مقالات

حرب السودان المنسية.. الحرب الإعلامية

بقلم/ منتصر محمد زكي:

توطئة:
الحرب الإعلامية شكل من أشكال الصراع تقوم على إستراتيجية إعلامية أساسها التضليل والتلاعب بالمعلومات وفق أسس وقواعد مرسومة تطورت أساليبها وتعددت وسائلها وصارت سلاحا فعالا ومؤثرا في الحروب.

لم يكن إختيار عصابة ال ( ١٧ ) دولة لمليشيا الدعم السريع إعتابطا أو خبت عشواء بل لتوفر المواصفات المطلوبة فيهم وإنطباقها عليهم تماما( الشراسة والغباء والطاعة العمياء لمن يدفع ) فقد عرفوا كيف يختاروا كلاب صيدهم فالجنجويدي حاقد بالفطرة لا دين ولا أخلاق ليس لديه مايخسره ..

هنالك معارك إعلامية تدور رحاها عبر الفضائيات أكثر ضراوة من المعارك الميدانية مع إختلاف الوسائل .. فالحرب الإعلامية كان لها القدح المعلى في توجيه دفة الحرب وصناعة الرأي العام .. فقنوات مثل العربية والحدث والجزيرة صاحبة سياسة إعلامية وخط تحريري داعم ومنفذ لأجندة المشروع الصهيوامريكي في المنطقة تقوم هذه النوافذ الإعلامية بمجهود جبار وعبر كل الوسائل والحيل الإعلامية القديمة والمستحدثة لصناعة رأي عام مخالف للواقع ومجريات الأحداث .. ومايؤسف له أن كوكبة من خيرة الكوادر الإعلامية السودانية العاملة بهذه القنوات مشاركة في جريمة تزييف الحقائق وتغبيش الوعي عبر الحملة الإعلامية الممنهجة ضد بلادهم!! .. قد يفلتوا من المساءلة لأسباب قد تبدو منطقية لكنهم لن يفلتوا من (تأنيب الضمير) وسيظل موقفهم هذا نقطة سوداء في سجلهم الإعلامي إلى قيام الساعة .. فسقوطهم في إمتحان الكرامة والمبادئ والغيرة على الوطن كان داويا ومشهودا .. قد يجد البعض لهم بعض العذر كقيود الوظيفة والسياسة التحريرية الصارمة للقنوات ( أكل العيش صعب ) لكن كل ذلك لن يشفع لهم فهم إختاروا الموقف الذي يمثلهم بالتالي عليهم دفع الثمن الذي يقابله أمام محكمة الضمير والرأي العام والتاريخ فالمبادئ لا تتجزأ ..

لعناية الأساتذة:
الطيب عبد الماجد ، سعد الدين حسن ، محمد عثمان ، لينا يعقوب ، تسابيح خاطر .. وغيرهم: نعلم تماما الموقف الحرج والإختبار المعقد الذي وضعتكم الحرب فيه .. أنتم أمام خيارين لا ثالث لهما إما التضحية بالوظيفة وإمتيازاتها المغرية وتسجيل موقف شجاع ومشرف يرفع الرأس أو الجبن( السردبة) والحفاظ على الوظيفة( أكل عيش ) وتسجيل موقف مخزي وذليل تلاحقكم تبعاته ماحييتم .. التاريخ لا يرحم والأقلام شواهد فأختاروا الموقف الذي يليق بكم.

الحرب تمضي نحو الخواتيم بإذن الله وهنالك بعض المؤشرات تقهقر المليشيا وإنحسار نفوذها في الكثير من المناطق التي يطوقها الجيش وإزدياد حالات التسليم ووضع السلاح والهروب الفردي والجماعي .. الظهور الباهت والمضحك لأبواق المليشيا عبر الفضائيات وخفوت صوتها عبر الميديا .. والضغوط التي تمارسها بعض الدول على الحكومة السودانية للوصول إلى تسوية لحفظ ماء الوجه وتقليل الخسائر رغم المحاولات الكثيرة في هذا المسار إلا أنها لم يكتب لها النجاح .. لكن الإنتصارات الباهرة والتقدم الميداني الذي حققه الجيش في معظم المحاور سيجبر المليشيا وداعميها من الدول على الخضوع والقبول بشروطه وإنهاء الحرب بالكيفية التي تحفظ هيبته وكرامته وسيادة البلاد.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق