
عمار الضو:
مكنت الإرادة والعزيمة القوية وزارة التربية والتعليم بولاية القضارف شرقي السودان، من عبور الواقع الماثل بكل تحديات التي فرضتها حرب الكرامة الدائرة الآن والتي تأثرت به مدارس الولاية كثيرا والبنيات التحتية وهي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين نازح من ثمانية ولايات. تميز معلمو القضارف بقيادة الفاتح الصافي بصفاء النية والعزيمة القومية وقتها ووجهوا قطار التعليم نحو استئناف الدراسة في كل المراحل التعليمية.
كان قرارا شجاعا وقتها رغم أنه واجه العراقيل والمتاريس للتصدي له حتى نجحت الوزارة وهي تمتلك الارادة والعزيمة والإصرار في تنفيذ قرارها وساعتها كنا نشفق على الوزير الصافي نحو تحقيق فتحه القادم وسرعان ماتحول قراره وحلمه بإصراره إلى وواقع معاش حيث مضت العملية التعليمية نحو مايصبو اليه ومضت الوزارة بتماسك المعلمين وإرادتهم التي أفضت إلى إكمال أعمال شهادتي الابتدائي والمتوسطة بجانب الشهادة السودانية وكان العطاء والتفوق والنجاح كبيرا خاصة لدى الممتحنين للشهادة المتوسطة والتي بلغت فيها نسبة النجاح ٦٩ في المئة بعد جلوس أكثر من ثلاثة وعشرين ألف تلميذ وتلميذة تفوق فيها أربعة تلاميذ بالمجموع الكامل.
واللافت في الأمر هو أن أول الشهادة المتوسطة كان من المدارس الحكومية مما يؤكد تطور وتفوق التعليم الحكومي وتجاوز الظروف الحالية خاصة عقب تربع محلية الفشقة على المرتبة الأولى في المحليات وتحافظ أم المحليات الفاو على تفوقها من قبل في الأعوام السابقة في الشهادتين.
ولم يأت تفوق ونجاح المحليات والمدارس عن فراغ فهي خطة تربوية وإدارية وعزيمة وإصرار قاد خطاها معلم الأجيال وهرم التعليم الفاتح الصافي بعد أن رسم الدكتور عبد الوهاب إبراهيم عوض المدير العام السابق طريق البدايات للغايات وهو يضع المعرفة واللبنة الأساسية لرفيق دربه لإكمال مابدأه.
وأكثر ما أعجبني لدى الوزير الحالي المكلف إصراره وتنزيل المهام والأعمال للإدارات ولزملائه والمحليات لمزيد من التجويد وترقية الأداء وقد ظلت أبواب الصافي مشرعة للاستماع والنصح والإرشاد بأدبه الصوفي الجم وخصاله السمحة وسعة صدره وقدرته عل الترحال والسفر متفقدا المحليات مما يؤكد الفهم والوعي الإداري الكبير في إبراز قدراته الفكرية والتربوية، والرجل له نجاحات كبيرة وممتدة من قبل وقد جاء للوزارة لقيادتها مزودا بالخبرات ومتميزا بالانجازات، فحينما كان مديرا لتعليم محلية الفاو كانت في المرتبة الأولى لأكثر من ثمانية أعوام كانت كفيلة له بقيادة كل إدارات التعليم والمعرفة في زمن الآهات والمحن.
نجح الصا٤ي في استيعاب كل النازحين من طلاب وتلاميذ ومعلمين وإعادة البنيات التحتية من إفرازات الاستخدام الخاطئ للمدارس وهي تستضيف النازحين نجح في تكوين اسطول من السيارات وصيانة العطب مما دفع لإكمال الجولات التوجيهية والتواصل مع المحليات والإدارات. وأكثر ما اعجبني هو جاهزية الوزارة واستعدادها للعام الدراسي الجديد وإعلان ذلك وإصدار التقويم وفك الارتباط للأعوام المتشابكة بعد توقف الدراسة جراء الحرب.حيث أعلن الوزير الصافي عن بداية العام الدراسي في الأسبوع الاول من أبريل القادم، ولم تجيئ نجاحات الوزير وطاقم وزارته جراء عطائهم وجهدهم لوحدهم فقد كان تماسك المعلمين وإصرارهم على مواجهة التحديات خير معين ودفع بعد التزام وزارة المالية بالقضارف في سداد كل الاستحقاقات والأجور خاصتهم بما ذلك أعمال الكنترول والامتحانات وتسيير العملية التعليمية وإسناد البنيات التحيتة والاهتمام بقضايا المعلم، وكان آخرها صرف سلة رمضان مجانية لكل العاملين وهي كانت مؤشرات جيدة من مالية القضارف خلقت الاستقرار وإكمال العام الدراسي وفق الخطط المرسومة.