د.بابكر عبدالله محمد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأوليغارشي [ Oligarchy ] أسامة داؤود تحت المجهر
هذا المصطلح لم ارم به السيد/ أسامة داؤود اعتباطا أو بتلقائية غير منظورة العواقب على الوطن الجريح الذي ظل يئن تحت مؤامرات الخونة من الإقطاعيين ورجال المال والأعمال الخبثاء والخطرين على سلامة واستقرار السودان ومستقبله الواعد بإذن الله تعالى.
هذا المصطلح رمي به من قبل إعلام المجتمع الإقطاعي الرأسمالي الغربي على المجتمع الشرقي الاشتراكي الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية بعد أن ظهرت بوادر الفشل فيه بين الغرب والشرق وبتكاثر الغنى والثراء عند بعض قادته السياسيين، وفي كلا الحالتين فإن الفشل ظل ملازما للمعسكرين، والشئ بالشئ يذكر.
لفت انتباهي الفيديو المصاحب مع هذا المنشور والغرض منه تلميع صورة السيد/ أسامة داؤود عبداللطيف وقام نفس الشخص بمحاولة فطيرة ومكشوفة لتناول شخصيات وطنية أخرى متفاوتة في الكسب المالي والوطني، فأردت بهذا المنشور أن القي بعض الضوء على هذا البيت الكبير ونشأته تحت ظل حزب الأمة القومي منذ بدايته في عهد السيد عبدالرحمن المهدي غفر الله له. واختصر كثيرا في التناول دون إخلال بالمحتوى من خلال 20 نقطة ، ولابد أن نتطرق في البدء إلى والد السيد/ أسامة داؤود أولا لنتعرف على النشأة من الناحية السياسية والاقتصادية.
1/ السيد./ داؤود عبداللطيف المولود في عام 1908 _الوفاة 1989م، عين ضابطا إداريا في عام 1942م مسؤولا عن المآمير [ مأمور ] وهو المسؤول عن موظفي السلك الإداري في عهد الانجليز واختير مقررا للمؤتمرات التي عرفت بمؤتمرات المائدة المستديرة وعقدت حول مشكلة جنوب السودان منذ العام 1948م والعام 1965م وحتى مؤتمر المائدة المستديرة الأخير حول جنوب السودان 1966م مصدري في ذلك بروفسور محمد عمر بشير مشكلة جنوب السودان والكثير من المصادر الأخرى.
2/داؤود عبد اللطيف هو رجل ضابط إداري ثم تحول بالفعل من موظف حكومي إلى رجل أعمال سوداني، ومؤسسا لشركة التراكتورات السودانية بعد إعادة التسمية لتصبح [ دال] أكبر تكتل شركات في السودان، و رئيسها التنفيذي أسامة داؤود إبن الضابط الإداري داؤود.
3/ قاوم السيد./ داؤود عبداللطيف تهجير النوبيين من وادي حلفا وإغراق مدينتهم التاريخية لصالح السد العالي وإلى اليوم، يحاول الإبن الأكبر / أسامة داوؤد إعادة النوبيين مرة أخرى للحوض النوبي، وبناء مدينة جديدة ومشاريع زراعية ضخمة و لديهم امتياز مليون فدان حالياً في الحوض النوبي.
4/ مؤتمر المائدة المستديرة فكرة امبريالية يهودية بريطانية عرفت أول مرة عام 1939 م بواسطة بريطانيا نفسها لمناقشة أوضاع اليهود وإيجاد آخر ترتيبات موطن بديل وهو فلسطين الجريحة والتي ما زالت تنزف حتى هذه اللحظات وهو مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في 7 فبراير 1939م لمناقشة القضية الفلسطينية، بين كلًا من مندوبي مصر والعراق والأردن والسعودية واليمن، ومندوبين بريطانيين.
5 / أول تحالف اقتصادي تجاري في السودان كان بين السيد محمد صالح الشنقيطي (رجل دين سياسي وقاضي من أصول موريتانية سوداني المولد) والسيد داؤود عبداللطيف وأنشأوا شركة التراكتورات السودانية عام 1952م، ثم أعيدت تسميتها بشركة [ مجموعة دال ] ويذكر أن السيد الشنقيطي كان أول رئيس لمجلس تشريعي في البلاد في عام 1948م وكلا الرجلين ينتميان لحزب الأمة القومي ومعروفين لدى السياسيين في السودان وتوفي السيد الشنقيطي في عام 1968م وقبر في أحمد شرفي رحمه الله تعالي وصلى عليه مجموعة من السياسيين آنذاك أبرزهم السيدان إسماعيل الأزهري وأحمد عبدالرحمن المهدي ودكتور حسن الترابي.
6/ حين أمم الرئيس جعفر النميري شركات سركيس ازمرليان نالت شركة التراكتورات السودانية توكيل منتجات شركة جون دير الأمريكية المتخصصة في الآليات والمعدات الزراعية وأبرزها تراكتورات جون دير التي تصنع في ولاية الينوي الاميريكية.
7/ خلال فترة حكومة الانقاذ ونظرا للمشكلات التي واجهتها البلاد والتي يعزيها المدير التجاري الأسبق إلى ضعف الإنتاجية للفول السوداني خلال عقد ثمانينات القرن الماضي وعدم قدرة شركة الحبوب على تشغيل الغربال وأكبر فرازة موجودة في السودان والتي جلبتها شركة سركيس ازمرليان بشراكة ومناصفة مع الحبوب الزيتية ومناصفة في الأسهم ..ال الغربال للشركة السودانية لمنتجات الحبوب الزيتية والتي الت مؤخرا وخلال فترة حكومة قحت 2019/2022م الت بالشراء إلى دال قروب وهو أكبر غربال وفرازة موجودة بالبلاد وهي أيضا أمريكية الصنع ،غالب المعدة مصنعة في امريكا بالعلامة الصفراء التي تميز صناعة منتجات جون دير و صناعة أجزاء لها في ولايتي جورجيا والينوي الأمريكية وتشتهر جورجيا بزراعة الفول السوداني بينما يزرع فول الصويا في الينوي .
8/ في عام 1984م وقعت دال قروب مع الوكالة الأمريكية للتنمية اتفاقا يقضي بتوريد بودرة الألبان لمقابلة احتياجات أطفال وتلاميذ المدارس الفقراء بالحليب للأطفال في ولايات الشرق والبحر الأحمر.
9/ في نفس العام 1984م قامت مجموعة شركة دال للمنتجات الغذائية في التوسع في إنتاج منتجات زبادي كابو وعبوات لإنتاج الحليب من بودرة الألبان وغيرها من منتجات الألبان .
10/ قامت دولة الإمارات باقراض مجموعة دال بمبلغ قدره 225 مليون دولار لزراعة مائة ألف فدان في منطقة أبوحمد وهو مشروع مازال يعمل رغما عن ظروف الحرب في البلاد.
11/ قامت مجموعة دال قروب الهندسية بإنشاء اكبر ميدان ومنتجع للجولف في عاصمة البلاد خلال الفينات هذا القرن وهي تهيئة للمسرح والبيئة لليانكي الجديد الذي سيأتي ليحكم البلاد.
12/ قام بإنشاء أكبر مطاحن في البلاد تعرف بمطاحن سيقا ثم التوسع في إنتاج العديد من المنتجات الغذائية مثل المكرونة والشعيرية وغيرها العديد من المنتجات بينما كان يورد هذه المدخلات الأساسية لهذه الصناعية من عملات حرة عبر البنك المركزي والبنوك التجارية بالسعر التأشيري الرسمي الذي يحدده بنك السودان وهو أقل من السعر الموازي له في السوق.
13/ تعمل مجموعة دال في كافة الأنشطة والمجالات الحيوية مثل الصمغ العربي لها مصنع لإنتاج بودرة الصمغ العربي وهي السلعة الوحيدة في السودان والتي لاتخضع للعقوبات الأمريكية.
14/ تعمل مجموعة دال في أعمال المعدات الزراعية بكافة أشكالها من تصنيع وخدمات زراعية للمشروعات الكبرى في البلاد والتي حازت فيها على أموال ضخمة لم تستطع المشروعات الكبرى سدادها فتحولت بها إلى امتلاك مشروعات وأراضي ضخمة أقامت عليها مشروعات صناعية في اغلب ولايات البلاد.
15/ اشترت أراضي ضخمة وحازت على أخرى في مقرن النيلين والذي تحتدم فيه المعارك الآن وأنشأت بموجبها شركة السنط العقارية وهي شراكة بين ولاية الخرطوم ودال العقارية، ولما أحست أمريكا أن شركة السنط يمكنها أن تطور منطقة وسط الخرطوم فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2006/ 2007م وذلك لتعطيل ضلع الدولة وتبقي على الشريك دال متطورا ومتقدما عبر دولة الإمارات العربية المتحدة والتي عوضته في نفس الفترة بتمويل ال 225 مليون دولار لإقامة مشروع زراعي ضخم في منطقة أبوحمد.
16/ لا استبعد تماما أن دال قروب كانت وراء صفقة تأجير ميناء أبوعمامة الذي وقعته حكومة السودان مع شركات إماراتية ووكيل سوداني.
17/ تمتلك مشروع [ شركة أمطار ] التي دارت حولها العديد من التسريبات الإعلامية والإخبارية إذ أنها لا تشغل أي عمالة سودانية في المشروع وأن عددا من الفنيين كانوا موجودين في السودان وعددهم 19 فنيا تم طردهم من السودان بعد اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023م
18/ تمتلك شركة دال موتورس توكيل سيارات المرسيدس والميتسيوبيشي في السودان .
19/ عبر امتلاكها لمشروع أمطار في مناطق الدبة في الولاية الشمالية مرورا بأواسط السودان حيث كانت قاب قوسين أو أدنى من تملكها لمشروع وادي الهواد الزراعي والذي تبلغ مساحته الزراعية أكثر من ثلاثة ملايين فدان زراعي وذلك في العام 2016م. وبالتالي تطبق الشركة على خاصرة أراضي الوسط وإذا سيطرت على صرة البلد فقد امتلكت القوة والقدرة على التحكم وهي فكرة شبيهة تماما بما فعلته بريطانيا وتمليكها فلسطين لليهود في قلب العالم بناءا على وعد بلفور 1917م.
20/ امتلاكها لأكثر من مليون فدان في اراضي الولاية الشمالية المتاخمة للحدود السودانية المصرية في الحوض النوبي وهو مهدد للأمن القومي الإقليمي ودولتي السودان ومصر في الأمن المائي وهو المهدد الأكبر والذي تسعي العديد من دول العالم للتحكم والسيطرة عليه ..
لكل النقاط العشرون أعلاه يعتبر السيد/ أسامة داؤود عبداللطيف أكبر أوليغارشي عرفه تاريخ افريقيا والسودان الحديث وهذا يبين بشكل جلي سر تمسك دولة الامارات العربية المتحدة باستمرار الحرب في السودان، بغرض ابتلاع السودان كاملا في حال نجاح مشروعهم القميئ في تشكيل حكومة موازية تعمل على فصل دارفور ثم قضم السودان في النهاية عن طريق القحاطة البلهاء وآلة أعراب الشتات المدعومة إقليميا ودوليا.
إنها حرب الكرامة الأخيرة في السودان بين أن [[نكون أو لا نكون ]].
أسامة داؤود عبداللطيف رئيس ما فيا الأوليغارشية في افريقيا ولا يقل خطورة عن رئيس مجموعة شركة فاغنر / الجنرال يفغيني بريفوجين الذي قتله الجيش الروسي مؤخرا في 2023م.
ونواصل الحلقة القادمة حول شركة السودان للحبوب الزيتية..
