رغم الحرب .. 35 مليون سوداني تحت مظلة التأمين الصحي بالسودان

35 مليون مواطن سوداني لازالوا إلى الآن يستظلون بمظلة التأمين الصحي الذي ظل صامدا يقدم خدماته لمنسوبيه رغم إفرازات الحرب اللعينة والخسائر التي لحقت بمؤسسات التأمين الصحي على مستوى العاصمة والولايات والتي تجاوزت 475 مليون دولار نتيجة الدمار والخراب الممنهج الذي خلفته مليشيا آل دقلو.
وبرغم عمليات النزوح والتشريد التي طالت المواطنين إلا أن إدارة التأمين الصحي ظلت ملتزمة بتقديم الخدمة اللامركزية باعتبارها أهم بنود الحماية الاجتماعية فكان أن رفعت البطاقة العلاجية لتكون قومية حتى يتمتع النازحون بالخدمة في المناطق التي نزحوا إليها خاصة نازحي ولاية الخرطوم.
خفض الصرف وترتيب الأولويات..
ولمجابهة التحديات وإفرازات الحرب السالبة وضعت إدارة التأمين خطة العام 2025 بضبط وترتيب المنصرفات وخفض الصرف على السلع والخدمات واستكمال إجراءات نازحي الحرب من خلال مراجعة بياناتهم واستخراج البطاقات بالتنسيق مع الشركاء، فضلا عن التدرج في التوسع في تغطية المراكز الصحية والمستشفيات بنسبة 70% حتى نهاية العام الجاري مع توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والتوسعة في بناء شراكات جديدة.
ضربة البداية..
وابتدر وزير التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية د معتصم احمد صالح لقاءاته التنويرية بعد تسلمه لمنصبه بالامارات والمؤسسات التابعة لوزاره بلقاء مع قادة الصندوق القومي للتأمين الصحي بمقر الصندوق بمدينة بورتسودان حمل عنوان أداء التأمين الصحي الحاضر وآفاق المستقبل وأصر الوزير علي التعريف الشخصي لكل من في قاعة الاجتماع ومدراء الافرع والولايات إسفيريا.
التصفيق والصمود..
وقد ضجت القاعة بالتصفيق الحار عندما قدم مدير فرع ولاية شمال دارفور مخاطبا الحضور بأنهم مازالوا صامدين في فاشر شنب الأسد برغم الحصار الذي تفرضه مليشيا ال دقلو علي المدينة لقرابة العامين.
وقد أشار المدير العام للتأمين الصحي د.فاروق نور الدائم، بأنه قد تمت عملية إسقاط ناجحة للأدوية والمستلزمات الطبية المدينة خلال الفترة الماضية، كذلك نال التصفيق والترحيب مدير التأمين بولاية جنوب كردفان حيث أكد هو الآخر صمودهم في كادوقلي حجر مبدين عن تفاؤلهم باقتراب ساعة النصر للقوات المسلحة والقوات المساندة لها.
تقرير أداء الصندوق..
واستعرض المدير العام د. فاروق نور الدائم، تقرير أداء الصندوق للعام 2024 وخطة أداء العام 2025 في النصف الأول والثاني.
وأشار إلى أن عدد المراكز ماقبل اندلاع حرب المليشيا كانت 3555 مركزا وأنها انخفضت إلى 894 مركزا بعد عمليات النهب والخراب والدمار الذي انتهجتها المليشيا المتمردة والتي طال العديد من المؤسسات الخدمية والبني التحتية
إشادة الوزير..
وتناول د.فاروق خلال التقرير الذي وچد الإشادة من قبل وزير التنمية البشرية والرعاية الاجتماعية تناول التدخلات الفنية والإدارية والتغطية السكانية والنظام المتبع في السودان الذي يعتمد في طريقة الإدخال على الأسرة وليس الفرد كما هو معمول به في كثير من الدول.
وقال د. نور الدائم، إن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد تحتم ضرورة تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة والشركاء الدوليين في توفير الرعاية الصحية للمواطنين بالبلاد.
2025 – 2028 خطة التعافي التام
واستعرض المدير العام للصندوق مراحل إنشاء التأمين الصحي بالسودان وصولا إلى وضعه الحالي، منوها إلى أن ولاية سنار كانت من أولى الولايات التي دخلت نظام التأمين الصحي وإعقبها ولاية الخرطوم، وذكر بأن الاحتفال بيوم التأمين يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.
وأوضح أنه في العام الماضي تمت إضافة 121 مرفقا صحيا واستعادة 24 مستشفي فضلا عن تشغيل 24 مركزا بالشراكة مع الصحة العالمية، فيما أكد نور الدائم أنه تم وضع خطة من العام 2025 إلى العام 2028 تهدف إلى إعادة مادمرته الحرب ووصولا إلى مرحلة التعافي التام وتحقيق التغطية الصحية بالبلاد.