مقالات

الزكاة ترسم لوحة العودة إلى الديار .. “سلطنة سنار”

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى، ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماء، ودعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها… لاتثق مره أخرى في نفس الشخص الذي أستباح جرحك فالطباع لاتتغير … مؤلمة الحياة عندما تصدمك بمن ظننت بهم خيراً … تتغير نظرتهم بإستمرار وتتقلب عواطفهم في لحظه قد يتخلون عنك لأتفه سبب و قد تستبدل بآخرين ، الناس مراحل وليس بيوت..
قد تطول مرحله عن الأخرى لكنك في نهاية المطاف ستعود الى منزلك … ولن تعود عقارب الساعة الي الوراء فالنصر قادم بإذن الله وسيبدأ تاريخ سنار من جديد .. سنار السلطنة … سنار الككر … من هنا بدأ التاريخ ، من دموع تقاطرات ، وزغاريد تناثرت وعمت الارجاء، زغاريد اختلطت بدموع الفرح ووسط هذا وذاك كانت الجموع تتراقص طربا مع المنشد … سنار انا والتاريخ بدأ من هنا … فرحة رسمها ديوان الزكاة ولاية سنار ، وولاية كسلا و الامانة للعامة لديوان الزكاة. فرحة شهدها جمع غفير من أهالي كسلا تقدمهم والي الولاية و اعضاء حكومته و الامين العام لديوان الزكاة و امناء الزكاة بولاية سنار و كسلا والخرطوم ، وامين زكاة الشركات الاتحادية وعدد كبير من الادارات العامة والتخطيطية بالزكاة ، الزكاة المؤسسة التي برزت كمنارة أمل في ظل تلاطم امواج احاطت بالشعب السوداني ، وتسارع أحداث جعلته في دوامة نزوح وحرب لم يشهدها التاريخ الانساني و تكشفت الصورة الأكثر إيلامًا للواقع الذي يعيشه المواطنون ، مدن محطمة، أرواح مهددة، أسر مشرَّدة تبحث عن الأمل في كل زاوية ورغم هذه التحديات لم تقتصر الزكاة في هذا السياق على مجرد أنها فرض ديني، بل اصبحت تجسيدًا عمليًا لمعنى الإنسانية والعطاء المستمر في أحلك الظروف وظل العاملون بديوان الزكاة في كل ولايات السودان يقدمون يد العون للمحتاجين، متجاوزين التحديات التي فرضتها ظروف الحرب القاسية التي يمر بها السودان،
وأصبحت الزكاة حاضرة في الساحة، تلعب دورًا أساسيًا في تقديم المساعدات الطارئة للمشردين داخل البلاد، وللاجئين الذين اضطروا للخروج إلى دول الجوار، كانت الزكاة تتنقل بين الأراضي والخراب، تنظم قوافل الإغاثة في داخل السودان وخارجه، مساهمة في إيواء النازحين في مراكز الإيواء تحت أشعة الشمس الحارقة والظروف الصعبة، وبعد أن استقرت الأوضاع و استوت علي جودى انتصارات الجيش السوداني ، وفتحت نافذة أمل العودة إلى الديار كانت الزكاة سباقة في تفويج المواطنين وعودتهم الي ديارهم ، فعملت الزكاة ولاية القضارف علي برنامج عودة الفارين من جحيم الحرب من ولاية سنار إلي ديارهم تلتها ولاية البحر الأحمر ونهر النيل و الشمالية وولاية النيل الأزرق وهاهي الزكاة ولاية كسلا ترسم لوحة فرحة العودة إلي الديار ، بصورة باذخة شامخة شموخ توتيل حيث تعانقت الأرواح مع بعضها وتلاقت في ميدان فسيح وهي تجتر الذكريات ، ذكريات الرجوع وترقص طرباً مع اناشيد المغني الذي يغني تارة للوطن وتارة أخري لسنار و للسلطنة الزرقاء ومجدها التليد و كرم أهل السودان (حتي الطير يجيها جعان ) ، انسابت الكلمات كما تنساب المياه من نهر القاش ومن خزان مكوار الي إرض الجزيرة الخضراء ، أنسابت مياه مكوار وتقاصر المشوار ، تحدثت احداهن وهي تتقاطر دموعها فرحة بالعودة و تقول أنها عشقت كسلا وأهل كسلا لطيبتهم وكرمهم الفياض لكن العودة الي الديار و العشق الابدي لسنار جعلها تكون ضمن العائدين ، لا نستطيع التعبير عن فرحة العودة الي سنار نشكر ديوان الزكاة وكل من وقف معهم من اجل أن نعود الي وطننا الصغير ديارنا ، أنها فرحة ما بعدها فرحة ونسأل الله أن يعود كل النازحين الي ديارهم ، هكذا جاءت كلمات العائدين الي ديارهم و هم يلهجون بالشكر لله و للديوان ويدعون لعودة بقية الأسر، لم ينسوا فضل ديوان الزكاة عليهم و هاهو أحد قادة الديوان يبشر بعودة كل النازحين حامد احمد حامد أمين الزكاة كسلا حيث قال ندشن اليوم الوثبة الثانية لبرنامج العودة الي الديار إلي ولاية سنار باكثر من (٢٠) بص وهذا الجهد شارك فيه العاملين بديوان الزكاة ولاية سنار وكسلا و الامانة العامة لديوان الزكاة وأكد حامد بأن الديوان سند وعضد لحكومة الولاية و مواطنيها و الوافدين إليها وسيعملون معا إلي سد الثغرات وتقديم العون لكل محتاج
وجاءت كلمات ابراهيم يوسف أمين الزكاة ولاية سنار شاكراً ولاية كسلا حكومة وشعباً في استضافتهم لاهلهم و إخوانهم الوافدين من ولاية سنار موضحاً أن ديوان الزكاة ولاية سنار فوج عدد ( ٣٠ ) بص من ولاية القضارف و اليوم يفوجون أكثر من عشرين بصاً بالتعاون مع الزكاة كسلا و الامانة العامة للزكاة وثمن ابراهيم وقفة والي ولاية سنار معهم و دور اللجان التي شكلها الوالي و عملت علي تسهيل أمر تفويج العائدين مبينا أن برنامج العودة الي الديار و إلى ولاية سنار يستهدف (٣٥٠٠) أسرة بتكلفة بلغت اكثر من مائة مليون جنيه كاشفاً عن توفير الديوان لعدد (٥٠٠٠) سلة غذائية ستوزع للعائدين في ديارهم بعد اكتمال عملية العودة .
الأمين العام لديوان الزكاة بالإنابة محمد بابكر ..شكر ولاية كسلا حكومة وشعباً و إدارات أهلية في استضافتهم للوافدين و ترتيب أمر إقامتهم و متطلبات الحياة لهم ، موضحاً أن هذه الفترة لم تشهد مظاهر سلبية في الولاية رغم كثرة الوافدين إليها وهذه محمده وتدل علي اصالة الوافدين و اصالة أهالي كسلا و يقظة حكومة الولاية ودورها الكبير في الحفاظ علي تماسك هذا النسيج الاجتماعي واوضح محمد بابكر أن برنامج العودة الي الديار انتظم كل الولايات التي بها وافدين مؤكداً علي استمرار هذا البرنامج حتي عودة آخر وافد إلي دياره و أن الديوان سيواصل في مسيرة العطاء حتي تنعم البلاد بالامن و الاستقرار وحيا جهد رجال القوات المسلحة و كل معاونيها من القوات النظامية الاخرى و المستنفرين
والي ولاية كسلا المكلف اللواء ركن معاش الصادق محمد الازرق قال اليوم نحتفل بتدشين الوثبة الثانية لعودة الوافدين إلي ديارهم و التي نظمها ديوان الزكاة سنار و كسلا والأمانة العامة للديوان و طمئن الوالي الذين لم يجدوا حظا في العودة الي ديارهم في هذه الوثبة بأنهم سيجدون حظهم في الوثبات القادمة كاشفاُ عن تسيير (٣٠) بصاً في الوثبة الثالثة و أن حكومة الولاية ماضية في تقديم العون و المساعدة للوافدين كما بدأتها من اول مرة و لن تقف حتي يعود كل الوافدين الي ديارهم مبشراً بعودة مدينة ودمدني قريبا بعون القوات المسلحة التي تمضي بثبات نحو عودة ولاية الجزيرة وحيا الوالي القوات المسلحة ومعاونيها من القوات المشتركة وتقديمهم هدية تحرير ولاية سنار للشعب السوداني كما حيا الوالي القائمين على أمر العودة إلي الديار من الزكاة بولايتي كسلا وسنار و الأمانة العامة و اللجان المنظمة مشيرا الي الدور الكبير الذي ظل يلعبه ديوان الزكاة ولاية كسلا في تقديم العون و المساعدة لكل محتاج مبينا ان ولاية كسلا استقبلت عددا كبيراً من الوافدين منوها الي وقفة مواطني كسلا مع الوافدين واضاف ان هذه هي الاوقات التي نحتاج إلى أن نقف فيها جنباً إلي جنب صفا واحدا ونعمل على اغاثة الملهوف وتقديم العون اللازم لهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق