مقالات
حول الحراك الجماهيري الأخير في لندن
بقلم/ برير إسماعيل:
لقد خسرت (تقدُّم) الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة في المملكة المتحدة بعد كوزنة الكثير من منسوبيها وأنصارها للحراك الجماهيري الأخير في لندن وعلى نفسها جنت (تقدُّم).
لتعود (تقدُّم) إلى حضن الحركة الجماهيرية السودانية في الداخل و الخارج معاً يجب عليها إعلان طلاقها السياسي البائن بينونة كُبرى من مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و في ذات السياق يجب على ذات (تقدُّم) إعلان طلاقها من التبعية للتوجيهات و القرارات الأقليمية و الدولية حتى تتمكن قوى الثورة العريضة من هزيمة المشروع الجنجاكيزاني الخطير الذي يهدد وحدة الشعوب السودانية و وحدة أراضيها على أسس جديدة.
الحراك الجماهيري السوداني في لندن ظلَّ يصب دوماً في مصلحة الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة و لذلك يجب على كل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري دعمه و مساندته بكل الوسائل السياسية والمدنيَّة والدبلوماسية المتاحة بدلاً من كوزنته وفقاً للتحليلات السياسية الجنجويدية ذات الغرض السياسي الرخيص.
تُعتبر كوزنة بعض مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة المحتالة للحراك الجماهيري السوداني في داخل البلاد و خارجها جريمة سياسية كُبرى ستصب دائماً و أبداً في مصلحة الكيزان و جنجويدهم و طحالبهم السياسية و الأرزقية.
الشاهد أن معظم الذين نظَّموا المظاهرة الأخيرة في لندن لا علاقة لهم بالكيزان لا من قريب و لا من بعيد فهم يتكونون من جماهير الروابط و الإتحادات الإقليمية السودانية و من جماهير الحركات الثورية المسلحة و من المواطنين السودانيين غير منتمين لأي من الأجسام و من الشباب الذين تضرر أهاليهم جراء جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها الجنجويد في قرى الجزيرة و في عدد كبير من المدن والقُرى والحلاَّل و الفُرقان والمدن السودانية.
عندما كانت جماهير الروابط و الإتحادات الإقليمية السودانية و قوى الكفاح المسلح التي نظَّمت المظاهرة الجماهيرية الكبيرة الأخيرة تخرج في المظاهرات بصورة راتبة في لندن و في غيرها من العواصم الأوروبية منددة بجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها المؤسسة العسكرية السودانية الفاشية و إبنة سفاحها مليشيتها الجنجويدية بقيادة عيال دقلو ضد المواطنين المدنيين الأبرياء في الهوامش و الأطراف السودانية كان أمثال رشا عوض جنجا في داخل السودان و في العواصم الأوروبية و في غيرها من العواصم في دول العالم لا يحركون ساكناً للتضامن مع ضحايا الإبادات الجماعية في البلاد و الشاهد أن بعض القيادات السياسية أمثال الإمام الراحل الصادق المهدي كانت تردد الشعار المأساوي من نوع : البشير جلدنا و ما بنجر فوقه الشوك.
الواقع يقول إن لا علاقة لمعظم مكوِّنات القوى السياسية السودانية في المملكة المتحدة بتنظيم المظاهرة الأخيرة في لندن و مع ذلك أقحمت رشا عوض جنجا الحزب الشيوعي السوداني في مقالها الذي كتبته ضد الحراك الجماهيري في المملكة المتحدة الذي خرج متظاهراً ضد الألاعيب السياسية غير الراشدة لتنيسقية القوى الديمقراطية و المدنيَّة( تقدُّم ) و معلوم أن كوزنة الحراك تصب في مصلحة الجنجويد و حلفائهم السياسين و أرزقيتهم المعروفين.
تتحمل القوى السياسية والمدنيَّة التي فرطت في مكتسبات الحركة الجماهيرية السودانية التي ثارت ضد الكيزان وجنجويدهم و حلفائهم السياسين في الداخل و الخارج مسؤولية الإستقطابات العشائرية و القبائلية و الإثنية والجهوية الجارية الآن أي أنها تتحمل وزر مسؤولية الردة و الإنكفاءات الإجتماعية التي حدثث بعد إندلاع حرب 15 أبريل 2023م بسبب ممارستها السياسية غير المسؤولة و لا تستطيع جهة ثورية توجيه صوت اللوم السياسي على الكيزان و جنجويدهم لأن برنامجهم السياسي قائم على الإستثمار السياسي في الدين و النزعات العشائرية والقبائلية والإثنية و الجهوية و العنصرية والكراهية.
لو كانت للكيزان المجرمين جماهير بهذا العدد الكبير في لندن لخرجت ذات الجماهير قبل سنوات خلت للمطالبة بعدم تسليم المطلوبين دولياً إلى لاهاي و لرفضت ذات الجماهير الكيزانية الحراك الجماهيري في داخل البلاد و خارجها و لكن بسبب المماحكات السياسية السودانية أقدمت رشا عوض جنجا و جنجويدها و حلفاؤهم السياسين على كوزنة الحراك الجماهيري الأخير في لندن.
معلوم بالضرورة بأن هناك العديد من مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة والإجتماعية السودانية ظلت تسعى دوماً لتوظيف و تجيير الحراك الجماهيري إن في داخل البلاد أو خارجها لصالحها و هذا بالضبط ما فعله الكيزان في مظاهرة لندن الأخيرة و قد حاول ذات الكيزان المجرمين فعل الأمر نفسه في مظاهرات جماهيرية سابقة في لندن و لن يتوقفوا عن هذا المسعى إلى الأبد ما دام الثورة ضدهم مستمرة.
إن مسؤولية منع الكيزان و جنجويدهم وحلفائهم السياسين من توظيف الحراك الجماهيري السوداني لصالحهم مسؤولية تضامنية يجب أن تقوم بها كل مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد و عليه بدلاً من كوزنة بعض المحتالين و المحتالات للحراك الجماهيري دعماً للكيزان و لجنجويدهم فرض عين على كل مكوِّنات القوى السياسية و المدنيَّة الثائرة الوقوف ضد هذا السلوك السياسي القميء الذي لا يخدم أهداف الثورة.
إنَّ الذين عملوا على كوزنة الحراك الجماهيري الأخير في لندن لصالح الجنجويد بقيادة عيال دقلو و لصالح حلفائهم السياسين فعلوا ذلك و تناسوا بأنهم موقعين على الوثيقة الدستورية الكارثية مع قيادات اللجنة الأمنية للكيزان ومع جنجويدهم و تناسوا بأنهم وقعوا مؤخرا مع الفريق أول فلولي المرتزق حميدتي على الإعلان السياسي في أديس أبابا في بداية يناير 2024م و تناسوا بأن من واجبهم دعم الحراك الجماهيري و العمل على معالجة إخفاقاته المتمثلة في سعي الكيزان لسرقته و في العنف الذي صاحبه ولكنهم فعلوا كل ذلك لأنَّ وجوههم ممسحة بمرقة ورل.
زبدة القول لا تستطيع رشا عوض جنجا وجنجويدها و حلفاؤهم السياسين المزايدة على جماهير الروابط و الإتحادات الإقليمية و على جماهير قوى الكفاح المسلح السودانية التي خرجت في مظاهرات لندن الأخيرة و كما أن هؤلاء المحتالين جميعاً لا يستطيعون كوزنة هذا الحراك الجماهيري في لندن أو إعطاء مكوِّناته دروساً في مَنْ هم الكيزان؟ و ماذا فعلوا بالناس منذ إنقلابهم المشؤوم في 30 يونيو 1989م والذي لازال مستمراً ؟ و ماذا يفعلون الآن بالناس ؟ و ماذا سيفعلون بالناس في المستقبل إن تمكَّنوا من الإستمرار في السلطة بشرعية البندقية و بسبب مماحكات و لولوات و تفاهات القوى السياسية والمدنيَّة المحسوبة على الثورة؟
من حق المواطنين السودانيين في كل أنحاء السودان الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم و أموالهم و بيوتهم و مدنهم وقراهم وحلاَّلهم وأراضيهم ضد العدوان الجنجويدي ومن حق ذات الجماهير أن تتظاهر سِلِّمياً من أجل مكتسباتها و ضد الذين لا يمثلونها و سرقوا إسمها وضد كل المجرمين.
الثورة السودانية المجيدة السِلِّمية والمُسلَّحة مستمرة و النصر أكيد.
*01 نوفمبر 2024م*