مقالات

طلاب دارفور بين أصوات المدافع والحرمان من الجلوس للإمتحانات

بشأن حرمان طلاب إقليم دارفور من المشاركة في الامتحانات الآتي :-

طلاب دارفور بين أصوات المدافع والحرمان من الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية ديسمبر 2024م

في غمرة أوار الحرب اللعينة الدائرة الان ، ورغم حالات البؤس والإفقار والتشريد والنزوح والقتل الممنهج، وسط كل هذه الأجواء لم يفقد تلاميذنا وتلميذاتنا الأمل وبارقة الضوء وهم يلمحون إلى مستقبل يلوح لهم في الأفق ،
إستعدوا للجلوس وأداء الإمتحانات في ظروف غير إنسانية وهم يفتقرون حتى لشرب المياه دعكم عن الجلوس في كراسي او إستخدام الكهرباء وغيرها من مقومات الوجود الإنساني.
في ظل هذه الظروف كان ان تشبثوا ببقايا عزيمة وإصرار وجلسوا لأداء الامتحانات، لان حملة مشاعل العلم والوعي هم من سيكونون دعاة المحبة والتسامح، لأن العلم يضيء العقول والإبصار قبل كل شيء.
نحن في وزارة التعليم والبحث العلمي بحكومة إقليم دارفور وبقلوب يعتصرها الألم بعد سماعنا برفض السلطات في الشقيقة تشاد من السماح لتلاميذنا في الجلوس وأداء الامتحانات، رغم عن كم الوساطات والجهود الدبلوماسية التي بذلت ومن عدة اطراف وجهات إلا ان كل ذلك لم يشفع لهؤلاء الأبرياء ، بعد ان تم خلط الأوراق وهو خلط متعمد، لأن هؤلاء تلاميذ مدارس وليسوا طلاب كليات عسكرية.
كنا ولا زلنا نتعشم ان نجد الأذن الصاغية والعقل المنفتح والذي يمكن ان يقيم مثل هذا الوضع وينصف هؤلاء التلاميذ ليس بالجلوس ومشاركة آخرين فصول الدراسة، انما فقط بالجلوس لأداء الإمتحانات وهذه حقوق تكفلها بعض الدول حتى للمدانين في جرائم ويقضون فيها عقوبات.
رسالتنا ان يتوقف العالم كله منظمات حقوقية وإنسانية وعدلية ويدينون هذه الجريمة الشنعاء وان يبذلوا كل الجهود الممكنة ليتمكن هؤلاء التلاميذ من اداء الإمتحانات لأن رسالة العلم والتعليم رسالة مقدسة في كل الشرائع والأديان، على ان تتاح لهم فرصة الجلوس لأداء الإمتحانات في شهر مارس القادم بإذن الله، وهذا ليس من الطلبات المستحيلة بل ومن أوجب الواجبات فحقوق النازحين واللاجئين والحفاظ على حياتهم من أوجب الواجبات، لكن العالم اصبح يكيل بمكيالين، لكن ظُلم ذوي القربى لأشد وأقسي وهو حزن مُمِض يظل غصة في الحلق لا يمكن إبتلاعها ولا لفظها، لكن عزيمة تلميذاتنا وتلاميذنا سوف تمتص هذه الصدمات وتحولهم الى ابطال حقيقيين يعرفون قيمة الوطن والعلم.

واخيرا نوصي طلابنا بالصبر فهذه سنة الحياة اقدارا وإبتلاءات ،،، وان الحرب أخرجت معادنكم الأصيلة وعلينا الوقوف بجانبكم لمواصلة المسير،،، فالأحلام لا تنطفئ والأمل لا يمحى،،،،،،

مع خالص تمنياتنا بالتوفيق لطلابنا الذين حالفهم الحظ في الجلوس لأداء الامتحانات في الولايات الآمنة

د/ توحيدة عبدالرحمن وزير التعليم والبحث العلمي والتدريب المهني في حكومة إقليم دارفور
٢٧ ديسمبر ٢٤

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق