مقالات

مستشفى الدامر وسوق عكاظ

موازنات

الطيب المكابرابي:

هي المرة الثالثة تقريبا نتناول امر مستشفى الدامر من خلال هذه الزاوية منذ بدأنا كتابتها أواخر الثمانينات وماذلك إلا لأهمية هذا المرفق وضرورة أن يكون على الحال المرجو في المستشفيات المماثلة باعتباره الأكبر في عاصمة ولاية نهر النيل.
من المدخل الرئيس تبدأ مناظر الفوضى التي تعم المكان.
سيارات وتكاتك تقف دون انتظام وتمثل عوائق أمام حركة المسعفين نساء ورجال يفترشون الأرض باعة ومقاعد وكراسي تتناثر على طول الواجهة في شكل سوق مصغر جيئ به الى هذا المكان.
الباعة حتى داخل السور يحملون كل شئ ويطوفون على العنابر وبالفناء الوسيع ودواب الحمل هي الأخرى تفتح لها الأبواب حاملة احتياجات المطاعم والكفتيريات المتعددة داخل السور.
الناس أصناف والوان وألسنة كحال سوق عكاظ متكدسون داخل العنابر التي أضيفت اسرة وضعت في المنتصف بعد ان ضاقت أسرتها المعهودة بعدد المنومين كل فناء المستشفى لاتكاد تجد فيه مترا خاليا من الناس وداخله لن تجد شبرا مايضطرك للمشي على أحد جنبيك ومع ذلك يحدث الاحتكاك.
بعض مناطق الفناء أصبحت غابات كثيفة الحشائش والأشجار ولأول مرة ادخل مستشفى واكتشف أن المرضى يدخلون حمامات الحوادث بمقابل مادي يبلغ هنا ثلاثمائة جنيه وهو أمر عام ومعمم حتى لمن يريد أن يفحص ويأخذ بعض العينات.

الأطباء والممرضون تلحظ فيهم الهمة وممارسة دورهم وفقا للمطلوب وبتهذيب كبير مع وفرة في الكوادر حسبما رأيت.
لم يعد مستشفى الدامر هو المستشفى المصمم لخدمة مدينة الدامر وماحولها من قرى ومناطق بل بات اليوم يتحمل
عبئا ثقيلا ويقع عليه ضغطا فائقا فوق مايتصوره الإنسان.

كثرة النزوح وعجز الناس عن التوجه إلى المستشفيات الخاصة والتي أصبح بعضها فنادق وبدرجات متفاوتة هو الذي ألجأ الكثيرين الآن إلى هذا المستشفى الذي يتحمل فوق طاقته في كل شئ.

زار هذه الولاية وعاصمتها تحديدا وفود مختلفة بعضها متخصص في الشأن الصحي كمازارها السيد وزير الصحة الاتحادي مرارا وبرغم ذلك لم تقع أعيننا على أي مبنى إضافي سوى كفتيريا أو مجمع تجاري..
مستشفى الدامر وبحاله الذي هو عليه الآن لم يقدم ماهو مطلوب منه من خدمات بل قد يتسبب في نقل مزيد من الأمراض بسبب هذا الاكتظاظ ولهذا ننتظر من اخوتنا في هيئة تطوير الدامر ومحلية الدامر وحكومة الولاية تحركات تشمل حتى التواصل مع المنظمات الدولية المتخصصة لتغيير هذا الواقع وتوفير مستشفى يخدم القدامى والقادمين ويشبه مستشفيات عواصم الولايات.
وكان الله في عون الجميع.

الإثنين 16 ديسمبر 2024

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق