مقالات

كيكل يستشهد أو ينتحر

سيف الدين أبونورة:

الجزيرة هي وسط السودان وكما قال الشريف الهندي قلبه النابض، وبسبب موقعها الجغرافي وطبيعتها المروية التي ساعدت على قيام أكبر مشروع زراعي في السودان وأحد أكبر المشروعات على مستوى العالم، وبفضله كان استقرار أهلها وكل السودان، حيث أصبحة قبلة السودانيين والأجانب فكانت المنطقة الأعلى كثافة سكانية مقارنة بمناطق السودان الأخرى.
كارثة استباحة الجزيرة من قبل متمردي الدعم السريع يتحمل جزءا من مسؤوليتها أبناءها الذين تتعدد أدوارهم ما بين مسالمين ولا يهتمون بقضية الأمن والغفلة الكبيرة التي يعيشونها والتي لم يفيقوا منها حتى بعد ماشاهدوا ما حدث في الخرطوم، فبدلا من ترتيب الصفوف ورفع شعار الوقوف والمواجهة انتظروا في مناطقهم عزلا بدون سلاح حتى جاءتهم الطامة الكبرى واصبحوا في حالة نزوح جماعي متعدد من مكان إلى آخر بحثا عن نعمة الأمن التي لم يولوها يوما أي اهتمام واصبحوا يتباكون الكنابي وماادراك ما الكنابي، وهي أعذار ومبررات لاتسمن ولا تغني من جوع.
وهؤلاء وبحالهم هذا هم الأكثر نزاهة ووطنية من أصحاب المواقف الرخيصة المتعاونين والمنضمين للتمرد وهم كثر وأشهرهم كيكل وهو شخص لا يعرف ماذا يريد، ظهر اسمه من من خلال درع البطانة الذي من أهدافه حماية المنطقة بعد تهديد الحركات وتمدد الدعم السريع، فالدرع يعتبر الأقرب للقوات المسلحة وبينه والدعم مشاحنات واضحة في فترة ماقبل الحرب أي هما ضدان ولم نسمع بتقارب بينهما إلا بعد الحرب بفترة بعد مفاجأة انضمام كيكل وهو انضمام غير مسؤول وقام في ظروف استثنائية والقاسم المشترك المصلحة الذاتية الضيقة، يعني بعيدا عن الفكرة الحقيقية والأهداف الواضحة ولم ينتج منه إلا القتل والتشريد و(الشفشفة) والاغتصاب على أعين العالم.

وكيكل ساعتها يسرح ويمرح بفرح ويصرح بجدية غير عابئ بما جلبه لأهله من دمار وعار.

كانت الكارثة أكبر والحملات الانتقامية اشرس وأكثر ضررا وقساوة عندما تحول كيكل كلاعب الكرة معلنا انضمامه للقوات المسلحة التي أظنه لم يملكها الحقيقة بأنه كان دليلا للتمرد وليس قائدا مقاتلا، بمعنى لو أنه كانت له قوة أو تأثير، أين هو الآن وأين هذه القوة،، هل يدخرها ليوم أسود من هذه الأيام؟ .
بهذه الأسباب وبغيرها أصبح شرق الجزيرة يأخذ حيزا في القنوات الفضائية بعد حرب غزة مباشرة.  وعلى الواقع الذين نجوا من الموت نشاهد أغلبهم نزح إلى ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل -وحالهم يغني عن سؤالهم- بل إن بعضهم فضل الخرطوم التي تعتبر ولاية مشتهلة على شرق الجزيرة.

وهنا نقول الوسط هو امتداد الشمال شعبا وأرضا وهؤلاء هم أهل وليسوا ضيوفا وكان الترحيب بهم على أعلى المستويات الرسمية والشعبية، فكل الأسر التي وصلت نهر النيل والولايات الأخرى مرحب بها من الجميع خاصة المرضى وكبار السن.

ولكن يجب أن ننوه هنا الشباب والقادرين على حمل السلاح،  ونقول لهم أن يعتبروا هذه الأيام استراحة محارب وعليهم بالترتيب والتنسيق مع القوات المسلحة لدحر المرتزقة وتنظيف المنطقة ورد الاعتبار، وعلى كيكل أن يكون من ضمنهم عسى ان يستشهد بدلا من هذا الانتحار حتى يكفر عن سوء بعض ما مافعله بأهله ومجتمعه.
نسال الله أن يتقبل العميد شاع الدين وصحبه وكل شهداء الجزيرة والسودان، بمن فيهم شهداء تمبول ورفاعة وأخيرا الهلالية، وأن يجبر الضرر.

وعلى الجميع الاستفادة من هذه الدروس والعبر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق