مقالات

النازحون واللاجئون.. الحاضر الأليم ودورهم في المستقبل

بقلم/ الصادق خميس إبراهيم برانقو:

لا شك أن من أهم إفرازات الحرب في مناطق النزاعات (دارفور والمنطقتين) هو وجود مجتمع لم يتوقعه الذين فجروا ثورة التحرر والانعتاق من الرفاق والرفيقات الذين رفضوا الظلم والاستبداد وتنادوا بدولة القانون – المواطنة والحكم الرشيد. حيث استخدم النظام البائد أسلحة مختلفة من الإبادة الجماعية، الاغتصاب والإزالة، بحجة إرغام البسطاء من الأهالي بدعاوى تمرد أبنائهم على سلطة الدولة، لذلك كانت النتيجة النزوح واللجوء والتشرد في أطراف المدن متسولين، ليس لهم أدنى مقومات الحياة، والأمر من ذلك كل الاتفاقيات التي وقعت والتي خاطبت قضايا هؤلاء لم تر النور بما فيها اتفاق جوبا لسلام السودان الذي يجب إنفاذه نصا وروحا مع ضرورة استكماله ليسكت صوت البندقية وإلى الأبد في هذا الوطن العزيز.
تفعيل دور النازحين واللاجئين وكل أصحاب المصلحة مهم جدا في المرحلة المقبلة، خاصة عند تنفيذ اتفاق السلام، بحيث أن يكونوا في كل آليات وهياكل السلطة والمفوضيات بالنسبة المتفق عليها ٢٠% حتى يضمنوا إنزال مستحقاتهم إلى مستحقيها دون وسيط أو تبنين لتسهم هذه الشريحة في المصالحات المجتمعية ورتق النسيج الاجتماعي لضمان السلام المجتمعي.
من أهم دعائم الاقتصاد الوطني هو الإنتاج في مجال الزراعة بشقيها، مما يحد من ضنك العيش وشظف الحياة اليوماتي ويفكك طلاسم معاش الناس في أصقاع البلاد طولا وعرضا بينما النازحون واللاجئون هم العمود الفقري الذي يعتمد عليهم الدولة في مستقبل بلادنا بعد الاستقرار السياسي، لذا من واجب الدولة الاهتمام بهذه الشريحة التي عانى كل ويلات العذاب من كل الأطراف حتى يعودوا إلى قراهم سالمين معززين ومكرمين مما لحق بهم من ظلم هوان وتآمر.
إن مستقبل الشعوب المستضعفة خاصة في مناطق النزاعات في ظل ظروف كهذه يعيشها البلاد من شد وجذب بين مكوناته الاجتماعية والسياسية وعدم الاتفاق على كلمة سواء يجعل مستقبلهم أكثر قتامة وهشاشة، وحتى لا يستمر هذا الوضع المزري يجب على الجميع من بنات وأبناء الوطن الحادبين على مصلحة البلاد تدارك المخاطر المحدقة والتعامل بقضايا الوطن والشعوب بمسؤولية ووطنية لننتقل من مربع الاحتراب البيني إلى الاستقرار والتنمية المستدامة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق