مقالات
دمعة على قبر جاهوري
متوكل طه محمد أحمد:
أما المصور فهو فنان يرى ماكان من صور الحياة عميقا
تاتيك ربشته بشعر صامت ولقد يفوق الشاعر المنطيقا
كم هو قاس هذا الزمن…في غمضة عين وفي لمح البصر …يروح أخ من ذاكرتنا جاهورى صديقنا وحبيب بيتنا عرفته ايام انتخابات الدائرة الخامسة مروى بكاميرا صورت الفريق مهندس صلاح قوڜ بجلابية وفرجية أو عباءة وعصا يتوكأ عليها صور فى سفح جبل البركل وفى شريان الشمال ووسط نخيل نورى صور اخرجت سعادة الفريق (قوش) بنيولوك جديد من بين نظارته السوداء أطل خازن اسرار الامن بجلباب ناصع وكانت هذه اللقطات التى يحتفظ بها عمنا (قوقل) بتوقيع راحلنا جاهورى كنا ثلاثة انا وهو والمخرج عبدالناصر جبر الله يومها قالها المستشار القانونى عمر حميده لقد نجح جاهوري وتذكرت هذه الصور وانا مسافر وهى تحمل شعار (متحدين بالضفتين)
(والزول داصلاح المننا فينا)
اليوم يرحل ابن القرير الخضراء…فلا تبقي الا الذكري(وهذه النخلات الثلاث تتركهابيننا)…وهذه الذكري العطرة يفوح اريجها…كم قاس هذا الزمن…!!!رحل ماانتظر… ثمار نخلاته حتي تكبر لتناطح الزمن…أو تستطيع أن تعبر ننتظره ، وبالرغم من ذلك يصدمنا عندما نشم رائحته حولنا.
عند الموت نرى حقيقة الدنيا يقول الحق سبحانه وتعالى :
( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
دنيا تجدد كل يوم غدرها
والناس منها في عظيم صراعِ
يتنازعون على رخيص متاعها
وغدا يفض الموت كل نزاعِ..
فلا المال ينفع ولا الجاه ينفع ولا الظلم ينفع مصداقا لقوله تعالى :
(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )
إنا لله وإنا إليه راجعون
الله ارحم موتانا وموتى المسلمين واغفر لنا وتجاوز عنا وأحسن خاتمتنا ولا تاخذنا من الدنيا إلا وأنت راض عنا.
اللهم أجعل البركة في أولاده.