حقوق الإنسان

بين نارين.. الفارون من حرب السودان تصدهم انتهاكات أولالا الإثيوبية

معسكر جديد للعودة العكسية في القلابات والحال يغني عن السؤال

ياسر المساعد:

عاش السودانيون العائدون من اللجوء من إثيوبيا تفاصيلا مرعبة وتعرضوا لانتهاكات  أخبرتهم على العودة إلى البلاد سيرا على الأقدام لمدة سبعة أيام داخل الغابات والأحراش قطعوا فيها مسافة 100 كلم.

 

وتفقد والي القضارف المكلف الفريق الركن محمد أحمد حسن وعدد من الوزراء تفقدوا أحوال العائدين  بمنطقة القلابات في معسكر خصصته لهم السلطات عند مدخل المدينة في منطقة مرتفعة وهي ميزة يمكن أن تحمي خيامهم من السيول والأمطار.

ووفقا لمشاهدات (الساقية) فإن المعسكر يضم بعض الأسر والأطفال والنساء ولكن الغالبية من شباب من خاصة الذكور وملامح بعضهم لا تشبه السودانيين.

رحلة عذاب..

رحلة العذاب بدأت من منطقة معسكر أولالا داخل الأراضي الإثيوبية، حيث تعرضوا  للنهب والسلب والتهديد ووفقا لحديثهم بعد تزايد الانتهاكات ووجودهم داخل خط النار بين قوات الحكومة والقوات المناوئة لها  قرروا التحرك صوب الأراضي السودانية لأن المنظمات لم تهتم لأمرهم والسلطات الإثيوبية رفضت أن تحميهم أو توفر لهم وسيلة نقل فتحركت هذه الكتل البشرية سيرا على الأقدام لمدة سبع أيام مات فيها من مات وأصيب فيها من أصيب بطلق ناري من عصابات الشفتة.

كل ذلك يحدث وهم يتحركون صوب الأراضي السودانية بحثا عن الأمان المفقود.

 

انتهاكات كبيرة..

وتحكي إحدى النساء وهي تبكي وتقول إن النساء تعرضن لانتهاكات كبيرة وخاصة الحوامل اللائي لم يجدن أي رعاية صحية لتقاطع الحديث أخرى يبدو عليها الإرهاق والحزن فتقول : انا قابلة والله العظيم قمت بمساعدة ٥٢ امرأة على الولادة دون أي أدوات صحية وتضيف “كنت استخدم أكياس البلاستيك في يدي لعدم وجود جوارب” وتشير إلى أن المنظمات لم توفر لهم أي خدمات صحية لا دواء ولا غذاء.

ومن مشاهدات المعسكر المؤلمة أن مجموعة من النساء الحوامل داخل المعسكر أكدنا انهن بالرغم من الحمل كن يمشين سيرا على الأقدام دون غذاء ودون أي علاج.

حالات خاصة..

ولأصحاب الحالات الخاصة والمعاقين نوع آخر من العذاب فهم على الرغم من أنهم معاقون حركيا، تعرضوا للنهب والضرب. وهم يحملون المسؤولية للسلطات الإثيوبية والمنظمات المعنية بالأوضاع الإنسانية.

صور صادمة..

صور وقصص وحكاوي مؤلمة وصادمة وصادقة بدموع النساء والأطفال استمعنا لها وشاهدناها داخل معسكر القلابات لاستقبال النازحين الذي هو الآخر يحتاج لمزيد من الترتيب وتوفير الخدمات الصحية والرعاية خاصة للاطفال والنساء ريثما يحصل اندماج لهؤلاء النازحين لمناطقهم الأصلية او يندمجوا في المجتمعات المحلية.

والي القضارف على الخط..

والي القضارف حث النازحين وخاصة الشباب للاتجاه للعمل والإنتاج والانضمام لمعركة الكرامة لاسترداد حقوقهم المسلوبة وتطهير منازلهم من المليشيا التي كانت السبب في كل ما تعرضوا له من هجرة ولجوء.

وقال الوالي للنازحين الذين احتشدوا حوله “لا يوجد عاقل يريد حياة النزوح وهي تجربة قاسية ونتمنى أن تزول هذه الأسباب لعودتكم لدياركم”.

وأشار في حديثه إلى أن سوق العمل واسع خاصة في المجال الزراعي وأضاف بقوله القضارف تحتاج للعمالة في المجال الزراعي والمجال لكم واسع للإسهام في الإنتاج.

وقوبلت كلمات الوالي بتصفيق وحماس من قبل النازحين خاصة الشباب.

أجواء رائعة بالخارج ومآسي بالداخل..

تركنا معسكر القلابات الذي تحيط به الخضرة من كل الاتجاهات في أجواء خريفية رائعة لكن من بداخل المعسكر يجترون ذكريات مؤلمة ويفكرون في مستقبل مجهول.

المعسكر نفسه يحتاج إلى مزيد من الترتيب خاصة في مجالات الرعاية الصحية والخدمات الطبية إلا أن خدمات الأمن متوفرة وتجري عمليات لردم الطرق داخل المعسكر وجملة من المطلوبات المتعلقة بحياة النازحين.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق