علوم وتكنولوجيا

تحذير: احتيال إلكتروني وسرقة حسابات واتساب.. قصة واقعية لتنبيه القراء

الطيب الجعلي الطيب:

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت أساليب الاحتيال الإلكتروني أكثر تطورا وخداعا، حيث تتنوع وسائل الاستهداف بشكل يضع حتى الأشخاص الأكثر حذرا في مواقف حرجة. في هذا المقال نسلط الضوء على حالة احتيال حديثة تعرض لها أحد المواطنين، حيث تم اختراق حسابه على تطبيق واتساب بطريقة مريبة، ونهدف من خلال سرد هذه القصة إلى توعية القراء بمخاطر هذه العمليات الاحتيالية وتقديم نصائح للحماية منها.

*القصة: كيف تم اختراق الحساب؟*

 

في 30 سبتمبر 2024، تعرض أحد المواطنين لعملية احتيال بدأت برسالة واردة على حسابه في واتساب من شخص كان يثق به، وهو أحد زملائه الذين تعامل معهم في مشروع سابق. ما لم يكن يعلمه هذا المواطن أن حساب زميله قد تم اختراقه بالفعل. بدأت القصة برسالة منتحلة تطلب التحقق من رابط معين. بعد تبادل الرسائل، وفي غمرة انشغاله بمهام العمل، قام بإرسال كود التفعيل الخاص بحسابه دون أن ينتبه إلى الخدعة. في لحظات، فقد السيطرة على حسابه.

*كيف يعمل المحتال؟*

المحتالون يعتمدون على الهندسة الاجتماعية، وهي تقنية تلاعب نفسي تهدف إلى إقناع الضحية بتقديم معلومات حساسة دون وعي كامل. في هذه الحالة، لم يكن الاحتيال مباشرًا؛ إذ تظاهر المحتال بأنه شخص موثوق وأقنع الضحية بأن الرسائل التي يتلقاها هي جزء من محادثة طبيعية. بعد الحصول على كود التفعيل، تمكن المحتال من إعادة تفعيل حساب واتساب على جهاز آخر، واستطاع التواصل مع جهات الاتصال الخاصة بالضحية باستخدام أسلوب مشابه، مطالبا بمبالغ مالية من بعضهم وللأسف تم احتيال بعضهم.

*العبرة: كيف تتجنب الوقوع في الفخ؟*

ما يميز هذا النوع من الاحتيال هو أنه يعتمد على الثقة الشخصية. ولذلك، من الضروري اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتجنب الوقوع ضحية لهذه الأساليب:

1. عدم مشاركة رموز التفعيل: مهما كان المصدر يبدو موثوقا، لا تشارك أي رموز أو معلومات حساسة تصل إلى هاتفك.

2. التحقق من الهوية: في حال تلقيت رسالة مشبوهة من شخص تعرفه، حاول التأكد من هويته من خلال مكالمة صوتية أو أي وسيلة أخرى.

3. الانتباه إلى التفاصيل: في الكثير من الحالات، تكون الرسائل الاحتيالية مصممة لإثارة شعور بالعجلة أو التوتر. حافظ على هدوئك وتحقق من أي طلب بعناية.

4. تفعيل المصادقة الثنائية: قم بتفعيل ميزة المصادقة الثنائية في تطبيق واتساب، فهي تضيف طبقة إضافية من الأمان تمنع المحتالين من اختراق حسابك.

 

*النتيجة: كيف تعامل الضحية مع الوضع؟*

بعد فقدانه السيطرة على حسابه، حاول الضحية استعادة حسابه من خلال واتساب، لكن عملية الاسترداد تأخرت بسبب محاولات متعددة لتفعيل الحساب من قبل السارق. واتساب يقيد عملية استرداد الحساب في مثل هذه الحالات، مما جعل الضحية ينتظر لساعات قبل أن يتمكن من محاولة الاسترداد مجددًا. قام الضحية بكتابة رسالة تحذير على حسابه في الفيسبوك، كما قام بإرسال رسائل لمعرفه من حساب واتساب آخر.

*الخلاصة: توعية وحذر دائم*

هذه القصة الواقعية تعكس مدى تعقيد أساليب الاحتيال الإلكتروني في العصر الرقمي، وتؤكد على أهمية الحذر في التعامل مع الرسائل الغامضة حتى وإن كانت من أشخاص نعرفهم. علينا جميعا أن نكون على دراية تامة بالأساليب الحديثة التي يستخدمها المحتالون، وأن نتخذ خطوات استباقية لحماية حساباتنا الشخصية والمعلومات الحساسة.

نتمنى أن يكون هذا المقال بمثابة تذكير للجميع بأهمية التحقق والحذر في كل مرة نتلقى فيها طلبًا غريبًا أو غير مألوف على وسائل التواصل الاجتماعي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق