
الطيب المكابرابي:
الليلة يستقبلني أهلي: أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى إبريقاً جمجمةً، مصلاة من جلد الجاموسْ رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ من جسد الأرضِ وعبَر سماء …
هكذا هم اهل سنار وهكذا قال الراحل الدكتور محمد عبد الحي عليه رحمة الله ..
بالامس ومن باحة محلية الدامر كانت انطلاقة القالو الثانية من العائدين الى ديارهم من ابناء سنار..
الموقع كان مكتظا بالمغادرين والمودعين ومابين غناء قيقم لنهر النيل وسليمان محمود لسنار ( سنار انا والتاريخ بدا من هنا ) كانت دموع الحموع تسيل عند هذا وتتحجر في الماڨي عند ذاك وتعابير الوجوه تحدث عن فرح وحزن في ان ..
دموع البعض فرحا بانتصارات الوطن وقواته المسلحة واستعادة الامن في جزء عزيز من الوطن ليتمكن بنوه من العودة إليه ودموع حزن على فراق وافتراق بين من كانوا وعاشوا واصبحوا جزءا من مجتمع الدامر واهل هذه البلدة الفاضلة…
صغار الدامر وطلاب مدارسها كانوا حضورا قبل كبارها والمسئولين اصطفافا في وداع من جالسوهم وجاوروهم في الفصول وهم يغادرون اليوم.
مشهد في كل تفاصيله يحكي قصة شعب لا يحب الابعصه ولا تنفصم عراه ولن تنفصم وإن اجتهد لتحقيق ذلك الغرب وبعض الشرق .
حكومة نهر النيل بقيادة واليها وقد تكفلت بتسهيل العودة لكل الراغبين كانت في طابور الوداع والتلويح بالايادي والدعاء بسلامة الوصول وال وامين عام ومدير تنفيذي المحلية واعيان واجهزة مختصة في التامين وقد بادلهم المغادرون باشارات الوداع والتصر ودموع تحمل الشوق الى من يفارقون ومن يستقبلونهم بعد حين..
هكذا هم ابناء السودان تقول بعض الوقائع أنهم شعب كثير الاختلافات قليل الاتفاق ولكن من مثل هذه المواقف تعلم انهم يالفون بعضهم ويتالفون بسرعة قل ان تتوفر عند اخرين ثم أنهم من بعد ذلك يالمون ويتالمون لفراق بعضهم وكانهم اخوة اشقاء اجبرهم الزمان على الفراق..
ستظل نهر النيل كما كانت موطنا لكل سوداني كما اعلن ذلك واليها أمام ابناء سنار وستظل سنار وكل بقعة في هذا البلد موطنا لكل سوداني كما هو الحال الان..
سيعود ابناء كل مناطق السودان قريبا الى مواطنهم الاصلية من مهاجرهم داخل السودان وخارجه وقد بدأت الاستعدات لعودة ابناء الجزيرة وحاضرتها مدني ويعود السودان اقوى وقد تعلم من هذه الفتنة كثير من العبر والدروس.
وكان الله في عون الحميع
الاثنين 20 يناير 2025