أخبار وتقارير
مالك عقار: نمد يدنا لترامب ونطالبه بالاستماع إلينا عبر مواقفنا
الإدارة الأمريكية اعترفت بضلوع الإمارات في الحرب وسمت مبعوثها الجديد
![](https://sagiapress.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250127-WA0098-679x405.jpg)
إدارة ترامب.. نظرة جديدة للسودان
إدارة بايدن ضغطت على السودان بفرض عقوباتها على البرهان
بيتر لورد يتمتع بعلاقات دولية تساعده في إيجاد معالجات للأزمة السودانية
مطالبات بأن يتجاوز ترامب أخطاء بايدن في التعاطي مع ملف السودان
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو:
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق مالك عقار، أن فرض إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن عقوبات على القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كان بمثابة ضغوط على الحكومة السودانية، وقال عقار في حواره مع الجزيرة مباشر في مسائية أمس الأحد، إن السودان لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بجريرة إدارة بايدن الماضية، مبيناً أن السودان يمد يده بيضاء للإدارة الأمريكية الجديدة، مطالبها بالاستماع إلى الحكومة السودانية وتقييم المواقف من خلال التواصل معها، وأبدى عقار تحفظات على أداء المبعوث الأمريكي السابق توم بيرللو الذي افتقر إلى بذل أي جهود تعزز من رغبة الولايات المتحدة التي تقول إنها تقف إلى جانب الشعب السوداني وطموحاته بتحقيق السلام والحرية والعدالة.
تفاؤل سوداني..
وتتفاءل أوساط سودانية بأن تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اهتماماً أكبر من نظيره السابق جو بايدن بالأوضاع في السودان، ويبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد استشعرت هذا التفاؤل فسارعت بتسمية الدبلوماسي بيتر لورد مبعوثاً خاصاً مؤقتاً للسودان، خلفاً للمبعوث السابق توم بيريلو، ويأتي هذا القرار في سياق الجهود الأمريكية الساعية إلى دعم المساعي الدولية والإقليمية لوقف الأزمة الإنسانية في السودان، ويُعتبر بيتر لورد واحداً من أفضل الدبلوماسيين الأمريكان، وقد شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان، كما زار السودان عدة مرات، آخرها في فبراير من العام 2023م أي قبل اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع بنحو شهرين المبعوث الأمريكي الجديد بعلاقات واسعة في المجتمع الدولي، مما يجعله مؤهلاً للتعامل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لتحقيق حلول للأزمة السودانية.
اعتراف أمريكي مهم..
وقبيل وصول دونالد ترامب الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية إلى مقعده في البيت الأبيض، اعترف ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بضلوع الإمارات في الأزمة السودانية من خلال دعمها العلني لميليشيا الدعم السريع، معتبراً ما يجري في السودان إبادة جماعية واستهدافاً عرقياً لمجموعة محددة من أجل القضاء عليهم من قبل مجموعات أخرى، ربيو الذي أعرب عن أسفه الشديد بأن يتم تمويل مثل هذه الجرائم من قبل دول لديها تحالفات وشراكات مع الولايات المتحدة الامريكية، تعهد بمواجهة حكومة أبي ظبي، مشدداً على ضرورة أن تناقش الإدارة الأمريكية هذا الأمر بوضوح مع الإمارات ليكون انخراطاً عملياً من قبل واشنطن في الأزمة السودانية التي تسعى واشنطن إلى وضع حد لها اتساقاً مع التعهدات التي قطعها الرئيس دونالد ترامب خلال خطابه في حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
تجاوز أخطاء بايدن..
وكان سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان، تيموثي كارني، قد طالب بضرورة أن تقدم إدارة الرئيس دونالد ترامب دعماً لوجستياً ومالياً للسودان لإنهاء الحرب وتجاوز الأخطاء التي وقعت فيها إدارة الرئيس السابق جوبايدن والي أجملها في نقطتين اثنتين تتعلق الأولى بعدم تخصيصها مبعوثاً رئاسياً يمتلك صلاحيات وسلطات، منذ بداية الأزمة، واكتفت بإرسال ممثل أو مبعوث من وزارة الخارجية، فيما قال إن الخطأ الثاني الذي وقعت فيه إدارة الرئيس السابق بايدن تمثل في قرارها بإغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم وعدم افتتاح مقر دبلوماسي لها في بورتسودان، وأكد كارني أن إرسال مبعوث أميركي ذي صلاحيات محدودة غير كاف للتعامل مع النزاع المسلح في السودان، وأشار سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان إلى أن إدارة ترامب السابقة تعاملت مع السودان عبر “الصفقات” حين وعدت برفع العقوبات ودعم البلد في حال وافقت الخرطوم على التطبيع مع إسرائيل عبر اتفاقيات أبراهام”، معتبراً أن فرض عقوبات أميركية أو دولية لن يحل المشكلة السودانية، والمهم هو أن تحث الولايات المتحدة الدول الإقليمية القريبة من طرفي النزاع، مثل الإمارات ومصر والسعودية، على التعاون مع الاتحاد الأفريقي لوضح حد للحرب.
خاتمة مهمة..
ومهما يكن من أمر يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تدخل البيت الأبيض وهي تنظر إلى الأزمة السودانية بعين الاهتمام، ويعتبر مراقبون أن إسراع واشنطن في تعيين مبعوث أمريكي خاص لها إلى السودان خطوة مهمة تعكس مدى جدية ترامب في إيجاد معالجة جذرية للأزمة السودانية لتكون إنجازاً يفتح شهيته لتعزيز سياسته الخارجية بعد نجاح التنسيق بين فريقه، وفريق الرئيس جو بادين المنتهية ولايته، في إحداث اختراق وقف إطلاق النار بغزة، وملف تبادل الأسرى، فترامب يدرك تماماً أن سلفه بايدن قد وضع له عراقيل في مسار الأزمة السودانية بفرض عقوبات على الرئيس البرهان، وبفشله في إحداث أي اختراق في جدار إنهاء الحرب في السودان.