مقالات
تعقيب على مقال الناظر هشام هباني والمعنون ب: مناصحة للأخوة المناضلين في “تقدُّم”
برير إسماعيل:
جوهر فكرة مقال الناظر هشام هباني هي أن يعزل المناضلون في (تقدُّم) د. حمدوك من منصبه كرئيس لهذا (التحالف الوطني) ليأتوا بشخصية من صفوفهم مناضلة ومشهود لها بمنازلة الكيزان وجنجويدهم عندما كانوا منظومة إجرامية واحدة لها عدوا مشتركاً واحداً هو الشعوب السودانية و قواها السياسية و المدنيَّة المناضلة.
بصراحة شديدة يا الناظر هشام أراك وبسبب عشمك في (تحالف تقدُّم ) قد مسكت العصاة من النص في تناولك لأمر هذا التحالف السياسي المليء بالعورات السياسية تلك العورات التي لم يستطع هذا المقال أن يسترها ليصبح حمدوك وحده لا شريك له كبشاً للفداء في هذا المقال.
الذين أتوا بحمدوك لرئاسة هذا التحالف السياسي الهلامي المسمى (بتقدُّم) يعانون من الفقر السياسي الحاد بسبب عدم وجود القواعد الجماهيرية السودانية المساندة لهم و لذلك لجأ المتحالفون في تقدُّم للبحث عن الشرعية السياسية في ملعب المجتمعين الإقليمي و الدولي وهو الملعب الذي يجيد فيه د. حمدوك التحرك و يجيد كذلك القيام بدور الكرزاى السوداني منذ أن ظهر على سطح المشهد السياسي السوداني بعد 11 أبريل 2019م.
المواطن السوداني البسيط يعرف الإجابة على السؤال الذي مفاده لماذا ظلَّ يدعم الجنجويد بقيادة عيال دقلو د. حمدوك ؟ وهل يمكن للجنجويد أن يدعموا شخصية ثورية منحازة لقضايا الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة التي طالبت بحل مليشيا الجنجويد و بعودة العسكر للثكنات وبالقصاص من المجرمين وبإعادة ترتيب أوراق كل مؤسسات الدولة السودانية بما في ذلك إعادة ترتيب أوراق المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشُّرطية الفاشية المتخصصة تاريخياً في محاربة الشعوب السودانية في الهوامش و الأطراف.
إذا كان تحالف (تقدُّم) وطني كما ذكرت يا الناظر هشام هباني لما إختار هذا التحالف د. حمدوك ليكون رئيسا له خاصة بعد تجربته السياسية الفاشلة في معظم الملفات ذات الصلة بالقضايا التي ثارت من أجلها الحركة الجماهيرية السودانية و ذلك إبان رئاسته للحكومات الصُّورية التي مكَّنت اللجنة الأمنية لنظام الجبهة الإسلامية وجنجويدها بقيادة عيال دقلو من السيطرة على مقاليد السلطة في السودان بعد 11 أبريل 2019م.
يكفي د. حمدوك إنبطاحةً سياسيةً إنه كان قد خذل الحركة الجماهيرية السودانية وتحالف قوى الحرية والتغيير وهو التحالف السياسي الذي أتى به رئيساً للوزراء عندما وقَّع مع الكيزان و جنجويدهم على الإتفاق السياسي المذل في الوقت الذي رفض فيه الشارع السوداني الإنقلاب مع إنه كان تحصيل حاصل لأن الإنقلاب الأصل على الثورة السودانية المجيدة كان قد جسدته الوثيقة الدستورية الكارثية.
تجاهلت يا الناظر هباني في مخاطبتك لتقدُّم قضية جوهرية متمثلة في أن تحالف تقدُّم أصلا بُنِي على وجود د. حمدوك رئيساً له للإستفادة من علاقاته و إرتباطاته مع المجتمعين الإقليمي والدولي و بمعنى آخر لو لا وجود د. حمدوك لما قام تحالف تقدُّم المرتكز بصورة أساسية على التلاقيط السياسية و على الخمخمة من هنا و هناك.
مجمل القول إذا غادر د. حمدوك تحالف (تقدُّم) سينهار هذا التحالف في رمشة عين و لهذا السبب تمسك المتحالفون في تقدُّم بدكتور حمدوك رئيساً لهم.
النصيحة السياسية التي كان يجب عليك يا الناظر هشام هباني أن توجهها (لتقدُّم) هي إنك تدعوها إلى فك تحالفها السياسي مع مليشيا الجنجويد المسماة بسبب التدليس السياسي بقوات الدعم السريع لتنحاز بعد ذلك للشارع السوداني و بإختصار شديد كان لِزاماً عليك يا الناظر هشام هباني أن تنصح ( تقدُّم) بسحب الشرعية السياسية من عيال دقلو بعد أن كانت قد سحبتها من السفاح البرهان و جماعته. و عندما تقوم (تقدُّم) بهذه الخطوة السياسية الهامة ضد د.حمدوك ستتمكن قوى الثورة السودانية السياسية و المدنيَّة العريضة بدورها من تأسيس أكبر تحالف سياسي و مدني حقيقي ضد الحرب الجنجاكيزانية من حيث المبدأ و ضد كل الكيزان و جنجويدهم وبناءاً على ذلك سيعلم الكيزان و جنجويدهم و حلفائهم أي منقلب ينقلبون ومما لا شك فيه سيتمكن هذا التحالف السياسي الكبير من إعادة الثورة السودانية سيرتها الأولى.
ختاماً نردد القول: كتلوك و لا حمدوك و مع تقصير د.حمدوك في معظم ملفات الثورة السودانية المجيدة فإن الأزمة الحقيقية في تحالف (تقدُّم ) سببها تحالف تقدُّم السياسي الذي أتى بحمدوك.
برير إسماعيل
10 سبتمبر 2024م