البرهان علي المشاركة في مفاوضات جنيف للاتفاق علي انفاذ مخرجات اعلان جدة ، لقد اعدت قراءة اتفاقات السلام الثلاثة الموقعة بين وفد القوات المسلحة السودانية ووفد قوات الدعم السريع في جدة والمنامة ، واشهد بان كل نصوصها تحقق الحفاظ علي الدولة السودانية ووحدة ومهنية الجيش السودانى وتنقذ الشعب السوداني من التشرد والفقر والاهانة ) ، الى ان يقول ( عدم مشاركة وفد الجيش السوداني في منبر جنيف والتصريح باستمرار الحرب لسنوات خطا كبير فيه مخاطرة بزوال الدولة السودانية ويتهدد وحدة القوات المسلحة السودانية في حد ذاتها كما يعبر عن استهتار بالماساة التي يعيشها الشعب السوداني ) ، و يقول (التناقض في الموقف من مشاركة دولة الامارات في الوساطة لانهاء الحرب وتنفيذ اعلان جدة لحماية الشعب السوداني وانقاذه من التشرد لن يخدم مصلحة السودان لان الامارات بما لديها من نفوذ علي الدعم السريع تمثل 50% من الحل ) ،
بداية ، فان السيد مبارك يعلم ان الاتفاق الاطارى ، اورد نصوصآ حول وحدة ومهنية الجيش ، ويعلم كذلك الاجراءات التى تضمنها حول مدة و كيفية الوصول لهذا الجيش المهنى ( المزعوم ) و كان عليه مراجعة تلك الاجراءات و التأكد من انها لن تؤدى الى جيش اغلبيته من ( قوات الدعم السريع ) فى غضون (10) سنوات ، هذه الاجراءات التى تتقاسم فيها المليشيا مع الجيش هيئة الاركان و قيادات الفرق و الاسلحة و الشركات و الاصول ، و يعلم مبارك ، علم اليقين خطط مليشيا الدعم السريع للانقضاض على السلطة منذ عام 2022م ، و يدرك تواطؤ قيادات سياسية و اهلية و مشاركتها فى ذلك ، و قد تحدث بها فى مقابلات متلفزة ،
القوات المسلحة السودانية لم تعلن انها وقعت على اتفاق المنامة ، و الحقيقة انها لم توقع ، و الا لطالبتها جهات عديدة بتنفيذ اتفاق ( المنامة ) ، مثلما تتمسك القوات المسلحة باتفاق جدة و تطالب بتنفيذه قبل الانضمام لمفاوضات جنيف ، و كان عليه ان يطالب بتنفيذ اتفاق جدة ، او على الاقل مطالبة المليشيا اعلانها الالتزام بتنفيذه ، بجانب التزام و ضمان وسطاء جنيف ،
نختلف مع السيد مبارك فى ان الامارات لديها ( 50% ) من الحل ، فالسيد مبارك نفسه قال مرارآ ان على الحكومة التفاوض مباشرة مع الامارات لانها تمتلك ( 00%) من الحل ، و هذا رأى الخبراء و الساسة فى مشارق الارض و مغاربها بالاضافة الى انه اصبح قناعة كل السودانيين ، فالامارات هى الراعى الرسمى للمليشيا ، تمدها بكافة انواع الاسلحة و الاموال ، و تقوم بتجنيد المرتزقة من دول الجوار ، و صنعت لها ظهيرآ سياسيآ يدافع عن جرائمها ،
السيد مبارك اوجد لنفسه دورآ منذ ان ظهرت جنيف ، و يلاحظ ان كل تغريداته موجه لقادة القوات المسلحة ، تارة فى شكل نصائح ، و تارة تحذيرات ، مركزآ على ضرورة الانضمام لمفاوضات جنيف ، وربما اشتمالها على انتقادات ، مثل قوله ( ان عدم الذهاب الى جنيف يمثل خطآ و استهتارآ بالمأساة التى يعيشها الشعب السودانى )، و لا يلام على ذلك الا فى اطار مجانبة الحصافة السياسية ، لان هذه النصائح و التحذيرات، كانت ستجد صدا لها لو قالها مباشرة لمن بيده القرار ، ربما الاعلان عنها بهذه الطريقة يضمن وصول بريدها الى جهات أخرى، ويظن مبارك اصطياده عصفورين بحجر واحد، ومما لا شك فيه انه أخطأ أحد العصفورين.
مبارك، افتقد المنطق السياسى والتحليل السليم، فلم يجد إلا فى نساء قوز هندى رافعا لحجته.
31 اغسطس 2024م.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق