الطيب المكابرابي:
فيما قلناه بالأمس عن المبارة التي قيل إنها تركية وقلنا إنها تصميم إماراتي بتمرير تركي أن هذه المبادرة لم تشر من قريب ولا من بعيد إلى انتهاكات ارتكبها الجنجويد ضد المدنيين من أبناء هذا الشعب ولم تتحدث عن حتى احتمال وجود دور ويد إماراتية في تأجيج هذه الحرب مايعني أن المبادرة لاتعدو أن تكون سعيا لمسامحة الامارات والعفو عن القتلة والغاصبين وفتح الابواب مستقبلا لوجود شرعي للمرتزقة عسكريا وجود سباسي لداعميهم من المدنيين.
لم تمض ساعات إلا وكشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن خطل وخطأ هذه المبادرة التي تجاهلت كل شئ وأرادت أن تتجاوز كل فعل قبيح فعلوه وأوقعوه على الشعب السوداني قفزا نحو المصالحة وشطب كل القديم.
بصدور العقوبات الأمريكية على قائد مليشيا الدعم السريع وشخص آخر وسبع شركات تتبع لهذه المليشيا مقرها دولة الإمارات بنص القرار الأمريكي ومساهمة هذه الشركات في توفير السلاح للمليشيا من مقرها بالإمارات تأكد بما لايدع مجالا لأي شك بأن دولة الإمارات كانت على صلة بالموضوع وبتوريد السلاح إذ لايعقل أن تمرر شحنات أسلحة أو أموال لشراء اسلحة من داخل دولة تدعي العمل على مكافحة الإرهاب دون أن تعلم وجهة هذه الأسلحة أو وجهة أموال تخرج من بنوكها وتذهب لشراء السلاح وهي في غياب تام.
ما أعلنت عنه الولايات المتحدة من حيثيات اقتضت فرض هذه العقوبات لم يجعل الأبواب مواربة أمام أي تملص من وجود دور إماراتي ومن تورط حتى النخاع لهذه المليشيا في ماحدث من انتهاكات وصفها القرار الأمريكي كثيرا بأنها جسيمة وبهذا نعتقد أن كل ترتيب بشأن المبادرة الإماراتية التي طرحها الأتراك على حكومتنا أصبح في مهب الريح بعد أن كشف القرار الأمريكي -والذي لن تستطيع تركيا أو الإمارات التشكيك فيه- عدم وجود أي مبرر لمثل هكذا مبادرة وانما الأصح هو السير بأخذ الحقوق حربا أو سلما وعدم مسامحة من لايعترف بدوره فيما حدث لنا ويسعى لاستغفال الناس بالتمويه وتوسيط الآخرين لمخارجة نفسه مما وقع فيه.
وكان الله في عون الجميع
الأربعاء 8 يناير 2025