بقلم/ وعدالحق أمين:
لمع اسمه كثيرا منذ فترة وأعاد الظهور بكثافة منذ اندلاع الثورة والتغيير. كل الألقاب قبل اسمه.. الزعيم شيبة، الفريق شيبة، القائد شيبة، المناضل شيبة. وكلها صفات تحمل الوقار والاحترام. وإذا نظرنا للاسم أيضًا، نجد أنه يأتي برمزية الوقار. لكن مع كل هذا الإطراء الذي يحبه شيبة ضرار، طرح نفسه في الآونة الأخيرة كمصدر للعبث الفكري أو مخالفة آراء الكل ليحظى بالذكر، وكأنه يتبع مقولة (خالف تذكر) أو كشخص مثير للجدل.
كل نضالاته هي مفخرة للكيان الذي صنعه ولأبناء البجا، منافحًا ومدافعًا عن قضاياهم. ولكن في الآونة الأخيرة، أراد أن يتصدر (التريند) و المشهد .
يبدو أن فكرة ( كشح الحلة ) أصبحت مسيطرة عليه، فلا يعقل أن يكون رجل بمثل هذا التاريخ، الذي من المفترض أن يكون فيه حكيما للبجا، إلا أنه يجاهر بالألفاظ السيئة ويتسلط على الآخرين بنعرات قبلية واضحة، وكأنما هذا الشرق ملك له أو دولة في غير السودان الموحد.
لا نريد أن يظهر شيبة ضرار بسخرية الآخرين الذين يهاجمهم كل فترة مرة بطرد ال(دارفور) ومرة مع اهل ( شندي وبربر ) وأخرى اغلاق الميناء وتارة التهديد بإغلاق الشرق وتسيد فكرة (البجبجة) في غير موقعها بمهاجمة واحتلال مباني الإذاعة والتليفزيون والمطالبة بعزل مدير الهيئة في واقعة إدارية خاصة بين مدير عام الهيئة ومذيعة متعاونة بالهيئة والتهديد بطرد وزير المالية واحتلال المطار ومناقشات مع القوات المسلحة وغيرها من الأفكار الشيطانية.
كل السودان الآن اكتسى حلة الوحدة والتعاضد ، وشيبة ضرار يأبى أن يكون على قمة الجبل في هكذا مواقف، إلى أن وصل مرحلة التراشق بالألفاظ في رمز سيادة الدولة والمطالبة والمزايدة في أن يكون له نصيب الأسد هو وقواته.
إذا سلمنا جدلاً للافتراض بوجود حركة مسلحة خاصة به من أهلنا في البجا، أما كان الأجدر به أن يقاتل بهم تحت مظلة القوات المسلحة كاندماج مثلا بدلاً من التهديد والوعيد؟ . أما كان الأجدر بك أن تبادر بالاستنفار في ولاية البحر الاحمر بدلا من هذا التهديد؟.
شيبة ضرار برتبة فريق،، ماذا فعلت برتبتك هذه يا عزيزي في الحرب الحالية التي يخوضها السودان ، لماذا تبني فكرتك على نظرية المؤامرة ومنهج ( يا معانا يا ضدنا ) رأينا كل الرتب العسكرية العليا والجنرالات من الحركات المسلحة الأخرى في الصفوف الأمامية مع المقاتلين إلا سعادة الفريق شيبة ضرار، هذه اللحظات والأيام التي يمر بها السودان هي بالضبط مفترق طرق واتفاق وتلاحم ، هنا الكلمة يا عزيزي بدون قبيلة أو جهوية.
كنا نتوقع منك فعلاً كبيرا، خاصة وأن الحكومة الآن تحت ضيافة الشرق وولاية البحر الأحمر تحديداً ، وأنت مازلت تطالب بخروج الحكومة أو إبعاد بعض وزراء الحكومة وقيادات الدولة من ولاية البحر الأحمر.
احتملت السلطات كل ما ارتكبته من حماقات وازدراء ، وكان بوسعهم صناعة رد فعل عنيف ضدك لكنهم آثروا ضبط النفس وأن البلاد الآن تحتاج إلى الهدوء والتركيز أو ربما أنهم يدخرونك بعد أن تعدل من طريقتك في التعامل معهم وينتظرون منك جميل المواقف ، حتى إن بعض زعماء البجا يعتذرون نيابة عن أفعالك في السر والعلم.
انت يا سعادة الفريق أكبر مم أن تساق إلى هذه الأفعال وأنت رمز من رموز البلاد ، الآن جاء دورك الفعلى في مناصرة التغيير مع الآخرين، مساحتك موجودة وانت تلفظها بنفسك عهدنا فيك روح التسامح ولكن حتى لو أن هنالك تصفيات شخصية فهذا ليس أوانها، الكل سيحاسب ولكن بعد أن تضع الحرب أوزارها أن تقدم دفوعاتك القانونية والمستندية للمطالبة قانونيا دون التجريح في سيادة الدولة ، كل مكونات السودان الديموغرافية لها مطالب واجندة ومستحقات بما فيها طبعا الشرق وحقوق البجا وانت وحدك لا تمثل الشرق ولا تمثل كل مكونات البجا.
آن الأوان سعادة الفريق شيبة أن تكون مع الجيش وقيادة البلاد على أقل تقدير في هذا الوقت تحديدا ، اجعل من تاريخك العريض رمزا جديدا لأجيال البجا دربا للفكرة وتاريخا يستندون عليه دون مزاعم القبلية والجهوية التي تتدثر بها .
جرب واقتحم القيادة العسكرية والقيادة السياسية بفكرك وطرحك وستجد الأبواب مشرعة والعقول متفتحة والأيادي ممدودة بيضاء من غير سوء.
كسرة
نتوقع (اللايف) القادم جميلا كجمال الشرق الذي احتضن كل السودان دولة وسيادة وشعبا.