د. معاوية عبيد:
إن المرض من سنن الله وقدره، لا يكاد ينجو منه أحد، ولا يسلم منه بشر، ويختلف من شخص لآخر، ومن مرض لمرض، فما على المسلم إلا أن يصبر على ما أصابه،و في ذلك اجر وكفارة لخطاياه قال صل الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، والنفس البشرية جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها وأظهر اهتمامه بها، ومن ثم كان لزيارة المريض الأثر البالغ في نفوس المرضى، وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع ، ولهذا حرص النبي صل الله عليه وسلم على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم، بل جعل ذلك من حقوقهم المكفولة لهم في الشرع ، ولما كان ذلك حقاً وواجباً و تأسياُ بسنته صل الله عليه وسلم و إعطاء الحقوق لأهلها عمل ديوان الزكاة ولاية نهر النيل علي تقديم الدعم للمرضي وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة من خلال سداد الفواتير العلاجية و تسديد قيمة الدواء و توفير بطاقة التأمين الصحي لعدد من الأسر الفقيرة ودعم وتأهيل الكثير من المؤسسات الصحية و العلاجية وتوفير الأجهزة الطبية خاصة إذا كان ذلك الجهاز يعمل علي توطين العلاج بالداخل وتقليل التكلفة العلاجية ، كان ديوان الزكاة بلسماُ لكل مريض ، يدواي الجرحي ويزور المرضي في المستشفي وهو بذلك يرجو الأجر و الثواب و ايصال الزكاة الي مستحقيها ، و ديوان الزكاة ولاية نهر النيل يعمل بكلتا يديه فيد تحصد في ميادين الجباية و أخري تجني في ثمار الجنة و كل هذه الأعمال يعم خيرها و أجرها دافعي الزكاة و القائمين علي امر العمل الزكوي وأمر المسلمين وهاهم اليوم أهل ولاية نهر النيل بقيادة والي الولاية د. محمد البدوي عبد الماجد ووزير الصحة د. ماجدة عبدالله و سليمان علي عبد الله أمين ديوان الزكاة بالولاية ولفيف من قيادات العمل الزكوي يتفقدون بمستشفي عطبرة التعليمي الطالبة بجامعة وادي النيل التي داهمها المرض بين جدران المدرجات الجامعية وقد خَّف ديوان الزكاة الخطي عليها بعد أن علم بعدم قدرتها علي تكلفة نفقات ذلك المرض النادر ، فقدم ديوان الزكاة دعماً نقديا وتكفل أمين الزكاة بالولاية بكل مصاريفها العلاجية حتي يمن الله عليها بالشفاء ، كل هؤلاء عملوا بهدي النبي صل الله عليه وسلم من عيادة المريض و تقديم الدعم له و السؤال عنه وقد حصدوا بهذا الصنيع ثمار الجنة وتلك هي هديتهم من رسول الله صل الله عليه وسلم، الذي قال أن هنالك هدايا المحفزة عند زيارة المريض : ( إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل فى خرفة الجنة (اجتناء ثمر الجنة) حتى يرجع ) رواه مسلم )