مقالات
الجزيرة أبا ونداء الاستغاثة للمنظمات المحلية والدولية
بقلم : محمود مهدي صافي الدين علي:
الفيضان الفتاك يغمر الجزيرة أبا بكل قوة ، يدمر البيوت ، ويخطف الامان في كل دقيقة ، تتزايد أحجام الدمار وتتكسر الأحلام ، السكان يبحثون عن ملجأ من المياه الهادرة والغاضبة ، الوضع يائس الدموع تزرف من عيون الاطفال والكبار ، البيوت التي بنيت من الضحك والفرح تتحول إلى أنقاض ، والامل يختفي فالمنازل ساقطة من المياه ، ومازال إنسان الجزيرة أبا يعاني من إستمرار الفيضان وتدفق مياه النيل بغزارة في مشهد يحدث لأول مرة في التاريخ القريب.
وتوسعت رقعت المساحات المتضررة لتصل إلى 80 % من مساحتها الكلية (الرحمانية المدينة السكنية الرئيسية) وتضررت المزارع بصورة شبه كاملة بالجزيرة التي كانت ابية حرة مزدهرة تحولت إلى بحر من الدمار .
أرض المهدي هي من اعرق مدن السودان لطالما كانت دائمآ تحتضن كل من لجأ إليها ، والان هو الدور لانقاذها ، وهي تستنجد وتصرخ أنقذوني أنقذوني وإلا ساحتضر بسبب الفيضان ، منسوب المياه مع بدأ ينحسر اليوم ٢٥ديسمبر لكن الراهن والتداعيات جراء الفيضان المدمر جعل السكان يهرعون خارج ابا يتوسدون الثري ويلتحفون السماء في صقيع حجر عسلاية شرق الجزيرة أبا إما الموت أو النجاة ، ولا صوت يعلو فوق صوت صراخ الأطفال وانهيار المباني ونداءات الإغاثة.
لكن يأتي السؤال من سيستجيب لنداء جزيرة صنفت من المعارضة غير أبنائها ، لم يفت الأوان بعد تبقى القليل إما انقاذها أو الفناء إلى الابد .
سيذكر التاريخ ، ان التنفيذيين تخلوا عن الجزيرة أبا بما تحمل من ابعاد فلسفية ونهضوية للشعب السوداني ، تخلو عنها وتركوها لتغرق.
السكان في حوجة للمساعدات بشكل كبير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمشاكل الصحية التي ظهرت مؤخرآ بإزدياد حالات الاصابة بالكوليرا ، وعليه نناشد الجهات الحكومية والنظمات الانسانية بضرورة تقديم الخدمات والمساعدات الانسانية للمتضررين ، وإصلاح ما يمكن إصلاحه إلى أن تنجلى هذه الكارثة .