مقالات

أفي هذا التوقيت يابرهان؟

موازنات

الطيب المكابرابي:
الأحد ٩ فبراير ٢٠٢٥

أفي هذا التوقيت يابرهان؟

وأهلنا هنا مابين سرادق عزاء وبكاء أبطال ومجالسة مصاب عمليات وانتظار غائب لايزال مرابطا في القيادة منذ اندلاع الحرب ومأسور يرسف في أغلال ذل الجنجويد والدعاء لنصر من هم في ميادين القتال في كل الجبهات تجتمع ثلة من سياسيين في العاصمة الإدارية ليخططوا وينظروا كيف يحكمون السودان.
أيام من الاجتماعات قضوها في التنظير وطرح الأفكار لكيفية حكمهم السودان بعدما رأوا بشارات النصر تلوح وتغافلوا عن المعارك التي ماتزال تحصد والأمراض في الحبس والجراح تقتل الأبطال وفي مثل هذا التوقيت وبكل مايحمل يخاطبهم البرهان رأس الدولة وقائد الجيش.
المعركة لم تنجل بعد والأبطال في ميادين القتال يزحفون لتحقيق النصر والهزيمة الساحقة والبعض يخطط لكيفية حكم بلد مايزال مختطفا ويحتاج التحرير الكامل ثم من يعيد الأمن في كل ربوعه ويعيد بناءه بعيدا عن بيروقراطية وفساد المدنيين.
خطاب رأس الدولة أمام هؤلاء وبحسب متابعاتنا وجد حظا من التناول والتداول والنقاش فكان المدح وكان القدح وكان مابينهما آراء ناقدة حتى ممن حاول كسبهم من أمثال إبراهيم الميرغني وصندل وآخرين.
الخطاب الذي حاول التوجه نحو الخارج ومخاطبته أكثر من أن يتوجه نحو الداخل سياسيا وعسكريا ركز على فتح الأبواب واسعة أمام الساسة وعدم الحجر والتضييق عليهم والعفو والصفح عمن يثوبون ويتوبون ممن أخطأوا من السياسيين فيما أشار إلى حزب واحد قال إن الوقت لم يحن لمحاولته العودة إلى الحكم.
عسكريا أعاد الخطاب إلى الأذهان قضية منبر جدة الذي تجاوزه الناس بكثير من التضحيات وأعلن أن هناك مايمكن أن يسمى بوقف لإطلاق النار وتجميع البغاة في معسكرات وتلك إحدى فقرات منبر جدة الذي رفضته المليشيا ويريد عبره أن ينقذها مرة أخرى فائد الجيش.
توقيت الخطاب لم يكن موفقا والمعركة ماتزال تحصد أبناءنا في كل الجبهات والتحدث عن حكم سياسي في ظل هذه الظروف لم يعد هو المطلب الآن.
الحديث عن تبعيض وتحديد حزب وفي هذا التوقيت لم يكن مناسبا حيث رصدنا ومن خلال المتابعات مواقف قد تتبدل وتتغير من تأييد مطلق لرأس الدولة وقائد الجيش إلى مواقف وسط إن لم تكن معاداة ومناكفة.
أما الحديث عن وقف إطلاق النار وكل الناس على ثقة تامة من نصر حاسم وقريب للجيش ففيه مافيه من إشارات عن عفو وصفح وإعادة إنتاج لهذه المليشيا التي أذاقت الشعب السوداني ذلا والآن أشرفت على الهلاك ومغادرة المسرح بتكاتف الشعب والجيش.
ما معنى أن نخاطب الخارج حاليا لإرضائه ونحن في معركة لم تنطفئ نيرانها والخارج أحد أدواتها ثم مامعنى أن نخاطب سياسيين جلهم لم يشارك في هذه المعركة بل فيهم ممن عناهم الخطاب من يدفع لتشكيل حكومة موازية لحكومة البرهان ؟
وحدة الصف وحسم المعركة أولا والقضاء على هذه المليشيا الباغية وعدم عودة مايسمى بالدعم السريع حتى بواجهة المجلس التصحيحي الذي بدأ في الظهور هذه الأيام هي القضية الأولى لدى الجيش والشعب السوداني ثم إعادة الأمن في كل ربوع البلاد وتطهيرها من المرتزقة والغرباء والعملاء والبدء بالإعمار بحكم لايقبل الخلافات هو القضية والاهتمام الثاني ثم من بعد ذلك ينفتح الباب للمنظرين ورواد الخلافات من سادتنا السياسيين الذين ماشهدنا لهم حكما مستقرا بعيدا عن خلافاتاهم ولا رأينا لهم إنجازا وقد تجاوزت أعمارنا الستين عاما.

وكان الله في عون الجميع

الأحد ٩ فبراير ٢٠٢٥

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق