مقالات

هل عادت الروح الشريرة

متاريس سودانية

جبريل حسن:

فاجأنا الصواري خالد الناطق الرسمي للقوات المسلحة الأسبق ومجموعة من المتقاعدين بخطوة مغايرة وغريبة لسلوك من هم كانو بالقوات المسلحة يوما ما ولوقت قريب كان يعبر عن قومية الجيش و المؤسسة العسكرية وأصبح الناطق الرسمي بأسمها ويسبح بحمدها وغرابة الخطوة في أنه يجهل كيفية تأسيس الكيانات العسكرية ذات الأهداف العريضة في أنه يجهل مايترتب عليه من توقع للاعتقال والمساءلة، والأغرب غيابه عن المسرح السياسي وبيان الضباط المتقاعدين قبل أسبوع حول تشكيل حكومة تصريف أعمال حتى يعلن تكوين كيان عسكري قوامه الضباط المتقاعدين وهنا تتضح معالم قلة النضج العسكري والتدرج الرتبي الغير طبيعي للصوارمي خالد. وهذا يؤكد أهمية أن يكون الناطق الرسمي للجيش من قادة الأركان البارزين لما يتمتعوا به من الأدب العسكري داخل وخارج الخدمة وتشريف المؤسسة العسكرية وصيانة سلوكها شرفا وجندية.

نعود للصوارمي ومجموعته الذين ذكرو بأن هناك 28هدفا لقواتهم هذه التي اختاروا لها أسم (قوات كيان الوطن) 28هدفا وتحديدا من بينها معارضة اتفاق جوبا. ومكونات حركات دارفور ونتمنى ان لا يكون من بينها انقلابا عسكريا ففي الوقت الذي تقوم فيه قيادة الجيش ببزل جهود حثيثة في قطع الطريق للذين يعبثون بالقوات المسلحة من أنصار التيار الإسلامي تقوم مجموعة الصوارمي خالد في زيادة الاحتقان القائم أصلاً في سابقة إن لم تجد الحسم ستكون محفزة لاخرين اكثر خطورة وأكثر إصرار للاضرار بالوطن وقيادة سلوك مشابه للتواجد والوصول للسلطة والحكم دون النظر للاضرار البليغة التي يتكبدها المواطن و الوطن.
وكما تحدثت في مقالي السابق عن سلوك فريق الأزمة الوطنية فخطوة تأسيس كيان عسكري موازي للقوات المسلحة كما زعمو وخلق توازن بين تواجد قوات الحركات المسلحة والدعم السريع سلوك مشابه وآمر يكذبه الواقع فالجيش السوداني أكبر شأنا والاوسع تاريخا في قبول عملية توازن القوي او معادلة قدرات الجيش بأي قوي لخلق التوازن آمر غير مقبول وهو من صميم خطط الجيش الدفاعية والعملياتية وفق تقديرات عسكرية لوزارة الدفاع وأركان القوات المسلحة. كما أن غرابة الخطوة إعلان تأسيس كيان عسكري بلا ميدان قتالي وهو ما جعلني اذداد استغرابا في أن الرجل إبن المؤسسة العسكرية واركانها يجهل ما يترتب عليه هذا التصرف الصبياني وبالقرب من أفضل جهاز استخبارات بالمنطقة.
ففي الوقت الذي يبذل الجميع ضرورة إصلاح الأوضاع الناشئة من عملية الحرب والسلام واستحقاق الاتفاقيات المختلفة واعادة الحياة للشعب السوداني والتأكيد على قومية المؤسسة العسكرية وإصلاح الشروخ الأمنية وخلق مقاربات وطنية تجمع شتات السودانيين حول مستقبل البلاد نجد أن هناك من يعبث بأمنها. وليعلم الذي أسسوا هذا الكيان العسكري ان امر الشعب السوداني لا يحتمل صوتا للبندقية او لفظا للعنصرية أو تنظيما يسبح عكس تيار اشواق الوحدة الوطنية. فحركات دارفور مصيرها الترتيبات الأمنية وفقا لمنظومة الشروط الواردة بالاتفاقية والاعراف العسكرية لقواتنا المسلحة. ومستحقات السلام المناصب المؤقتة والتمييز الايجابي لأهل دارفور أظنه أمر مقبول ومسموح به لمعادلة سنوات الحرب والشعور بالرضا لما لحق بهم والأسباب كثيرة.
كما أن الأزمة الوطنية تلقى بظلالها. والتي كان يجب على القايمين على تأسيس الكيان العسكري دراسة الأمر قبل تحديد 28هدفا ليس من بينها أهداف لمعالجة الأزمة الماثلة والمحزن تحديد هوية مناطقية ثم تزيلها (بقوات كيان الوطن) فالوطن ليس كيان بل (شعب عظيم) شغل العالم ومازال وستعاد لحمته ووحدته ارض وشعبا وجغرافيا وهناك حتما إن دعي داعي الفداء لن نخن. وسيبقى السودان وطنا ولحدا وهو سر الانتماء والخلود.
الله غالب
احترامي
م. جبريل حسن
gebrelhassan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق