مقالات

العقوبات الأمريكية إدانة للإمارات ولتقدم

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

العقوبات ضد حميدتى وشركاته تحول كبير فى السياسة الأمريكية ولو جاء متأخرا

يتوقع صدور عقوبات جديدة بموجب قانون ماغنتسكى قبل 20 يناير
حميدتي وعبد الرحيم والقوني تحت طائلة العقوبات من سيقود بقايا المليشيا

الإمارات حسب اتفاق الشريك الأول ملزمة بالسير وفقا للسياسة الامريكية

بلينكن: أمريكا قد تأكدت أن قوات الدعم السريع جماعة إرهابية

التركيز على علاقات ومصالح مشتركة فى كل المجالات مع مصر وقطر و تركيا السعودية

على الرغم من أن القرار جاء متأخرا وفى نهاية ايام بلنكن فى البيت الابيض ، و بخلاف ما كان منتظرآ من ان يكون القرار على خلفية قانون ماغنتسكى ، فربما كان هذا القرار تمهيدآ لصدور امر تنفيذى من الرئيس بايدن لتوصيف مليشيا الدعم السريع جماعة ارهابية ، و بالقدر الى سيحدثه هذا القرار من ارتباك على مستوى تقاطعات السياسة الدولية على البلاد ، فهذا ادعى الى ان تلتفت القيادات السودانية الى استيعاب المتغيرات التى يمكن ان تترتب على القرار الامريكى ، و ربما الاستعداد لما بعد 20 يناير و تقلد ترمب رئاسة امريكا ، و ما يمكن ان يتمخض عن اقترابه او ابتعاده عن قرارات الادراة السابقة ،
المصالح الامريكية، ثابتة و لاتتغير ، فقط تختلف طريقة التعبير عنها و آليات و طرق توظيف السياسة الخارجية للحصول عليها ،هذه المصالح هى التى دفعت ادارة بايدن فى ايامها الاخيرة الى اعتبار ان قوات الدعم السريع مليشيا ارهابية ، وتصدر عقوبات دون الحيثيات و التحذيرات التى توضح كشف العقوبات تجاه الداعمين و الممولين ، و خارقى القرارات الدولية التى تحظر توريد السلاح للمليشيا ،و امريكا تعلم كل صغيرة و كبيرة من تفاصيل دعم الامارات للمليشيا بالمال و السلاح و تجنيد المرتزقة ، بما فى ذلك التأكيدات التى اعلن عنها ماكورك مساعد مستشار الامن القومى للكونغرس و التى اكد فيها ان الامارات تعهدت بوقف دعمها للمليشيا ، اضافة الى تقارير لجنة الخبراء ، و تقارير صحفية موثوقة تؤكد ارتكاب كل الجرائم و الانتهاكات بواسطة السلاح الامريكى الى تتزود به المليشيا من الامارات ،
ومع ذلك امتنعت عن إدانة الممول والداعم الأساسى و المعلوم للمليشيا الإرهابية ، وهى تعلم ان المليشيا لن تستطيع الاستمرار فى الحرب و اطالة امدها و تعظيم خسائرها الا بالدعم الغير محدود الذى توفره الامارات ، امريكا كان يمكنها الضغط على الامارات لوقف دعمها ، و كان يمكنها الضغط لتنفيذ اتفاق جدة ، و كان يمكنها ان تمنع الامارات من تصدير الاسلحة الامريكية للمليشيا ، تبقت اسابيع قليلة و يتنحى بايدن و ستأخذ الامور ايامآ و اسابيع لسبر غور السياسة الامريكية الجديدة تجاه السودان ، و على كل حال فكل ما جرى لا يعنى شيئآ دون اتخاذ الاجراءات المؤثرة تجاه الامارات ، و خاصة الوقف الفورى لامدادات الاسلحة و الاموال و المرتزقة ،وما يتعلق بتجميد اموال و نشاطات شركات الدعم السريع التى تتخذ من الامارات مقرآ و مركزآ تجاريآ و تستغل البنوك الاماراتية فى سداد تكاليف الحرب ،
الخاسر الاكبر فى هذه القرارات هم اهل ( تقدم )،و تمثل صفعة قوية لاحلام ارتبطت بالعودة الى السلطة على تاتشرات المليشيا ، و باوهام بعض الساذجين من قيادات تقدم و الذين اوشكوا على تشكيل (حكومة ) فى مناطق سيطرة الدعم السريع ، او السعى لفرض مناطق آمنة ، او استغلال معاناة المواطنين فى الحصول على الغذاء، و ادعاء حدوث المجاعة ، هذه القرارات نسفت الكثير من السيناريوهات، و اهمها ان تبقى المليشيا طرفآ فى اى عملية سياسية ، و ستعيد ترتيب الاقليم و علاقات دول جوار السودان ، و سيكون الجيش السودانى اكبر الجيوش فى المنطقة و مسنود بملايين من ابناء الشعب المقاتلين ، تقدم لا طالت بلح الشام و لا عنب اليمن ، و ليتها تتعظ، بريطانيا و الاتحاد الاروبى لن يقفوا ضد ما يراه الامريكان،
امريكا لم تكن لتتخذ هذه القرارات لو ضمنت انتصارآ نظيفا لمشروع الامارات الذى تنفذه المليشيا ،
حتى اشهر مضت لم تكن توجد مقارنة بين اهمية الامارات لامريكا ،و اهمية السودان ، صمود الجيش السودانى و ردعه بطريقة متسارعة للعدوان ، الفيتو الروسى فى مجلس الامن ، عزم ترامب على انهاء الحرب فى اوكرانيا ، و المواجهة مع ايران ، هذه المتغيرات تعيد تحريك الاولويات الامريكية ،
السودان مع سعيه المشروع للاستفادة من موقعه الجيواستراتيجى ، ليس فى وسعه أو مقدرته الانخراط فى تحالفات دولية ، وربما الأكثر أمنا للسودان أن يحسن من مستوى العلاقات والاتفاقات الدولية، والتركيز على علاقات ومصالح متشركة فى كافة المجالات مع مصر والسعودية وتركيا و قطر، والمتغطى بي أمريكا عريان.
8 يناير 2025م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق