حقوق الإنسانمنوعات وفنون
الحرب في وحدة طابت الإدارية العودة إلى “المرحاكة” والخروج غير آمن
الساقية برس- فاتن فتحي:
أوضاع إنسانية بالغة السوء تعايشها قرى وحدة طابت الإدارية بولاية الجزيرة، في ظل شح وغلاء المواد الغذائية، وانعدام مصادر الدخل مع توقف واسع لحركة الإنتاج والتجارة والخدمات وانقطاع الكهرباء وتجفيف أو إغلاق مصادر المياه وتدهور الخدمات العلاجية وتوقف التحويلات البنكية بسبب انقطاع شبكة الإنترنت.
واضطر المواطنون مع انقطاع الكهرباء الذي تزامن مع تحرير مدينة ومدني، إلى جمع مساهمات مالية في بعض القرى لشراء الجازولين لتشغيل محطات المياه دوريا حيث تبلغ قيمة (صفيحة الجازولين 20 لتر) ستمائة ألف جنيه، تكفي لثلاثة أيام أو أربعة.
كما توقفت طواحين الدقيق الأمر الذي أدى الى إحياء آلة حجر الرحى التي تعرف محليا بالمرحاكة في طحن الحبوب إلا أن معظم النساء اللائي يتولين هذا العمل ليست لديهن الخبرة التي تمكنهن من الحصول على مستوى طحن جيد مما يضاعف المعاناة.
بحسب شهود معايشين للأوضاع داخل تلك المناطق تحدثت إليهم (الساقية برس) عبر الهاتف كما أن طرق الخروج الآمنة غير متاحة مع إنعدام وسائل الترحيل عدا الدواب، مع إستمرار قوات الدعم السريع في عمليات النهب والسلب للمغادرين لتلك المناطق.
يذكر أن السودان من أوائل الدول الأفريقية والعربية التي عرفت الطواحين الآلية، وأضحت المرحاكة من مقتنيات المتاحف والمحفوظات التراثية.
المتحدثون طلبوا حجب هواياتهم وعدم تحديد القرى المعنية لدواعي أمنية.