مقالات

المدرسة فاتحة علي الشارع والشارع فاتح في قلبي

كتب/ منتصر محمد زكي

توطئة:
الحياة مدرسة أستاذها الزمن ودروسها التجارب ..

اهتم الرواد في بخت الرضا بالمناهج أكثر من اهتمامهم بشخصية المعلم وأساليب ووسائل التربية ذلك ما تكشف لنا أخيرا بعد النتائج الكارثية وإختلاط الحابل بالنابل ..

في الأخبار: ( أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا جديدا يقضي بحظر 8 ممارسات عقابية داخل المدارس مؤكدة أنها تتعارض مع القيم التربوية والحقوق الإنسانية للطلاب. ) .. تحسرت على أجيال أنا منهم كنا ضحايا لممارسات تربوية خاطئة وأساليب تعليمية عقيمة .. كان نتاجها أجيال مشوهة ومشوشة ومرتبكة .. أجيال يحملون عاهات نفسية وسلوك عدواني إنتشروا في مفاصل الخدمة المدنية والوزارات كالجراد فكانوا وبالا على الجميع( المجتمع والدولة) بعد أن منحهم أهالينا الضوء الأخضر: ( ليكم اللحم ولينا العضم ) الزول دا بمقولته الشترا دي غطس حجر أجيال كتيرة إحتمال سمعها من حبوتو لامن ودوهو الخلوة أو تمت سودنتها من مقولة تركية تحمل نفس المضمون !! .. المهم المعلمين ما صدقو دقونا دق العيش وضربونا ضرب غرائب الإبل  الدق الدقونا ليهو لينا لا شفناهو في الويكة ولا في دلوكة .. لي درجة يدوك إحساس إنك ( نشال ) ما تلميذ في مدرسة  .. ناهيك عن العقاب الجماعي فصل( ٥٥ تلميذ) تتم معاقبة الجميع بسبب تلميذ توزة ومشاغب ماشرب شاي الصباح!! .. ونحنا حسب جهلنا وعمرنا في الوكت داك مستغربين ومرعوبين من الأسلوب الإرهابي دا وما قادرين نستوعب إنو دا أسلوب تربوي وتعليمي أقرته أعلى جهة تربوية وتعليمية في الدولة!! .. ماقادرين نتصور إنو دا أسلوب تربوي معمول مخصوص عشان مصلحتنا وعشان خاطرنا لا وكمان بموافقة أهالينا!!! .. بعض الأساتذة يجوا داخلين الفصل بسوط عنج أو خرطوش أسود أو عود غليد كأنهم داخلين معركة .. بعضهم ينفذ العقوبة بقسوة لا تخلو من سادية! .. الأسلوب التربوي والتعليمي الغريب والعقيم دا كان نتاجه عقد نفسية وتشوهات سلوكية مزمنة .. وأسوأ ما أفرزه ذلك الأسلوب أن بعض التلاميذ كانت لديهم رغبة قوية في القراية فهجروا مقاعد الدراسة مجبرين بعد فشلهم في التكيف والتأقلم مع الأوضاع آنذاك والبعض الآخر لم تكن لديهم رغبة في الدراسة أجبروا على الإستمرار فصاروا عبئا على المدرسة والبيت!!.

العملية التربوية والتعليمية تحتاج إلى مراجعة شاملة للمفاهيم تشمل( المنهج/ الأسلوب والوسائل/ البيئة الدراسية / إختيار المعلم ) .. نحتاج جدا أن نمارس ( جلد ) الذات من وقت لآخر لنستعيد توازننا ولتعديل مسار حياتنا، نحتاج والله .. أتحدث عن نماذج أو مجموعة قد يكونوا أقلية لكن تأثيرهم كبير وقوي، أما الأغلبية من رسل العلم فلهم مني التجلة ووافر التقدير والإحترام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى