معركة الكباري مفتاح التحرير الشامل والمدرعات مقبرة المرتزقة
القوات المشتركة ستنطلق نحو تحرير كل مدن دارفور وكردفان من الفاشر
معارك الصياح والمالحة ووادي امبعر كانت حاسمة
المليشيات ركزت على الإعلام المستند على الزيف والدعاية السوداء وتناست المقومات المستندة على الجغرافيا وحيازة الأرض
معركة شمال الجيلي التي خاضتها قوات الجيش والمشتركة والأمن والمستنفرين فتحت المسارات المغلقة بالألغام مما جعل الطريق سالكا إلى المصفاة
“الشجرة” مقبرة حقيقية لكل أنواع القوة الصلبة للمليشيا
نيران المدرعات بددت أحلام المليشيا
كل محاولات المليشيا تكسرت تحت دفاعات المدرعات الحصينة
معركة الكباري مرحلة قبل الأخيرة لإطباق الجيش على المليشيا
عبور الجيش لجسري الحلفايا والنيل الأبيض علامات فارقة في مسار الحرب
انتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع لم تترك خيارا للدولة الا الحسم العسكري
التحكم في الجسور يجعل عناصر المليشيا في كماشة عسكرية
عمدت مليشيا الدعم السريع المتمردة إلى التمركز في كثير من المناطق والمنشآت ذات الأهمية الإستراتيجية قبل الحرب وتوسعت في ذلك، حيث كانت إحدى نقاط التمركز الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث، وهو الأمر الذي مكنها من تعزيز سيطرتها على غالبية الجسور منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، وهو ما مكنها من التحرك بسهولة في أجزاء واسعة من العاصمة ونقل الإمدادات والقوات والمرتزقة ومن بعد نقل وترحيل الثروات المنهوبة.
سيطرة استباقية
وعلى الرغم من هذه السيطرة الاستباقية إلا أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى استطاعت عبور جسري شمبات والنيل الأبيض في نوفمبر من العام الماضي في يومي 11 و18 نوفمبر على التوالي وهي عمليات عبور مقدامة حققت أهدافها الاستراتيجية في دعم صمود سلاح المهندسين وسلاح المدرعات.
وبعد إنتهاء عملية عبور القوات والإمدادات نظم الجيش عملية إعادة انتشار أخلى بموجبها الجسرين من ناحية الشرق، كما أنه حد من حيوية جسر شمبات وجسر جبل الأولياء بضربات تكتيكية في وقت لاحق.
عملية مزدوجة
شكلت العميلة المزدوجة التي نفذها الجيش بعبور جسري الحلفايا والنيل الأبيض إلى مدينتي بحري والخرطوم على التوالي يوم الخميس الخامس والعشرين من سبتمبر المنصرم إحدى العلامات الفارقة في مسار الحرب التي يتصدرها صمود الحرس الرئاسي ببيت الضيافة صبيحة الخامس عشر من أبريل وصمود القيادة العامة والمدرعات والمهندسين وسلاح الإشارة ومدينة الفاشر.
ومثلت الجسور والسيطرة عليها عاملا حاسما في الحروبات بين الدول، وسجلت صفحات التاريخ بطولاتها كما حدث على جسر نهر الغولجا في مدينة استالينجراد السوفيتية ومعركتها الشهيرة التي كانت بداية النهاية للجيش الألماني في الحرب العالمية.
ويقول المحلل الاستراتيجي حسام ذوالنون، لمنصة (الحقيقة) يمكن أن نصف الصراع للسيطرة على الجسور الرئيسية المؤدية إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لأهميتها الكبيرة وتأثيرها على سير المعارك في مدن العاصمة الثلاث، وولاية النيل الأبيض والجزيرة وسنار بأنها معارك حاسمة وفق الاستراتيجية العسكرية المستخدمة بحرب 15 أبريل.
فقد شهدت العاصمة الخرطوم نزاعات عديدة، وفي كل مرة كانت الجسور تُعتبر عنصرا أساسيا في السيطرة على المناطق وتحريرها أو عزلها وتأخير عمليات تقدم المشاة نحوها، لأنها تمثل شرايين حيوية تربط بين أجزاء العاصمة.
السيطرة على الجسور تعني من ناحية عسكرية بشكل مباشر التحكم في حركة القوات العسكرية والإمدادات اللوجستية.
وتكمن أهمية معارك السيطرة على الجسور من عدة نواحي مثل: السيطرة على طرق النقل إذ تعمل على قطع خطوط الإمداد وحركة المقاتلين بين مختلف مناطق سيطرة الأطراف المتحاربة، كما حدث عندما تم قطع جسر شمبات حيث أمكنت السيطرة وتحرير منطقة أم درمان القديمة والإذاعة.
تأمين العبور
كما أن الجسور تسهل عملية تأمين العبور وتحقيق التفوق العسكري لصالح القوات التى تسيطر على الجسر فهي تستطيع عبور الأنهار باقل قدر من الخسائر البشرية واستهلاك الامدادات اللوجستية للمعارك، وهي عناصر حاسمة تمكن القوات من الوصول والسيطرة على مواقع جديدة وتقوم بتحريرها من سيطرة العدو، وتأمينها دفاعيا لمنع إستعادتها، وهي ما تمثلها معارك عبور جسور الحلفايا والنيل الأبيض والتقدم نحو قلب الخرطوم عبر منطقة المقرن.
ويضيف ذوالنون ، ل(الحقيقة) على الرغم من انتشار المباني العالية التى تسمح بتوزيع القناصة لمنع تقدم القوات، إلا أن وجود الجسر خلف القوات المسلحة مكنها من تنفيذ عمليات استنزاف مستمرة لقوات مليشيا الدعم السريع وارهاقها بصورة مستمرة، مع التبديل المستمر للقوات المهاجمة والمحافظة على كفاءتها القتالية وروحها المعنوية.
بالإضافة لما سبق فإن الجسور لديها أهمية كبرى فهي تعمل على تسهيل حركة المواطنين ما بين مناطق نزوحهم والعودة الى ديارهم ومحاولات اعادة ترميم حياتهم مرة أخرى.
ويقول ذوالنون، في ظل انفتاح القوات المسلحة وتقدمها بمحاور متعددة يتبقى امام مليشيا الدعم السريع خيارات محدودة للغاية تتمثل في أربعة جسور تحت سيطرتها، جسر حنتوب بولاية الجزيرة، وجسر جبل أولياء الذي قامت المليشيا بإصلاحه أكثر من مره عقب استهدافه بواسطة سلاح طيران، بالإضافة الى جسري سوبا والمنشية على النيل الازرق، فأي عمليات استهداف لهذه الجسور أو السيطرة على بعضها بواسطة القوات المسلحة، تعمل على عزل عناصر الدعم السريع عن بعضها البعض وتجعلها تسقط في كماشة عسكرية من الصعوبة بمكان النجاة منها، وهذا الامر لديه تأثيره النفسي السالب على معنويات عناصر المليشيات، ويدفع الى حلول فردية لدي مختلف المجموعات المقاتلة خاصة في ظل عدم مركزية ادارة العمليات العسكرية لديهم، وضعف التحكم والسيطرة بدرجة كبيرة.
فلذا يمكن القول بأن معارك الجسور لها اهمية إستراتيجية كبيرة، والتي يمكن النظر اليها كمرحلة قبل الأخيرة لإطباق القوات المسلحة على مليشيا الدعم السريع المنتشرة في وسط السودان، وإنهاء استراتيجية الجزر المعزولة التى ادت الى اضعاف عمليات التحشيد والفزع القبلي وحركة الامدادات العسكرية القتالية، لتحقيق الاهداف الكلية لادارة الحرب
القوة الشاملة
من جانبه يفصل اللواء دكتور المعتصم عبدالقادر الحسن المستشار بأكاديمية الأمن العليا في هذه الافادة ل(الحقيقة)
ويعتبر أن السياسة الداخلية والخارجية والقوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية من أهم مقومات القوة الشاملة للدولة واضيف إليها بعد التطور العلمي والتقنى القوة الإعلامية والبنى التحتية للدولة والكبارى أو الجسور والمعابر من البنى التحتية التى تتحكم فى الطرق والعبور بين الأنهار أو المضايق أو الوديان، هذه المقومات تدرس وتطبق فى الكليات والمعاهد الأكاديمية والعسكرية وهو ماغفلت عنه المليشيا المتمردة ولم تركز إلا على الإعلام خصوصا المستند على الزيف والدعاية السوداء وتناست المقومات المستندة على الجغرافيا وحيازة الأرض كما مارست من الانتهاكات ما صعب حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولم تترك خيارا للدولة والقوات المسلحة الا الحسم العسكري.
الكبارى فى الخرطوم تتمثل فى الكبارى على النيل الأبيض والتى تفصل بين شرق البلاد وغربها والكبارى على نهر النيل بين أم درمان وبحرى والكباري على النيل الأزرق وتربط بين الخرطوم وشرق النيل.
ويقول اللواء الحسن، إن القوات المسلحة تمكنت عبر عمليات دقيقة ومحسوبة ومتأنية من استعادة السيطرة على معظم الكباري وبقى لها كبرى خزان جبل أولياء على النيل الأبيض وكبري المنشية وكبري سوبا على النيل الأزرق.
وظهرت أهمية الكباري فى الايام الأولى للحرب إذ استخدمت المليشيا كبري المنشية لتحريك قواتها المتمركزة فى شرق النيل للهجوم على القيادة العامة كما استخدمت المليشيا كبري حنتوب على النيل الأزرق للهجوم على مدني كما استخدمت كبارى أخرى فى بين الدندر وسنار ورفاعة الحصاحيصا بالإضافة للكبارى على وديان دارفور المختلفة.
وعادة تستخدم الكباري فى تسهيل حركة الآليات والجنود ونقل الإمدادات والذخائر والأسلحة المختلفة خصوصا فى موسم الأمطار والفيضان.
ونسبة لعدم تطور النقل النهرى وسهولة السيطرة عليه بالنيران من الضفاف تبقى الكبارى هى الرابط الأهم بين الضفاف.
ويضيف الحسن ل(الحقيقة) بأن سيطرة القوات المسلحة السودانية على معظم الكبارى بالعاصمة والولايات سهل لها انسياب الإمداد من موانئ الشرق إلى معظم أنحاء البلاد ومن الجانب الآخر جعل قوات المليشيا المتمردة محاصرة فى معظم مناطق تواجدها وتعتمد على مايهرب لها من مناطق سيطرة الحكومة مما يتيح للقوات المسلحة فرص التقدم المستمر والتضييق على المليشيا وانتزاع كامل السيطرة على التراب السوداني.
تزامن انفتاح الجيش شرقا باتجاه بحري والخرطوم مع عملية انفتاح أخرى قادها سلاح المدرعات جنوب الخرطوم.
انفتاح المدرعات
ويأتي انفتاح المدرعات بعد صمود جسور امتد لما يزيد عن العام ونصف العام أمام هجمات متوالية بدأت مع اندلاع الحرب. حيث ركزت المليشيا ودفعت بمئات السيارات القتالية والمدرعات. وتدافعت قوات المليشيا والمرتزقة من دول الجوار لإخضاعها، إلا أن جميع المحاولات تكسرت موجاتها تحت دفاعات المدرعات الحصينة بثبات الجيش والقوات النظامية الأخرى والمتطوعين.
وكان قائد المدرعات اللواء نصر الدين يخرج في مرات نادرة داحضا الدعاية الحربية للمليشيا التي أعلنت أكثر من مرة سقوط المدرعات تمنيا، إذ أن تضحيات القادة والضباط والجنود كانت حائط صد منيع ضد المليشيا حيث استشهد منهم العشرات ومنهم اللواء أيوب صاحب بطولة متحرك سنار.
أحالت نيران المدرعات أحلام المليشيا إلى واقع الموت الزؤام مما اضطرها للتراجع عن مهاجمة المدرعات منذ أشهر عدة وهي نقطة التحول التي مكنت المدرعات من الإنفتاح وتحرير الأحياء المجاورة وصولا إلى تنفيذ عمليات في منطقة الكلاكلة كبدت فيها المليشيا خسائر فادحة في عمق تمركزها نهاية سبتمبر المنصرم. وكذلك الانفتاح حتى أبراج الرواد بمنطقة السجانة.
وهذا الانفتاح مقرونا بتحركات للجيش في جبهات أخرى من شأنه أن يحكم الخناق على قوات المليشيا من ناحيتي شرق الخرطوم باتجاه شرق النيل ومنطقة جنوب الخرطوم وجبل الأولياء وهو بالضرورة هدف استراتيجي لتحرير الخرطوم.
حزمة منجزات
ويسلط اللواء شرطة متقاعد آدم محمد الأمين، ل(الحقيقة)، الضوء على حزمة منجزات مباشرة وغير مباشرة حققتها معركة الجسور ويفصل قائلا: إن المعارك التي دارت في العاصمة المثلثة في الفترة الأخيرة كانت نقطة تحول حقيقية ، فتخطي الجسور واستلامها نقطة تحول تاريخية في مسار المعركة وأعتقد أنها خطة ذكية جدا ، باعتبار أن العاصمة المثلثة مرتبطة ببعضها البعض من خلال هذه الجسور وهي تعتبر شريان الحياة الذي يربط قلب الخرطوم ببقية المدن، وكذلك مسألة استلام الجسور تعتبر تأمين لكل القوات المنتشرة في مدينة الخرطوم والخرطوم بحري ، وأعتقد أيضا أنها تتيح للقوات تأمين الإمداد لكل المواقع بجانب أنه يحقق انتصارا نفسيا ومعنويا كبيرا جدا للمواطنين ويعزز الإحساس بقرب الانتصار الكامل لقواتنا المسلحة والقوات المساندة والمستنفرين وبالتالي هذه الانتصارات النقلة التي حصلت للمواطنين كانت نقلة نوعية فلأول مرة يكون هنالك إحساس بالطمأنينة برغم بعد كثير من الناس من مواقع سكنهم وإحساس الموجودين داخل العاصمة بأن مظلة السلام والطمأنينة والاستقرار والأمن بدأت تتوسع وخاصة أنه صاحب استلام هذه الجسور ملحمة أخرى دارت في مدينة الخرطوم بحري.
وهي أيضا والحديث للواء شرطة آدم، ملحمة تاريخية استطاعت أن تؤدي لمؤشرات واضحة لعملية انتهاء وزوال التمرد.
الخرطوم بحري
وتكمن أهمية محور الخرطوم بحري في أن هذه المدينة الممتدة شمالا وشرقا، تعتبر المركز الرابط بين أم درمان والخرطوم شرق النيل وشمال بحري واستطاعت هذه ملحمة الجسور أن تجزئ بنية التمرد وتجعلها في شكل جزر معزولة عن بعضها البعض خففت عن الكثير من المخاطر التي كانت تواجه أم درمان وكذلك أمنت المحور الشمالي لشارع النيل من الخرطوم بحري وعملت حراكا متقدما لمحور الكدرو ومحور حطاب والآن أصبحت قوات التمرد تائهة ومعزولة في تلك المناطق.. وهذا في تقديري له أبعاده المختلفة.
بجانب بعض هذه الانتصارات انتصار آخر وهو أننا سمعنا بأن قوات الشرطة باتت منتشرة في كل مناطق بحري ومناطق أم درمان المختلفة وهذا يؤدي أيضا إلى تطمين المواطنين وإلى تحقيق الاستقرار الكامل إن شاء الله في هذه المدن.
وكما تشاهدون أن كل يوم تتحقق العديد من الانتصارات والتوسع لمظلة الأمن والاستقرار في كل مواقع العاصمة ومواقع السودان المختلفة في كل ولاياته وهذا يعزز من فرضية هروب المليشيا المتمردة أو استسلامها للقوات المسلحة وبالتالي البعد النفسي والمعنوي للمواطنين يتوسع وبالتالي كل المواطنين الآن يحسون بأنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الرجوع إلى منازلهم.
والسودان بحسب اللواء شرطة آدم محمد الأمين، أقرب للاستقرار من خلال هذه المجهودات المبذولة من القيادات على مستوى رأس الدولة المجلس السيادي وعلى رأس القوات النظامية المختلفة السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والفريق أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة وكل المجموعة التي تدير المعركة من أعضاء مجلس السيادة وقادة القوات المسلحة والشرطة والقوات المشتركة والذين استطاعوا في -انسجام تام- أن يحققوا ما يحلم به كل السودان وبالتالي معنويات الناس مستقرة والتفاؤل كبير جداً في أن يتحقق النصر بإذن الله.
تحويل المعادلة
وتناول القيادي بالتحالف السوداني، محمد السماني، في حديثه ل(الحقيقة)، الجانب الاستراتيجي الذي نجح فيه سلاح المدرعات منذ بداية الحرب ونجاحه في تحويل معادلة الحرب على المحاور كافة لافتا إلى أن المدرعات تعتبر النقطة الأخيرة التي تفصل بين مواقع وإمدادات قوات المليشيا في جنوب الخرطوم ومقر القيادة العامة، خاصة بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياط المركزي وانتشار المليشيا في مناطق جنوب الخرطوم، لذلك ظلت طوال الفترات السابقة في حالة هجوم مستمر على المدرعات بكل وسائل من أجل السيطرة عليها ، لكن تكسرت كل هجمات المليشيا تحت أقدام أبطال المدرعات بل ظلت منطقة الشجرة هي مقبرة حقيقية لكل أنواع القوة الصلبة للمليشيا.
وتعتبر المدرعات هي حصنا منيعا أمام تقدم المليشيا منذ بداية الحرب يومنا هذا.
ويتكرر الهجوم العنيف على سلاح المدرعات من قبل المليشيا لأن المليشيا تعرف جيدا المقدرات القتالية والدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه سلاح المدرعات الذي يعتبر واحدا من أقوى الأسلحة في المعارك في العالم له أدوار حاسمة في أغلبية المعارك.
ولأن سلاح المدرعات بدأ في الانفتاح لعدة مناطق مثل اللاماب، فقد تمكن من استعادة مركز شرطة اللاماب ومسجد اللاماب الأثري.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر في الانفتاح على مناطق جبرة والعشرة ويثرب واللاماب وبدأ سلاح المدرعات الآن في استعادة جنوب الخرطوم، قريبا سنراهم في الكلاكلات.
شمال الجيلي
ويشير القائد بالقوات المشتركة الصادق خميس إبراهيم برانقو الأمين العام لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي في إفادته ل(الحقيقة)، إلى أن معركة منطقة شمال الجيلي من المعارك المهمة التي استطاعت من خلالها القوات المسلحة والمشتركة والمخابرات والمستنفرين تقديم فنون قتالية أدت إلى فتح المسارات المغلقة بالألغام مما جعل الطريق سالكا إلى المصفاة وكل مناطق شرق النيل وهذا إنجاز كبير حيث حاصر العدو في مناطق معلومة يسهل القضاء عليه بأقل الخسائر.
تحرير المصفاة
من جانبه يضيف محمد السماني قائلا إن أهمية معركة تحرير مدينة الجيلي شمال الخرطوم تأتي لأهمية موقعها الاستراتيجي وتحرير المصفاة يعني إزالة خطر انتشار المليشيات من شمال السودان بالتحديد ولاية نهر النيل، فوجود المليشيا في هذه المنطقة منحها الفرصة للانتشار في مناطق عديدة بولاية مثل لذلك حجر العسل والبسابير،، تحرير مصفاة الجيلي يعني تحرير مدينة بحري التي تعتبر المركز الدائم للنخبة من الدعم السريع (الماهرية)، لأنهم القادة العسكريين الذين يعملون على ربط خطوط الإمداد والاتصالات بين المليشيا و المخابرات الأجنبية التي تستخدم الدعم السريع كأداء لتدمير الدولة السودانية و أضعف مؤسساته وأفقره، وظلت الميليشيا طوال الفترة السابقة في حربها على اعتمادها على استهداف المنشآت المدنية كمحطات الكهرباء والمياه والمطارات والمدارس والمستشفيات ومصافي النفط، وهو ما يعتبر جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وإن استهداف المنشآت المدنية والنفطية – بحسب السماني- هو تدمير للبنية التحتية والمقدرات التي يمتلكها الشعب السوداني، ويعرض حياة العاملين فيها للخطر.
بطولات الصحراء
بعد طول حصار امتد منذ بداية الحرب على مدينة الفاشر استطاعت القوات المسلحة والقوات المشتركة والمتطوعين من أبناء المنطقة أن ينفذوا هجمات واسعة على مناطق تواجد المليشيا، ويؤكد الصادق برانقو ل(الحقيقة)، أن
معارك الصحراء كانت معارك حاسمة خاصة الصياح والمالحة ووادي امبعر وامراي ومواقع أخرى كثيرة حيث استطاعت القوات المشتركة الفوز والنصر في كل تلك المعارك، بعد أن أظهرت هذه القوات أروع أنواع فنون القتال بتقديم بطولات كبيرة وجسام استشهد فيها البواسل وتم تحقيق النصر لذا تأتي أهمية تلك المعارك باعتبارها شتتت شمل العدو وفضت تجمعاته وهذا ما أدى الى فك الحصار عن الفاشر بشكل جزئي، وحسب خطة القوات المشتركة ستنطلق نحو تحرير كل مدن دارفور وكردفان من الفاشر بالتزامن مع المحاور الأخرى في كل من الجزيرة وسنار وأم درمان لتطهير كل شبر من أرض هذا الوطن العزيز.