مقالات

رباح.. عن حزب الأمة (2)

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

تراجع موقع الحزب على الانترنت يعتبر مؤشرا خطيرا على تراجع شعبية الحزب وسط أحبابه و أنصاره

بيانات الحزب تصدر بلا شورى مؤسسية على منصات التواصل الاجتماعي ولا تعبر عن روح ونهج الحزب

الأمانة العامة رفضت نشر بيان مؤسسة مجلس التنسيق يتبرأ فيه من قيادات شاركت في إدارة الدعم السريع المدنية بولاية الجزيرة

بيان (زعمت) وغيره من المواقف المخزية لا شك سيأتي يوم الحساب حوله ان لم يكن داخل المؤسسة فمن قبل القواعد والشعب

بيانات الحزب خلت من إدانة انتهاكات جسيمة للدعم السريع على أحد أعضاء المكتب السياسي بالرصاص وغيره من القادة والكوادر الذين اغتيلوا في مناطق عديدة

مشاركة حزب الامة فى ( تقدم ) لا تزال محل خلاف ، واعترض رؤساء الحزب بأربعة عشر ولاية على المشاركة

عن مواقف حزب الأمة من الحرب افادت الأستاذة رباح عن السؤال (هل أنتِ راضية عن مواقف حزب الأمة كمؤسسات وكقيادات في هذه الحرب وما هو تعليقك على البيان الشهير الذي أصدرة حزب الأمة يوم 16/5 )؟
قالت رباح ( لا لست راضية عن موقف بعض قيادات الحزب ولا عن معظم بيانات الحزب المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، للأسف تراجع موقع الحزب على الانترنت وقد كان أول موقع لحزب سوداني تأسس عام ١٩٩٦ بمجهودات مسؤول مكتب الحزب في لندن آنذاك الحبيب عبدالله الصادق عبد الله في ٢٠٠٧م ، وكأمينة للإعلام الرقمي أشرفت على رفد الموقع بأضخم ذاكرة رقمية حوت وثائق وكتب الحزب والتعريف بمؤتمراته الخ، الآن انزوى ذلك الجهد الذي تم محوه لصالح موقع شبه خاو، واقتصر الأداء على بيانات تصدر بلا شورى مؤسسية على منصات التواصل الاجتماعي ولا تعبر عن روح ونهج الحزب بل لا تعبر إلا عن كاتبيها، ووصل الانفراد بالقرار في الأمانة العامة أن رفضت نشر بيان صدر عن مؤسسة مجلس التنسيق يتبرأ عن الأشخاص المشاركين في إدارة الدعم السريع المدنية بولاية الجزيرة).

و(بعيدا عن التبريرات التي ذكرتها الأمانة العامة في عدم نشر البيان، لا تزال صفحتها المليئة بتصريحات في قضايا ثانوية خالية من أي توضيح لموقف الحزب المعلن بعدم المشاركة في إدانة أحد طرفيها، كما خلت من إدانة انتهاكات جسيمة للدعم السريع بعضها بالاعتداء على أحد أعضاء المكتب السياسي بالرصاص وغيره من القادة والكوادر الذين اغتيلوا في مناطق عديدة، بينما لا تتأخر في إدانة اعتقال كوادر من قبل الإستخبارات العسكرية وكلها تصرفات سيئة بحق المدنيين عموما والصحيح أن نقف ضدها ونناشد الطرفين برفع يدهم عن المدنيين ، اما بيان (زعمت) وغيره من المواقف المخزية لا شك سيأتي يوم الحساب حوله ان لم يكن داخل المؤسسة فمن قبل القواعد والشعب ويوم تقوم الأشهاد.
كانت اجتماعات الحزب لمؤسسة الرئاسة ثم مجلس التنسيق في القاهرة في مارس ٢٠٢٤م هي الأولى للحزب على الأرض بعد الحرب، مشاركة الحزب في تقدم جرت وكأنها أمر تلقائي من قرار المجلس المركزي للحرية والتغيير ولم تعرض للمؤسسات لاتخاذ القرار ، كان قرار المؤسسة أن تلك خطوة معيبة اجرائيا، والمطلوب هو رفع مذكرة لرئيس تقدم بالإصلاح المطلوب ثم تقييم ردها لتقدير موقف الحزب، الملتزمون بالقرار المؤسسي امتنعوا عن المشاركة في المؤتمر التأسيسي لتقدم، واعترض رؤساء الحزب بأربعة عشر ولاية على المشاركة، بينما شارك قادة باعلى مستوى وتقلدوا مناصب في هياكل تقدم المنتخبة، فالمشاركة لا تزال محل خلاف داخل الحزب، بالنسبة لي أدرك الإيجابيات التي تدفع للمشاركة في تقدم كتحالف عريض يحظى بقبول دولي يسعى لربط السلام بالتحول المدني الديمقراطي ومقتضياته، كما أرى السلبيات في مشاركة خلافية بتحالف لا يعطي الأحزاب كبير وزن ولا قدرة لديه على وقف الحرب ولا رغبة كبيرة في مجابهة ويلاتها ويركز على الاتصالات الدبلوماسية بالوسطاء وضمان التمثيل في منابر الوساطة والتفاوض مع مقاطعة بعضها (لحضور المؤتمر الوطني وواجهاته) والتخطيط لخلافة طرفي الحرب في حكومة انتقالية ربما تأتي بالضغط الدولي على الطرفين لإنهاء الحرب ، أما العمل الفعلي لمخاطبة المتحاربين والمتكارهين من ورائهم وتقديم صيغ ناجعة ومقبولة للطرفين تصلح أساسا للجلوس وفقما خططت خارطة طريق تقدم فلا يشبه ما يدور على الأرض، ومنذ إعلان يناير مع الدعم السريع لم تحقق تقدم أي اختراق يجعل جلوس الطرفين تحت إعلان مبادئ يرضاه الطرفين ممكنا ، ولذلك أرى أن الذين اشتركوا من الحزب أخطأوا التقدير والأمل معقود أن يسهم انعقاد المكتب السياسي المزمع والذي تأخر كثيرا في استعدال المشهد الحزبي، وألا يكون حلقة من حلقات النزاع وعدم احترام المؤسسات مثلما كانت اجتماعات مجلس التنسيق).

انتهى
مراقبون للوضع السياسى و أداء القوى السياسية قبل وأثناء الحرب يذهبون الى ان الاوضاع داخل حزب الامة اكثر قتامة مما قالت الاستاذة رباح ، و ان قولها يقع فى خانة ما يمكن التصريح به للإعلام، فالأمر لا يتعلق بخلافات سياسية أو فكرية ، و لا يندرج تحت لافتة رأى الاغلبية او الاقلية ، وإلا توجب الاحتكام الى موقف الحزب فى (14) ولاية ، فضلآ عن أن مجلس التنسيق أجمع على مخاطبة الدكتور حمدوك رئيس تقدم و طلب ايضاحات ووضع اشتراطات موضوعية يراها ضرورية لاستمرار الحزب فى تقدم ، و لم يتلقى الحزب افادات مكتوبة كما طلب ، واستمر الحال كما هو ، فلم تتوقف المجموعة المشاركة فى تقدم عن المشاركة ، بينما تمسكت المجموعة الرافضة للمشاركة كيفما اتفق بموقفها ،بينما تسربت اتهامات لاول مرة عن حقيقة دوافع المشاركين فى تقدم ، و عما اذا كانت هذه المشاركة لمصلحة الحزب، او استبطنت ارتباطات شخصية.
إن تراجع موقع الحزب على الانترنت يعتبر مؤشرآ خطيرا على تراجع شعبية الحزب وسط احبابه و انصاره ، حزب الامة لم يخسر رواده على موقع الحزب الالكترونى ، كما قالت رباح فحسب، بل خسر وجوده فى (14) ولاية على الاقل ، هذا التراجع مرتبط بشكل وثيق بموقف الحزب من الحرب ومن المشاركة فى تقدم ، مجموعة صغيرة من القيادات تتغول و تحتكر قرار الحزب و ترهنه لارتباطات خارجية و بوعود المليشيا، و قد اسرفت فى ذلك ، مراقبون يقولون ان رباح تنفخ فى قربة مقدودة ، و نأمل غير لك ، لمصلحة الحزب و مصلحة البلاد ربما يعود الحزب وسطيا كما كان فى حياة الامام رحمه الله، جامعا للقوى السياسية غير مفرق لها.
2 سبتمبر 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق