مقالات
حتمية هزيمة تحالف قِوى الهامش السوداني العريضة والقِوى السياسية والثورية الحية للسلطة المركزية الإسلاموعروبية في السودان

برير إسماعيل:
بدون الدخول في مقدمات مطولة لن يستطيع الكيزان أو جنجويدهم أن يقدموا نبيذهم السياسي القديم بشرعية حرب 15 أبريل 2023 م للشعوب السودانية التي ثارت ضدهم و لن تستطيع الأقلام الجنجويدية الدقلوية المرتزقة و المشتراة أن تستغل رفض الغالبية العظمى من أهل السودان لحركة الأخوان المجرمين الدولية أن تقدم مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو كحركة تحرر وطني مسلحة هدفها تحرير السودان من الكيزان من إجل إقامة الديمقراطية.
من أهم المرتكزات السياسية التي إستند عليها الصراع الدائر الآن في السودان و الذي دفعت الغالبية العظمى من المواطنين في داخل البلاد و خارجها ثمنه غالياً هو إنه صراع ما بين مكوِّنات المنظومة الجنجويدية الكيزانية الإسلاموعروبية الكبرى.
في الصراع الدائر الآن ما بين الكيزان وجنجويدهم لا تعترف قيادة المليشيا الجنجويدية الدقلوية بعروبة القائمين على أمر السلطة المركزية الكيزانية التي تحاربها من أجل تأسيس مركز سلطة إسلاموعروبي جديد بديلاً للمركز القديم و في المجمل فإن الصراع الجنجاكيزاني الحالي يشبه في كثير من الوجوه الصراع السياسي الذي دار ما العباسيين والأمويين.
كل المؤشرات تؤكد أن حرب 15 أبريل 2023م الجنجاكيزانية ذات البعدين الإقليمي والدولي ستعيد تشكيل الأوضاع السياسية و العسكرية و الإقتصادية و الثقافية …إلخ لصالح السكان الأصليين في السودان و هذا يعني أن المركزين الإسلاموعروبين القديم أو الجديد الدقلوي الذي ظلَّ يفكٍّر بذات طرائق تفكير المركز القديم الإقصائية هما اللذين سيخسران هذه الحرب.
عليه فإن الهامش السوداني العريض في كل أنحاء السودان و من كل المكوِّنات هو الذي سيخرج رابحاً من هذه الحرب و بناءً على ذلك سوف تتفكك السلطة المركزية الخرطومية لصالح هذا الهامش و سوف تتشكل بعد نهاية هذه الحرب تحالفات سياسية جديدة لم تكن موجودة في السابق و ستكون هذه التحالفات لصالح وحدة الشعوب السودانية و وحدة أراضيها على أسس جديدة و في خاتمة المطاف سوف تذهب كل العصابات الجنجويدية الإجرامية القديمة و الجديدة إلى مزبلة التاريخ و لن يكون لديها أي مستقبل بسبب تركيبتها السياسية التي تجاوزها الزمن.
إلى أن تنتصر ثورة ديسمبر المجيدة السِلِّمية و المُسلَّحة على الكيزان و جنجويدهم و حلفائهم السياسين في الداخل و الخارج ليس أمام كل المكوِّنات السودانية غير أنها تدافع عن أنفسها و أعراضها و أموالها و أراضيها و مدنها و قراها و حلَّالها ضد الهجمات الجنجويدية الدقلوية و ضد جميع المعتدين و ستكون المسؤولية تضامنية لمنع الكيزان وجنجويدهم و حلفائهم السياسين من الإستثمار السياسي الرخيص في هذه الحرب و لكي تتحقق كل الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الثوار و الثائرات في هذه الثورة السودانية التراكمية لابد لكل مكوِّنات قوى الثورة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري من نبذ الخطاب السياسي العنصري و لابد من وقوف الجميع ضد كل الخطابات السياسية و الإجتماعية و الثقافية التي يكون هدفها الإستراتيجي إثارة النعرات القبلية و العشائرية و الإثنية و الجهوية والعنصرية و لابد للجميع من الوقوف ضد التجريم الجماعي للمكوِّنات الإجتماعية السودانية الأمر الذي ظلَّ يستثمر فيه الكيزان و جنجويدهم و حلفاؤهم السياسين للإستمرار في السلطة التي إغتصبها الكيزان بإنقلاب 30 يونيو 1989م.
الجنجا جنا الكيزان و كلاهما وجهان لعملة إجرامية
20 يناير 2025م