صحة وبيئة
إفادة مهمة حول حقيقة تأخر هجرة النسور بسبب جثث الحرب في السودان
الساقية برس- إخلاص نمر:
في معرض تعليقه على مارشح في وسائل التواصل الاجتماعي عن تقرير المركز الأوربي لمراقبة الحياة البرية، والذي ورد في تفاصيله، تأخر هجرة النسور في السودان بسبب الحرب وأكل الجثث، أوضح دكتور محمد المكي علي البدوي، استاذ علم الطيور، بكلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية جامعة سنار، أن هجرة الطيور هي التحركات الموسمية المنتظمة، من مناطق التربية، إلى مناطق التشتية، وعادة الهجرة تكون من الشمال الي الجنوب، وقليلا منها، بل نادرا من الشرق إلى الغرب.
وأضاف المكي قائلا (إن مناطق التربية للطيور، التي تأتي الي أفريقيا، هي أوروبا ومناطق آسيا، حيث تهاجر الطيور جنوبا لتفادي البرد القارس والجليد، ونقص الغذاء، إلى مناطق أكثر دفئا في أفريقيا) موضحا أن مواعيد هجرة الطيور، تختلف من نوع إلى آخر، ولكن كل الأنواع المهاجرة تغادر مناطق التربية بنهاية ديسمبر، وتكون استقرت تماما في يناير، لذلك يتم تعداد الطيور العالمي سنويا في يناير. وابان المكي، تحدث الهجرة العكسية، حينما يذوب الجليد، ويبدأ الربيع في أوروبا، وتهاجر كل الأنواع، وتبدأ في الرجوع، من فبراير وحتي يونيو.
ونوه دكتور المكي الى طرق التغذيه المختلفة للطيور، وفند ذلك بأنه يمكن تقسيمها إلى آكلات حشائش، وآكلات لحوم،
ومختلطة التغذية، وزاد (وتقسم آكلات الحشاش إلى آكلات بذور، وماصات الرحيق، ويوحد صنف من آكلات الحشرات.)
وأوضح المكي لصحيفة الساقية برس، قائلا (لا اري غرابة في ماورد في ثنايا تقرير المركز الأوروبي للحياة البرية، فكل الطيور الجارحة تعتبر آكلات لحوم، وتقتات على الجثث، سواء كانت جثث الحيوانات، أو جثث البشر، وبذلك تؤدي هذه الطيور دورا بيئيا مهما، بإزالة الجثث، و تسمي الحيوانات الكناسة، وتعمل على نظافة البيئة، ولا أجد مايثير القلق من تغير سلوك هذه الطيور، بأكلها للجثث، فهذا سلوك طبيعي لها، وربما ولا أجزم أن تعمل على نقل الأمراض إلى الإنسان، لأن هذه الطيور لايتم اصطيادها بواسطة الإنسان ولاتؤكل، وهي توجد في أعلى السلسلة الغذائية، ولا يتم عادة افتراسها من قبل حيوانات أخرى). ونوه المكي إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وخاصة الاحتياطات الصحية.
وحول ما أورده التقرير من تأخر هجرة النسور، أشار المكي إلى أن موعد نهاية الهجرة يستمر حتي يونيو، منبها إلى أن الأمر يتطلب مراقبة أكثر، حتى يتم التعرف على الأنواع التي تخلفت عن الرجوع إلى مناطقها.
وقال المكي إن الهجرة تتحكم بها عوامل فسيولوجية، وأخرى غير معلومة، حتى للعلماء عن بعض الدوافع الغريزية للهجرة، مضيفا انه من المعلوم للجميع، أن الطيور تعود لمناطق التربية، لكي تتزاوج وتربي صغارها، لتوفر الطعام، ويمكن لبعض الطيور ان تتخلف وتستقر في مناطق التشتية، لأسباب متعددة كالمرض وشرود الأفراد، وتوفر الموارد، وهذا ليس شائعا.
وامن المكي قائلا ( انه وفي ظل التغيرات المناخية، يمكن أن تتغير بيئات وسلوكيات الحيوانات، ويلزمنا دراسات دقيقة، عن الأنواع كل علي حدة وحصرها، وهو مالايوجد في السودان، حتي الآن، وهذه إحدى المشكلات التي تواجه خبراء الطيور بالسودان.)
واكد المكي في تصريحه الخاص لصحيفة الساقيه برس أن هناك المزيد من الاتصالات و المحاولات، مع بعض مراكز الطيور الأوربية، لمعرفة التقرير والمعلومات عن الجهة التي اصدرته وفي انتظار افاداتهم.
وختم المكي وصفه للتقرير، بأنه (لم يستند للعلمية) وإن ذلك سيؤدي الي نشر معلومات غير صحيحة ومغلوطة، تنتشر سريعا بين المواطنين، خاصة الذين لا يعرفون كثيرا عن الطيور وعلومها. مايؤدي الي بث الرعب من الطيور، وبينها من ينقل الأمراض، الأمر الذي ربما يؤدي الي استهدافها بالقتل من قبل المواطنين وفق وصفه.
ونادى المكي بضرورة تمليك الحقائق والمعلومات العلمية الصحيحة، لنشر الوعي والتعاون بين الجهات المسؤولة والمجتمع، للمحافظة علي الطيور. وتساءل المكي في ختام حديثه ، عن استقرار الطيور في الخرطوم بعد الحرب، واستدرك مضيفا (هذا بالطبع يحتاج لمزيد من المراقبة، للتأكد من تغير نمط هجرة الطيور.)