أخبار وتقارير

الفريق أول كباشي.. سند البرهان و”رمانة” الميزان..

اضطلع بجهود متعاظمة في المشهد السوداني سياساً وعسكرياً

يتمتع بمهنية عالية وانضباط عسكري يهزم مشروع مستهدفيه..

تعرض للتخوين خلال الثورة وازدادت شيطنته خلال فترة الحرب..

كان رافضاً لمظاهر الوجود العسكري للميليشيا في العاصمة..

الجنرال معاوية: دور كباشي محوري في المؤسسة العسكرية والحكومة المركزية..

تقرير/ إسماعيل جبريل تيسو:

يضطلع عضو مجلس السيادة، نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق ركن شمس الدين كباشي بأدوار متعاظمة في مختلف مفاصل البلاد، ويحظى كباشي بثقة كبيرة من رئيس مجلس السيادة القيادة العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جعلت منه رمانة ميزان المشهد السياسي والعسكري، وركيزته الأساسية، ورقمه الصعب الذي لا يمكن تجاوزه سواءً في الراهن الماثل من هذه الحرب، أو حتى في مرحلة سودان ما بعد الحرب، والذي يتطلع إلى السلام والاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار.

ليست جديدة:
ووفقاً لمراقبين فإن أهمية الفريق شمس الدين كباشي في المشهد السوداني سياسياً وعسكرياً جعلته في مرمى نيران الاستهداف المستمر من قبل عدة جهات نصبت له شباك القصد والتخوين منذ بواكير ثورة ديسمبر عندما كان الفريق كباشي يعتلي منصة الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، منافحاً ومدافعاً عن المؤسسة العسكرية، ومحاولاً بلسانه العربي المبين أن يحافظ على رُزنامة الثورة، في خضم فترة شهدت فوضى وانقسامات واستقطابات حادة، كادت أن تحيد بسفينة الفترة الانتقالية عن مسارها مبكراً، عندما انسدّ الأفق السياسي واشتدت رياح الخلاف بين المكونين المدني والعسكري، حتى أوشكت لو لا لطف الله أن تعصف بواقع الاستقرار الذي كان يفترض أن يسود الفترة الانتقالية، ومع اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع، ازدادت وتيرة الاستهداف في ظل ازدياد عدد المناوئين لكباشي من القحاتة والدعامة والمرجفين في المدينة، والحاسدين على وجود كباشي المؤثر في قيادة السفينة.

مهنية وانضباط ملتزم:
ومنذ قرار مجلس الأمن والدفاع التأريخي بمقاطعة الإمارات، والتداعيات اللاحقة للقرار ظل الفريق شمس الدين كباشي عُرضةً لنيران الاستهداف والتخوين والتشكيك في المواقف، محملين الرجل مسؤولية التنصل عن قرار مقاطعة حكومة أبوظبي والاستمرار في التعاون معها اقتصادياً وتجارياً بمواصلة تصدير الذهب إلى بورصة دبي، واستمرار فتح أبواب القنصلية أمام السودانيين الموجودين في الإمارات، وبغض النظر عن صحة هذه الإجراءات، أو عدم صحتها، فإن لسان الواقع يقول إن قرار مقاطعة الإمارات الذي هلل له الشعب السوداني، اُتخذ بصورة جماعية داخل أروقة مجلس الأمن والدفاع، وبالتالي فإن أي قرار آخر يُفترض أن يُتخذ بذات النهج الجماعي باعتبار أن الدكتاتورية والانفراد بالقرارات ليست سمة مجلس الأمن والدفاع ولا حتى المؤسسة العسكرية، والذين يعرفون الفريق كباشي عن قرب، أو الذين تعاملوا معه، لا تغيب عنهم للوهلة الأولى ملاحظة مهمة تتعلق بمهنية الرجل، وانضباطه الحاد، والتزامه الصارم بالتراتبية العسكرية، وهي جوانب يتشدد فيها كباشي وكانت سبباً مباشراً في الخلافات المستمرة التي كانت تدب بينه وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حيث كان كباشي مصرَّاً على إنهاء وجود المظاهر العسكرية لميليشيا الدعم السريع في العاصمة ومدن السودان الكبرى، وضرورة دمجها في القوات المسلحة، هذا فضلاً عن رفض الفريق شمس الدين للامتيازات العسكرية غير المسبوقة التي كان يتمتع بها قائد الدعم السريع وهو الذي لم يرتاد أو ينتسب إلى أي كلية عسكرية ( تمنطق) قفزته ( غير المبلوعة) بترقيته إلى رتبة فريق أول في الجيش الوطني.

أدوار كباشي المتعاظمة:
ويستعرض الخبير العسكري الجنرال معاوية علي عوض الله، الأدوار المتعاظمة التي اضطلع بها الفريق أول ركن شمس الدين كباشي خلال هذه الحرب في إحداث التوازن المطلوب في المشهد العسكري والأمني والسياسي، وانعكاس ذلك إيجاباً على القوات المسلحة وامتصاصها الصدمة الأولى منذ بواكير الحرب، منوهاً إلى ظهور الفريق كباشي برفقة الفريق البرهان في إدارة غرفة العمليات وما تلى ذلك من تطورات ميدانية انتهت بخروج ميليشيا الدعم السريع خائبة ومندحرة من العاصمة الخرطوم ومن المدن الكبرى التي كانت تسيطر عليها في ولايات الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، وغيرها حيث أصبحت الميليشيا تهيم على وجهها في فيافي كردفان ودارفور، في انتظار نهايتها المحتومة بالقضاء عليها وإبعادها نهائياً عن المشهد، وتناول الجنرال معاوية دانيال جهود الفريق شمس الدين كباشي في ترتيب وتنظيم دولاب الجهاز التنفيذي وإسناد الحكومة بمتابعته وإشرافه المباشر عليها في بورتسودان حتى نجحت في تخطي تداعيات الحرب وإفرازاتها القاسية التي كادت أن تعصف بمنظومة الاقتصاد الوطني وتدمِّر بنيته التحتية في ظل انخفاض الإنتاج، وانفلات العملات الأجنبية من أمام تراجع العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية وغيرها من المزالق التي نجح الفريق شمس الدين كباشي بتنسيقه العالي مع هيئة القيادة العليا في تجاوزها والحفاظ على استقرار الدولة بل وتحقيق نجاحات كبيرة في عدة مجالات حكومية ما كان لها أن تتحقق لو لا وجود هذا الرجل الذي يمثل لاعباً محورياً ترتكز عليه المؤسسة العسكرية، والحكومة المركزية.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، تبقى الحقيقة الواضحة وضوح الشمس بأهمية الفريق شمس الدين كباشي في المشهد السوداني، كرجل دولة رفيع، وقائد عسكري لا يُشقُّ له غبار، ومكابر من يحاول أن يُزايد على وطنية الرجل، أو يقلل من مواقفه وأدواره المتعاظمة، فإن نجح كباشي ولا نشك في ذلك فهذا واجبه، وإن أخفق هنا وهناك فينبغي أن يُقابل ذلك الإخفاق بنقدٍ بنَّاء يُريد إصلاحاً وليس هدماً واستهدافاً شخصياً وشيطنةً للرجل الذي يصمت ويترفّع عن الردِّ على مستهدفيه لتأدبه وقناعته أن الحجارة لا ترمي إلا الشجرة المثمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى