حقوق الإنسان
الاحتفال باليوم العالمي للطفل.. وأد الطفولة في السودان
رسالة عاجلة من الأطفال للأمين العام للأمم المتحدة لإيقاف الحرب
كمبالا / تقرير- حنان الطيب:
يحتفل العالم من كل عام في ٢٠ نوفمبر باليوم العالمي للطفل، جاءت احتفالية هذا العام وأطفال السودان الذين يشكلون نصف سكان البلد، أوضاعا مأساوية بسبب الحرب، ويتعرضون للقتل والعنف وعدم الأمن والأمان، وافتقادهم لأبسط مقومات الحياة من المياه الصالحة للشرب التعليم الصحة والماؤى و بمناطق اللجؤ والنزوح وبمراكز الإيواء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، و آخرون هائمون لايعرفون مكان أسرهم بسبب المعارك والنزوح.
وقفة تضامنية..
بداية قال عدد من الأطفال من مناطق النزوح (عبر الهاتف) يحتفل العالم وأطفال السودان يعانون من ويلات الحرب والنزوح واللجؤ، ويموتون من سوء التغذية، لعدم توفر الغذاء والعلاج، وتوقف العملية التعليمية لمدة عامين، وهناك من فقد اسرتة أو جزء من أطرافة ويتعرضون للقتل والاغتصاب، والبعض يشكو من الاضطرابات النفسية والتبول اللا إرادي.
وقالوا من المفترض أن تكون الاحتفالية وقفة تضامنية مع الأطفال في مناطق الحروب والنزوح واللجؤ الباحثين عن الأمن والأمان، ناشدوا الأمين العام للأمم المتحدة بايقاف الحرب في السودان لكي يتمتع الاطفال بكافة حقوقهم.
حقائق وارقام صادمة ..
فيما رسمت التقارير صورا قاتمة عن وضع الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الحرب. وكانت قد ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة ان ما لايقل عن ٤٩٨ طفلا في السودان وربما مئات آخرين ماتوا جوعا منذ بدءالحرب، والتوقف عن علاج 31.000 طفل يعانون من سوء التغذية، وأفاد مجلس الطفولة ولاية الخرطوم ان هناك 14 مليون طفل بالسودان بحاجة للمساعدات المنقذة للحياة. و٧٠٠ ألف طفل يموتون من سوء التغذية وتعرصهم للموت لانعدام الغذاء.
أسوأ الأزمات التعليمية عالميا..
وكشفت التقارير عن تجنيد نحو 8 ألاف طفل للمشاركة في الحرب، واكثر من ١٣ مليون يفرون من الحرب بحثا عن الأمن والأمان، بالإضافة لخمسة مليون شخص لاجئ بدول الجوار بينهم أكثر من 2 مليون طفل نزحوا حديثا، مع وجود أكثر من7 مليون نازح داخليا، السودان يعاني من أكبر أزمة وصفتها اليونسيف بالإضافة إلى 19 مليون طفل غير قادرين على العودة للمدارس أيضآ وصفتها اليونيسيف بأسوء الأزمات التعليمية في العالم. و 14 مليون طفل بحاجة ماسة إلي المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، كما يعيش العديد منهم في حالة من الخوف الدائم من التعرض للقتل أو الإصابة أو التجنيد أو العنف الجنسي والاغتصاب.
أكثر من ٧ ملايين طفل..
بجانب افتقاد أكثر من 7 مليون طفل لمياه الشرب الآمنة ،وما يقرب من نصف هؤلاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يواجهون خطر الإصابة بالأمراض كالإسهال والكوليرا فضلا عن معاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد ومعرضون لخطر الموت دون علاج.
غير قابلة للتفاوض
فيما وصفت المدير التنفيذي لمنظمة إعلاميون من أجل الأطفال الأستاذة أنعام محمد الطيب اليوم بالمهم لاقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل عام 1959، والتوقيع على وثيقة حقوق الطفل عام 1989، اكدت اهميتها بتعزيز الترابط الدولي ورفع الوعي بين الأطفال بحقوقهم والمطالبة بها وسماع أصواتهم وتحسين رفاهتهم، وتوفير البيئة الآمنة والصحية والتعليم لنموهم وتطويرهم، وحمايتهم من التميز والاستغلال. نوهت ان حقوق الأطفال غير قابلة للتفاوض ويجب توفيرها. قائلة رغم ذلك يتم الاعتداء عليها وانتهاكها.
وصفت انعام الشعارات التي ترفع سنويا بهذه المناسبة بالمهمة باعطاءالطفل أجنحة للطيران وتوفير البيئة الآمنة وتحقيق أحلامه.اعربت عن حزنها الشديد لما لحق باطفال السودان من أذى جسيم من عنف وقتل وتشريد وغيرها، بعد ان القت الحرب بظلالها على شريحة الأطفال من حيث التعليم الصحة واستقرارهم وامنهم.
انتهاك لحقوقهم…
وأشارت لأرقام ومؤشرات المنظمات العالمية والمجتمع المدني لما لحق بهذه الشريحة من أضرار بالغة وتعرض ثلاثة أرباع الأطفال للاذى الجسيم، ووفاة اعداد كبيرة، وفقدان البعض لاسرهم بجانب الإصابة بأمراض سوءالتغذية والاسهالات والكوليرا. وتوقف الدراسة بعدد كبير من المدارس لعامين الأطفال خارح أسوار المدارس وصفته بالانتهاك لحقوقهم والتقصير.
تحدثت انعام عن اهتمام منظمة إعلاميون من أجل الأطفال بهذه الشريحة ، من خلال إنزال الاتفاقيات والقوانين الخاصة بهم على أرض الواقع كاتفاقية حقوق الطفل وقانون الطفل السوداني والافريقي وغيرها من الاتفاقيات التي تنص على تمتع الأطفال بكافة حقوقهم من حيث البيئه الآمنة و التعليم جيد النوعية الغذاء العلاج والماوئ وتوفير كل مقومات الحياة من خلال العديد من الأنشطة والبرامج .
هناك معاناة…
اعربت عن أملها بايقاف الحرب وتحسين وضع الأطفال أكثر استقرار ورفاهية ، وسماع العالم لصوت معاناتهم، قالت رغم المجهودات المبذولة من مجلس الطفولة والمنظمات الخاصة بحقوق الطفل في السودان الا ان هناك معاناة حقيفية، وصفت احتفالية هذا العام بالحزينة لأطفال السودان. اكدت الدور الذي تقوم به المنظمة رغم الظروف بتنفيذ عدد من المشروعات مشروع مع الإتحاد الأوروبي ومنظمة إنقاذ الطفولة العالمية حول جودة التعليم بعدد من الولايات البحر الأحمر النيل الأزرق ونهر النيل بهدف توفير بيئة تعليمية آمنة بارجاع الأطفال لاسوار المدارس للحد من عمالة الأطفال وزواج الأطفال. حيت أطفال العالم بصورة عامة وأفريقيا على وجه الخصوص وأطفال السودان أكثر خصوصية.
الدعم النفسي والاجتماعي..
من جانبها تحدثت الأستاذة اقبال عباس رئيس جمعية أصدقاء الأسرة والطفل بتوتي عن شعار الاحتفالية الذي يدعو لحماية الأطفال، اشارت لقيامهم بعقد عدد من الورش للمعلمين بالقاهرة في إطار الإحتفال بهذا اليوم حول حقوق الاطفال وقضاياهم المختلفة، بالاضافة لعدد من الورش للمجلس العربي للطفولة . ناشدت ماما إقبال المهتمين بقضايا أطفال السودان بتكثيف الجهود من أجل حمايتهم ورعايتهم في هده الظروف والأوضاع الماساوية التي يعيشونها بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي ومناصرة قضاياهم حتي يعم السلام وينعم كل أطفال السودان بالأمن والسلام.
مستقبل السودان
ودعت لتكريم الأطفال الذين فقدوا الكثير بسبب النزاع في هذا اليوم العالمي، وأن نتعاهد بتحقيق
الأمان الأسري وفرص النمو في سلام لكل طفل. وان تكون هناك مساءلة حقيقية عن انتهاكات حقوق الأطفال. قالت ان مناصرة حقوقهم ضمان لتنفيذ الإلتزامات نحوها ، وأوضحت ان الاحتفالية تهدف لتنمية الطفولة على الصعيد الوطني للإستراتيجية المُثلى والفعالة لمحاربة الفقر والجهل والتصدّي للظواهر السلبية و الفوارق الاجتماعية ولمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تلك الظواهر ، من خلال التوعية و التعليم جيد النوعية والبيئة التعليمية الملائمة والعملية التعليمية الفعالة وتقديم الرعاية والإهتمام بهذه الشريحة الكبيرة التي تُمثل مُستقبل البلد .
في أولى الأولويات
فيما رسم عدد من الناشطين والمهتمين بقضايا الطفولة صور قاتمة عن واقع ومصير الأطفال ما بعد الحرب خاصة وان الإحصائيات والتقارير قرعت ناقوس الخطر، بتجنيد نحو 8 ألاف طفل للمشاركة في الحرب الدائرة بين الطرفين ،إضافة لمعاناة الكثيرين من الاضطرابات النفسية.
وناشدوا بتوفير الدعم النفسي للأطفال داخل الأسر وبمعسكرات الإيواء ،.ووضع قضاياهم في أولي أولويات الدولة بتوفير البيئة الآمنة والتعليم والصحة والمياة وغيرها من الحقوق التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية.