أخبار وتقارير
سلسلة استعادة السيطرة وتثبيت النصر.. استرداد التاريخ وتسخير الجغرافيا
تحرير الإذاعة تحول جوهري في معركة استعادة العاصمة وافقد المليشيا ثقتها في نفسها وتوالت هزائمها
بعد ما يقارب العام من الحرب في الخرطوم، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان من مليشيا الدعم السريع، في معركة وصفت بأنها تحول في مسار الحرب، وكان لذلك مابعده في الميدان والميزان العسكري حيث أصبح هذا التحرير مدخلا رئيسيا لتحرير أم درمان القديمة، ولاحقا مهد الميدان لمعركة الجسور.
ولما كانت الإذاعة السودانية توصف بأنها ذاكرة الأمة، الأمر الذي أكسب عملية التحرير بعدا تاريخيا بجانب أهمية الموقع الجغرافي.
ويرى علي خليفة عسكوري المحلل السياسي، في حديثه ل(الحقيقة) أن تحرير الإذاعة كان أهم نقطة تحول في معركة استعادة العاصمة وقد كسر ظهر المليشيا في ام درمان وافقدها الثقة بنفسها وكانت تعتقد انها لا تهزم..!
فتح استعادة الاذاعة الطريق لتحرير كامل امدرمان وانتقال العمل للتخطيط لدخول الخرطوم. كما شكل دفعة معنوية قوية جدا للقوات المسلحة وللمواطنيين واربك حسابات المليشيا ومن وقتها بدأت المليشيا تتقهقر وتتراجع فى امدرمان حتى طردت الى أطرافها.
ويضيف عسكوري: تمثل مباني الإذاعة رمزا وطنيا ومعنويا للجميع ولذلك كانت استعادتها في غاية الأهمية بالنظر للتحصينات التى قامت بها المليشيا لضمان استمرار سيطرتها عليها.
ويزيد “حقيقة كان تحرير الإذاعة تحولا جوهريا في سير معارك التحرير افقد المليشيا ثقتها في نفسها ومن ثم توالت هزائمها”.
ويقول اللواء شرطة متقاعد آدم محمد الأمين، ل(الحقيقة) إن تحرير الإذاعة والتلفزيون يمثل رمزية باعتبار التلفزيون والإذاعة هما الوعاء الثقافي للأمة السودانية وذاكرة المجتمع كلها موجودة في هذه المؤسسة الكبيرة واعتقد البرامج الآن المستقرة والمتنوعة التي استطاعت أن تعبر الحدود وتصل حتى كل مجتمعاتنا السودانية الموجودة داخل السودان أو خارج السودان وتربطهم بالأحداث التي تدورفي كل أنحاء السودان مع وجود جرعات توعوية في كل المجالات مجال الصحة وفي مجال الاقتصاد والزراعة بجانب الحركة الميدانية للقوات المسلحة والحوارات واللقائات التي تعكس شوق الشعب السوداني في أن يتحقق الانتصار الكامل ربط القاعدة الجماهيرية العريضة بقائدها وبقية القوات المسلحة والمخاطبة المباشرة من خلال هذه الأجهزة استطاعت أن تحقق نوعا من التوزان المجتمعي.
اعتقد ان هذا بعدا كبيرا جداً حيث استطاعت الإذاعة والتلفزيون أن تحقق رسالتها وتساهم بمعركة أخرى طبعا في ظل وجود حملة إعلامية مناوئة شرسة جدا.
استطاع التلفزيون أن يحقق هذا التوازن واستطاع أن ينقل الحقائق كما هي والعديد من المشاهد كانت تدور من خلال الميدان واستقرار الأحياء والمدن والمجهودات التي يبذلها السيد والي الخرطوم وعدد من ولاة الولايات الأخرى.. كل هذه المجهودات عن أهمية الإذاعة والتلفزيون وتحررهما من قبضة التمرد.
والمنفذ الإعلامي السوداني كان له القدح المعلى في خلق جسور من التواصل، والآن انتصارات الجسور المبنية على أرض الواقع والجسور الاقتصادية والصحية والاجتماعية كلها تفتحت وظهر الحراك المجتمعي الذي بدأ يطمئن على تعافي السودان في كل المجالات وأعتقد أن الجنود المجهولون الذين يعملون في الإذاعة والتلفزيون هم أيضا يعتبرون جنودا في ميدان المعركة لأن معركتهم أيضا مهمة جدا وقد تحقق نوعا من التماسك المجتمعي بين المجتمع وقواته المختلفة وبالتالي تحقق نوعا من الدافعية لكل هذه القوات لتطمئن أن الأسر على خير والمنتج إن شاء الله سيغطي كل السودان وهذا انتصار آخر بالنسبة للإذاعة والتلفزيون.