منوعات وفنون

خواطري عن الهوسا والفلاتة بحي السوق بالزيداب

حي السوق بالزيداب

بقلم/ محمدعلي حامد الراو:

الحلقة الثانية

في الحلقة الأولى وقفنا مع عمك علي طوالي وإيجار الدرجات الهوائية وحقيقة لقد تعلم كل جيلنا قيادة الدراجة الهوائية من دراجات عمك علي طوالي وحاج ابكر وكانت موضة زي المواتر لي شباب اليومين ديل يعني اكان مابتعرف تسوق عجلة انت كيشة
وحي السوق سمي على سوق الزيداب وسوق الزيداب ذلك السوق القومي الضخم في عهده الزاهر في الزمن الجميل كان يرتاده التجار من مروي والمناصير والرباطاب الي الحقنة وبربر والقضارف ومع ذلك لم يفكر صبي واحد في سرقة عجلة واحدة من عمك علي طوالي او حاج ابكر اما شقيق علي طوالي الاخر فهو عبدالعزيز صاحب قهوة شهيرة جدا وكان خفيرا لمدرسة البنات الأبتدائية ومن شدة اخلاصه لهذه المدرسة فقد سميت باسمه حتي في الوزارة كان اسمها مدرسة عبدالعزيز وكان حاج عبدالعزيز رجلا أنيقا أرتقي بمهنته في القهوة الي ما يشبه ( الكافتريا ) فهو أول من ادخل مشروب الليموناده اللذيذ معلب في قوارير زجاج ومختوم ب (فريده)
ومنهم ذلك الهرم البازخ الحاج أبكر حسن لقد كان من طينة عجيبة كرم أخلاق عفة دين كانت داره حافلة بالمساكين وقدحه ملئ للضيفان هل تصدق أنه كان طوال عمره يوميا وعقب صلاة الفجر يملا( كفتيرتين كبيرتين ) حافظات شاي من الالمونيوم واحدة شاي احمر (ساده) والاخري شاي (اللبن) وينطلق بهما الي مستشفي الزيداب الضخم 60 سرير ليسقي كل المرضي والمرافقين قهوة الصباح وكان يسكن معه في داره عالما مصريا اسمه شيخ بدري رجل ضرير عنده حلقة علم امام متجر حاج أبكر يوميا في الحديث والفقه والسيرة وكان أبكر يتكفل باطعام كل المساكين بالسوق مجهولي الهوية ويعالجهم ويسترهم اذا ماتوا ويعمل لهم صدقة أمثال (مريم السوق وامين المصري و ضعفاء الحي ) ومن الاسماء اللامعة في ذلك التاريخ عمر بركنو وعمر قدس وحاج آدم , وإبراهيم نوح كل بيته إناث وذكور يحفظون كتاب الله وإذا لم تحفظ لا تسكن معه (( وقد أحضرت من أبنائه بعض تراثه من الكتب والسبح لمعرض ولاية نهر النيل في مهرجان الثقافة الأخير وكانت شخصية المهرجان البروف عبد الله الطيب وكان معي في جولات جمع التراث الباحث محمد احمد قدور وقد طفنا الزيداب وجمعنا من احفاد العمدة ودبري هاشم العمدة ومن ال التهامي وود العاليب وعبد الكريم ود المصطفي ومصطفي ود السر الطويل ودخلنا حي السوق بيت بيت وجمعنا منهم تراثا ضخما بحمد الله ارجعنا لكل اسرة مغتنياتها مع الشكر ))

ومنهم عمك بيكار ( وقصته انه هو اول من ادخل المرجحانيات ) (الطوطحانية) في مناسبات الاعياد والمولد بالزيداب ومعه رجل من الهوسا اسمه المصري نعم هو
هوساوي ولكن لقبه المصري والمرجيحة مصنوعة من المكون المحلي وفكرتها بسيطة يحضروا عنقريب من عيدان السدر ويقلبوا أرجله الي اعلي ويربطوا حباله علي شجرة ضخمة من شجر النيم ثم ينطلق العمل انه ابتكار من المكون المحلي رائع
ولا ننسى عمنا الحاج ادو ( ادم علي ) أمد الله في عمره والآن عمره أكثر من مائة عام يعيش بمدينة عطبرة وكان يعمل سائقا مع الانجليزي حتى سبعينات القرن الماضي وكان في الستينات يحملنا للمدارس وكان من أمهر السائقين لا تحتاج سيارته للعمرة أبدا
ثم الرمز في مجال الصحة عمك حاج حسن فدان كان خفيرا بالمستشفي ولأمانته وصدقه وحرصه كان بمثابة أمين المخازن يحمل (ملوه) من المفاتيح يحفظ كل شئ كأن المستشفي ملك لوالده
وعمك عمر لاميدو كان في المحلج وعبدو تلياني والد حسين عبدو نجم نجوم فريق الاشراقة في الخمسينات وعمك عثمان إبراهيم وعيسي فقط عيسي اسم بارز واليوم هناك شارع في الزيداب يسمي باسمه شارع عيسي (والي يومنا هذا شوارع الزيداب ليس لها أسماء)
أرجو من اللجان الإدارية بالزيداب أن تقوم بتسمية شوارع الزيداب بأسماء رجال خلدوا ذكراهم في ذاكرة هذه المدينة )

ونقف اليوم هنا ونواصل باذن الله غدا

الحلقة الثالثة والأخيرة عن خواطرنا عن قبيلتي الهوسا والفلاته بحي السوق بالزيداب

و يحلو لأهلنا الكبار أن يسموه سوق القنطرة.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق