رياضة
صقــور الجـديان.. خطــوات من الكــان
المنتخب السوداني تجاوز ظروفه الاستثنائية وهزم غانا بثنائية
البرهان: شكراً أبناء السودان.. ستظلون الأمل والفرحة..
شلالات من الفرح تتدفق في المدن والأرياف والسودان على كل لسان..
معتصم جعفر: ما تحقق كان بفضل دعم واهتمام السعودية لاستضافتها كافة منتخباتنا خلال الحرب..
كواسي أبياه: أنا سعيد لأننا تمكنا من رسم البسمة على وجوه السودانيين..
البرنس يذرف الدموع داخل استديوهات البي إن سبورت..
مطالبات بتناسي فرحة الفوز على غانا والاستعداد لمباراة خطف بطاقة التأهل..
تقرير- إسماعيل جبريل تيسو:
زرع المنتخب الوطني لكرة القدم الفرح في قلوب جميع السودانيين بالداخل والخارج بفوزه الغالي والمستحق، بهدفين نظيفين، على نظيره الغاني ” بلاك استارز”، وذلك ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2025م، ليصبح المنتخب السوداني على بعد نقطة واحدة من التأهل رسمياً إلى النهائيات التي ستقام بالمملكة المغربية، سجل هدفي منتخبنا الوطني كلٌّ من أحمد حامد التش، في الدقيقة الثانية والستين من عمر المباراة، وبعده بثلاث دقائق أضاف محمد عبد الرحمن الغربال الهدف الثاني، وفور انتهاء المباراة أكد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم دكتور معتصم جعفر، أن ما تحقق من تألق لمنتخب “صقور الجديان” كان بفضل الدعم والاهتمام الذي أولته المملكة العربية السعودية التي قال إنها حرصت على استضافة كافة منتخباتنا الوطنية بسبب ظروف الحرب.
فرح هستيري:
وعقب نهاية المباراة ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بفرح هستيري، وتدفقت الأفراح شلالات ملأت مدن وأرياف السودان التي ظلت على مدار عام ونصف العام ترزح تحت وطأة الأحزان، وتستنشق بارود الموت، الذي فجّرته ميليشيا الدعم السريع منذ إشعالها نـار تمردها الغاشم على القوات المسلحة في الخامس عشر من أبريل 2023م، فرحت جماهير الشعب السوداني، لأن أشاوس المنتخب الوطني قدّروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وتفهموا رغبة الشعب في تذوق طعم الفرح، فرحت جماهير الشعب السوداني، لأن أشاوس المنتخب الوطني تفوقوا على أنفسهم، وهزموا الظروف والتحديات المحيطة بهم، قبل أن يهزموا المنتخب الغاني المدجج بألمع النجوم الذين ينشطون في كبريات الأندية بالدوريات الأوربية، فرحت جماهير الشعب السوداني لأن أشاوس المنتخب الوطني ردوا الصاع صاعين لنجوم المنتخب الغاني الذين حاولوا استفزازهم، وسخروا من تعادلهم السلبي في أكرا واعتبروه ضربة حظ، فكانت مباراة ملعب شهداء بنينا الليبي بمثابة تحدي خاص لنجوم المنتخب السوداني، فلقّنوا الغانيين درساً لن ينسوه قريباً، وفازوا عليهم لعباً ونتيجة.
غاني سوداني الهوى:
استحق المدير الفني للمنتخب السوداني الغاني الجنسية كواسي أبياه لقب ( الرجل الذي هزم وطنه) وهو يفي بوعده ورغبته في إفراح الشعب السوداني الذي قال إنه شعب يستحق الفرح، عطفاً على معاناته جراء الحرب الدائرة في السودان منذ عام ونصف العام، ولم يُبدِ أبياه إي رهبة في مواجهة منتخب بلاده، وقال “أنا سوداني أمام منتخب غانا”، وعقب نهاية المباراة، أكد أبياه أن غانا لديها فريق جيد، ولكن من المؤسف أن فريقاً واحداً فقط يمكنه التأهل مع أنجولا وهو السودان، أنا سعيد لأننا تمكنا من رسم البسمة على وجوه السودانيين، وكان كواسي أبياه قد استبق مباراة الثلاثاء بتصريحات محفزة لنجوم المنتخب السوداني أكد خلالها أن المباراة القادمة مفصلية، و مهمة جداً لضمان التأهل، فالمنتخب الغاني سيدخل اللقاء من أجل الفوز فقط، بعد التعادل أمامنا بملعبه، و لا بدّ من مضاعفة الجهود و الاستعداد الجيد للمباراة، وأضاف ” فرغنا من مباراة مهمة، حققنا فيها نتيجة جيدة، و تنتظرنا مباراة أهم يوم الثلاثاء، فالمنتخب الغاني بعد تعادله معنا بأكرا و فوز أنغولا على النيجر وصدارتها للمجموعة سيعمل على التعويض وسيدخل المباراة من أجل الفوز فقط لإنعاش آماله” وزاد أبياه: “أنتم تستهدفون التأهل للنهائيات بالمغرب، و خطف إحدى بطاقات الترشح عن المجموعة، و هذا يتطلب مضاعفة الجهود و التدريب بجدية و تصحيح الأخطاء بالتركيز في التدريبات الإعدادية لمواجهة البلاك استار مهم، و أنا واثق من تقديمكم أفضل ما لديكم”.
بيان بالعمل:
وفعلت تصريحات المدير الفني للمنتخب الوطني كواسي أبياه مفعول السحر وسط نجوم صقور الجديان الذين نزلوا أرضية ملعب شهداء بنينا، ممتلئين بعافية الثقة في النفس والتحدي الشخصي، وكأن كلمة “شهداء” التي تزين بها صدر ملعب المباراة زادتهم عزيمةً وإصراراً على قلب الطاولة في وجه نجوم المنتخب الغاني العالميين، نُصرةً لشهداء حرب الكرامة من القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وانتصاراً للضحايا من المواطنين الأبرياء والعزل الذين حصدتهم رصاصات الغدر والخيانة المنطلقة من فوهة بنادق ميليشيا الجنجويد، فكان نجوم المنتخب السوداني على الموعد في شوط اللعب الأول الذي انتهجوا فيه تكتيكاً فنياً عالياً بالتزام التوازن في خطي الدفاع والوسط، والاعتماد على سرعة ثلاثي الهجوم المرعب، الغربال، وتيري، وأبوبكر عيسى، مسنودين بمهارة أحمد حامد التش، فنجوا في شلّ خطورة المنتخب الغاني، بل كانت هجمات المنتخب السوداني هي الأخطر على مدار الخمس وأربعين دقيقةً من عمر الشوط الأول، ليأتي الشوط الثاني وفيه تجلت روعة التركيز والإصرار، من أجل خطف الانتصار، حيث انتهج السودان تكتيكاً مغايراً بالاستحواذ على الكرة وإرسالها خلف الدفاع المتقدم للمنتخب الغاني، فنجح التكتيك الفني في ضرب ” البلاك استارز” مرتين، وخرج السودان بانتصار مستحق حجز به مقاعد وثيرة في طائرة النهائيات التي تستعد في “الراين وي” لتحلق إلى المغرب بإذن الله تعالى.
دموع البرنس
وزرف كابتن هيثم مصطفى محلل قنوات البي إن سبورت والقائد السابق للمنتخب الوطني، الدموع فرحاً بالانتصار الكبير لنجوم السودان الذي بذلوا العرق وسكبوا الجهد، ومثل كابتن هيثم بكى الكثير من السودانيين المتعطشين للانتصارات، زرفوا اليوم الدموع مدرارة، وغداً سيبكون في أحضان الوطن المعافى من دنس الجنجويد ونجاسة الخونة والعملاء والمارقين، فشكراً هيثم مصطفى على هذا الدرس، وشكراً نجوم منتخبنا الأبطال، وشكراً كواسي أبياه وفريقه المعاون، شكراً لجهدكم الفني فمنذ قدوم أبياه وجلوسه على منصة تدريب المنتخب، بدأنا نقرأ ملامح القيمة الفنية والفهم التدريبي الذي أصبح يمشي بين اللاعبين داخل الملعب، فيكفي أن يكون منتخبنا الوطني متصدراً لمجموعته ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في وجود منتخب ثقيل مثل السنغال الذي يجلس خلف السودان، ويكفي أبياه فخراً أن منتخبنا الوطني بات على بعد نقطة واحدة ليصل إلى نهائيات الأمم الأفريقية بالمغرب للمرة العاشرة في تأريخه، بعد آخر مشاركة له في الكاميرون منذ العام 2021م.
البرهان مغرداً..
وسارع رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بنشر تغريدة على صفحته على منصة إكس ممتدحاً انتصار المنتخب الوطني على البلاك استارز، قائلاً: ” شكراً أبناء السودان، عهد الشعب بأبنائه الأوفياء إحياء الأمل وزرع الفرحة، فكنتم وستظلون الأمل والفرحة”، وكان الفريق البرهان قد خصص طائرة خاصة نقلت المنتخب الوطني مباشرة من مدينة أكرا الغانية إلى ليبيا، عقب الأداء البطولي الذي قدمه نجوم صقور الجديان في مباراة الخميس الماضي بأكرا، فكانت مبادرة لافتة أكدت على اهتمام البرهان بأشاوس المنتخب الوطني الذين يقاتلون في أحراش وأدغال أفريقيا، مثل اهتمامه ببواسل الجيش الذين يقاتلون ميليشيا الدعم السريع ويقتربون من حسمهم النهائي، وتسليم السودان خالياً من الجنجويد، ومن المرتزقة والخونة المناكيد.
خاتمة مهمة
على كلٍّ فقد أفرح منتخبنا الوطني القاعدة الجماهيرية العريضة داخل وخارج السودان، وأعاد البسمة إلى الشفاه التي ظلت تتلبس بجفاف الحزن والجوع والمرض، فشكراً لمنتخبنا الوطني، نجوماً وجهازاً فنياً وإدارياً، وشكراً للاتحاد العام لكرة القدم الذي تكيّف مع الظروف الاستثنائية للبلاد وأعدّ ما استطاع من قوة فقدّم منتخباً محترماً، أبكى العيون فرحاً، وأدمى الأيادي إعجاباً، وتكفي إشادة نجم الكرة المصرية محمد أبوتريكة بهذا المنتخب في مباراة الخميس أمام غانا، وكأني به سيتغنى بعد مشاهدته مباراة الأمس، ونهمس في أذن نجومنا الأشاوس قطعتم مشواراً شاقاً وطويلاً، وتبقت خطوات لتقطفوا ثمرة الانتصار الكبير، لا يبطركم فوز الأمس، فمازال المتبقي داخل الكأس، اجتهدوا فلكل مجتهد نصيب…
بالطول والعرض سودانا يهز الأرض
يافريق سودانا يا رايع ورينا الليلة روايـــــــع
النصر هدية بدايـــــــع ولو في الزمن الضايع
يافريق سودانا يا قومي عايزينك تغلب يومــــي
اتحدى وسجل قووون ما دايرين حتى درون
سودانا ف أرض الملعب يهز التيم الأصـــــــــعب
ولما الهداف يلعـــــــــب الشبكة معانا بتتعـــــــب.
بالطول بالعرض سودانا يهز الأرض