مقالات

نهاية التبديل.. بداية المشاكل

موازنات

الطيب المكابرابي:

وفقا لما تم الإعلان عنه عبر لجنة تبديل العملة فإن اليوم الإثنين الثلاثين من ديسمبر ٢٠٢٤م هو آخر ايام التمديد الأول وزيادة فترة التبديل التي كان مقررا أن تنتهي في الثالث والعشرين من هذا الشهر.
مشاكل ومشكلات شتى ظهرت آنذاك هي التي عجلت بقرار تمديد فترة التبديل أهمها أن المصارف لم تكن في كامل استعدادها لاستقبال كثافة الطلب على التوريد وعلى فتح الحسايات حيث ظلت تعمل في أجحارها القديمة دون إحداث أي تغييرات مفضية إلى استقبال من يطلبون كافة أنواع الخدمات مع ملاحظة أننا في بلد سئ الشبكات متشابك المشكلات وبخاصة في الجانب التقني.

مشكلة توقف الأسواق وصغار الباعة عن استلام العملة القديمة كان سببا آخر للتمديد حيث أغلقت بعض المخابز والمتاجر والصيدليات أبوابها وبالطبع ليس بمقدرو هؤلاء أن يقابلوا طلبات المواطنين إن كان الدفع بالتطبيقات هو ما سيسود.
أن تدخل الحكومة الأموال القديمة إلى خزائنها أمر لا جدال حوله باعتباره تقليلا لحجم الكتلة النقدية المتداولة وبالتالي التقليل من كل آثارها السالبة والضارة،  ولكن أن تسحب الدولة بمقادير ولا تضخ من العملة الجديدة بأي مقدار فهذا ماتسبب في المشكلة الأولى حين أغلقت كثير من المحال ابوابها وقد يتسبب الآن وبعد انتهاء المدة الثانية في كثير من الإشكاليات والتعقيدات.
لا يعقل أن اطلب قطعة خبز أو لتر حليب أو قليل خضار أو قطعة فاكهة أو حلوى للأطفال أو آخذ المواصلات أو ادخل المطعم لاتناول وجبة وفي كل هذه الأحوال لا استطيع السداد إلا عبر التطبيقات.
نعم هناك وفي بلدان أخرى حيث بعض النظام وبعض الأجهزة والشبكات المساعدة يمكن للناس انجاز هذا والمزيد عبر التطبيقات ولكننا في السودان نعاني مشاكل شتى ليس آخرها بعض الجهل التقني.
ماهو منتظر أن تتوجه الدولة وعبر قرارات عاجلة من لجنة تبديل العملة هذه بفك المزيد من الأموال والعملة الجديدة وإدخالها الدورة المصرفية بأعجل مايكون وأن تزداد سقوفات السحب اليومي بشكل يعيد التوازن في الأسواق مابين النقد المتداول وبين طلبات المواطنين في جانب الاحتياجات الأساسية اليومية على أقل تقدير.

مالم يحدث هذا وبشكل عاجل فلتستعد كل الجهات المعنية بحفظ الامن لمزيد من الاحتقان والمزيد من المشاحنات والمشاكل بين الباعة والمشترين ولتستعد لماهو أسوأ كأن تتوقف الكثير من الخدمات التي يطلبها الناس.

وكان الله في عون الجميع

الإثنين 30 ديسمبر 2024

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق