محمد الصادق:
لأكثر من عشرين عاما ظل أفراد من الشرطة العامة يعملون مع قوات الجمارك جنبا إلى جنب وحققوا لهم العديد من المكتسبات فى مختلف الإدارات التى عملوا فيها وساهموا فى محاربة ومكافحة التهريب الذى يهد إقتصاد السودان ويعمل على تدميره وراقبوا الحدود والمواقع الأثرية منعا لسرقة التاريخ السودانى الموجود فى كل الولايات .
هؤلاء الجنود الذين أفنوا زهرة شبابهم فى العمل الشرطى كانت تستقطع من رواتبهم على قلتها ما يدخل فى التأمين والمسميات الأخرى .
صدر قرار من وزير الداخلية أو جهة عليا بنقل أفراد الشرطة إلى دوائرهم الشرطية وأوقفت مرتباتهم فى الجمارك ومنعوا حتى من استحقاقاتهم لعشرات السنين . وهو ظلم بين وللأسف ظلم على الذين قدموا كل الممكن وبعض المستحيل وهم يعملون مع قوات الجمارك ليفاجأوا بنقلهم من القوات التى ساندوها ودعموها بخبراتهم المتراكمة وعودتهم لقطاعاتهم الشرطية دون أن تكون هنالك مراعاة للإستفادة منهم كلا فى مجاله .
للأسف الشديد كل ما قدمه أفراد الشرطة العامة مع الجمارك لم يشفع لهم بالبقاء مع قوات الجمارك لتقديم المزيد من الجهد والخدمات وتحقيق المكتسبات لقوات الجمارك التى تعتبر أحدى الروافد المالية لخزانة الدولة .
إن أفراد الشرطة الذين تمت إعادتهم للشرطة العامة يحمل معظمهم السلاح الآن ويتقدمون الصفوف الأمامية دعما لمعركة الكرامة والقوات المسلحة حامية الأرض والعرض .
إن الظلم ظلمات يوم القيامة . وعليه نأمل من المجلس السيادى أن ينظر بعين الإعتبار و الرحمة لأولئك الجنود الذين بذلوا الغالى والنفيس لأجل الوطن الغالى وطن السودان البيهز ويرز . وطن حدادى مدادى وحنبنيهوا البنحلم بيه يوماتى . وطن شامخ وطن عاتى . وسنكون فى إنتظار قرار إنصاف الجنود وعودتهم لقوات الجمارك إنصافا لهم ولما قدموا من جهد وعطاء سجله التاريخ بأحرف من نور .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .