مقالات
ياسر المساعد مرَّ من هنا
بقلم/ الطيب سعد الدين:
شاب نحيل، قلق للغاية لكنه حاضر البديهة كحال أهل البطانة التي نشأ وترعرع فيها، كنت ألمحه من بعيد وألتقيه في الأنشطة الإعلامية خاصة المتعلقة بالقصر الجمهوري ثم حط رحاله مراسلا للتلفزيون القومي من ولاية الخرطوم، كنا معا نشكل (كاست) لإعداد التقارير المصورة والحق كانت له بصمته الخاصة ونكهة صوته المميزة، يشدك للمتابعة ويبلغ مداه في الختام: (ياسر المساعد،، الخرطوم) فرقت بيننا الحرب فأختار المساعد الرجوع إلى مسقط رأسه (المفازة) ومع ذلك ظل متواصلا معنا نحن هنا في امدرمان،، كان يتحرق شوقا أن يكون جزءا من التفاصيل والتداعيات اليومية لسير المعارك والتطورات المتعلقة بالشؤون الإنسانية وحياة المواطنين في ظل الحرب.
كان يتوق أن يكتب تقاريره من وحي شموخ النساء وكبرياء الرجال الذين صمدوا ولم يغادروا،، لكن تصاريف القدر وترتيبات أوضاع أسرته الصغيرة حالت دون ذلك.
انتقل ياسر الآن ليكون مراسلا للتلفزيون القومي من ولاية القضارف، ولكن الكلمات التي كتبها في حق الخرطوم وواليها وفي حقنا تؤكد أصالة معدن ياسر وصدق إحساسه، ودفعتني أن أقول لوالي الخرطوم ياسر المساعد طلع ولد (جدع) لم يمارس لغة المغادرين (انا فعلت وكذا) وإنما كان حزينا لأنه لم يبلغ منتهاه في محطة الخرطوم.
شكرا ياسرالمساعد،، على هذه المشاعر النبيلة ولا نقول وداعاً لكن نقول ستجمعنا الأيام لأننا لا ندري أين سنكون غدا.